حذّر كل من رئيس "جهاز الأمن العام الإسرائيلي" (الشاباك) رونين بار، ورئيس هيئة أركان جيش الاحتلال هرتسي هليفي، من أن عنف المستوطنين واعتداءاتهم المستمرة على الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، من شأنهما التأثير على الجيش.
وأوضحا، خلال جلسة للمجلس الوزاري المصغّر لإدارة الحرب (كابينت الحرب) في الأيام الأخيرة، أن عنف المستوطنين يعزز حالة الهيجان في الضفة، مما يصعّب مهمة الجيش ويجبره على تحويل قوات إليها على حساب الساحات المشتعلة في الجنوب والشمال (جبهتا قطاع غزة ولبنان).
وتشهد الضفة الغربية تصعيداً ملموساً في اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين واستهدافهم حتى في أراضيهم الزراعية، بعد عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في السابع من الشهر الجاري، علماً أن الاعتداءات المكثّفة لم تتوقف طوال الأشهر الماضية أيضاً، خاصة منذ تشكيل حكومة الاحتلال الحالية قبل نحو 10 أشهر.
ونقل موقع "يديعوت أحرونوت"، مساء أمس الأحد، عن مسؤولين أمنيين قولهم إن "الاحتكاكات بين اليهود والفلسطينيين في الضفة الغربية قد تؤدي إلى تصعيد فوري على الأرض".
وحذّر هؤلاء من احتمالات تنفيذ عمليات في الضفة في حال تطورت الأمور، "الأمر الذي يمس بالجهود الحربية"، في إشارة إلى العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة والمناوشات مع "حزب الله" في لبنان.
وحذّر قادة "الشاباك" والجيش من أن اعتداءات المستوطنين قد تمس بـ"الشرعية الدولية" الممنوحة لإسرائيل في حربها على غزة.
وبحسب "يديعوت أحرونوت"، بعثت الولايات المتحدة "رسائل شديدة اللهجة" إلى إسرائيل في الأيام الأخيرة، تطالبها فيها باتخاذ إجراءات صارمة ضد "المستوطنين العنيفين" ومحاكمتهم.
في سياق متصل، قال المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل، اليوم الاثنين، إن المستوطنين في الضفة الغربية عازمون على تحويل الحرب على قطاع غزة إلى "حرب يأجوج ومأجوج"، بحيث تتجاوز حدود القطاع.
وذكر أنه "لا يمر يوم دون أن يبادروا (أي المستوطنين) إلى ممارسة العنف ضد الفلسطينيين، بالإضافة إلى الاحتكاك الشديد بين الفلسطينيين وقوات الأمن (أي قوات الاحتلال). ثمة انطباع بأن هناك من يطمح إلى حرب أخرى على غرار حرب 1948، وعلى طرد السكان العرب من منازلهم. هذه أخبار سيئة وخطيرة، وعلى الحكومة والقوات الأمنية أن تستيقظ وتتعامل معها بأسرع وقت ممكن".
في قرية الساوية، جنوب نابلس شمالي الضفة الغربية، باغت مستوطنون مسلحون، أمس الأول السبت، فلسطينيين خلال قطفهم ثمار الزيتون في أراضيهم على أطراف القرية، وأطلقوا الرصاص عليهم، ما أدّى إلى استشهاد الفلسطيني بلال محمد صالح.
وصالح هو الشهيد العشرون من بين الشهداء الذين سقطوا منذ مطلع العام الجاري وحتى السبت، برصاص المستوطنين، الذين تصاعدت حدة اعتداءاتهم بعد إطلاق "طوفان الأقصى" في السابع من الشهر الجاري، إذ سجل استشهاد 7 فلسطينيين برصاصهم حتى اليوم.