حذّر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، من استمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية والسياسية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها ارتفاع وتيرة العنف والتوسع الاستيطاني وهدم بيوت الفلسطينيين، وقال إن التدابير الجزئية وغير المكتملة ستؤدي إلى مزيد من التدهور".
وشدد وينسلاند على ضرورة إجراء الإصلاحات السياسية والاقتصادية في مؤسسات السلطة الفلسطينية، التي تعاني من أزمة مالية خانقة تهدد استقرارها المؤسساتي وقدرتها على العمل بفعالية، ومن أجل تعزيز ثقة المانحين وتجديد الدعم، بحسب وينسلاند.
وجاءت تصريحات المبعوث الأممي خلال إحاطته الشهرية أمام مجلس الأمن التي دعت إليها النرويج، التي ترأس المجلس لهذا الشهر، لعقدها على مستوى وزراء الخارجية في محاولة لتنشيط ملف المفاوضات.
وتحدث وينسلاند عما أسماه استمرار العنف، بما في ذلك الضربات من غزة كما هجمات الفلسطينيين ضد المستوطنين. ومن اللافت للانتباه استمرار وينسلاند بوصف الهجمات الإسرائيلية على غزة كردة فعل على الصواريخ من غزة. وحتى في حديثه عن مقتل الفلسطينيين في الضفة فإنه غالباً ما يشير للادعاءات الإسرائيلية بأن قتل الفلسطينيين جاء أثناء هجوم أولئك الضحايا على قوات الاحتلال. ثم تحدث عن استمرار التوسع الاستيطاني وعمليات الهدم وطرد الفلسطينيين "مما يغذي اليأس ويزيد من تضاؤل احتمالات التوصل إلى حل الدولتين".
ومن جهتها عبرت وزيرة الخارجية النرويجية، أنيكين هويتفيلدت، قبل دخولها لحضور الاجتماع، عن أملها بأن يؤدي هذا الاجتماع لتعزيز المجهودات لحل الصراع. ثم أكدت على وجهة نظر بلدها بأن "حل الدولتين هو الوحيد الذي يمكن أن يضمن الأمن والسلام للشعبين".
وأضافت حول طرد العائلات الفلسطينية من الشيخ جراح "بالأمس تم إخلاء عائلة فلسطينية أخرى من بيتها في الشيخ جراح. يجب وقف جميع العمليات الاستيطانية والهدم والإخلاء".
ورداً على أسئلة لـ"العربي الجديد" حول الخطوات الفعلية التي تريد بلادها ودول غربية اتخاذها لمحاسبة إسرائيل، قالت "أناشد المجتمع الدولي بمطالبة الطرفين بالعودة للمفاوضات. وسنقدم دعمنا للطرفين. أشعر بالقلق لعمليات الإخلاء وأناشد إسرائيل باحترام القانون الدولي".
وحول عدم إرسال عدد كبير من الدول الأعضاء في مجلس الأمن وزراء خارجيتها للاجتماع، قالت "يوجد حضور على مستوى وزراء الخارجية. ونريد أن نعيد لفت الانتباه لهذا الصراع. وأخشى أننا سوف ننسى هذا الصراع. النرويج تريد الاستمرار ولفت الانتباه لذلك".
وإلى جانب حضور وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، إلا أن غانا هي الدولة الوحيدة التي أرسلت وزير خارجيتها لحضور الاجتماع من الدول الأعضاء في مجلس الأمن. كما حضرت سفيرة الولايات المتحدة، ليندا توماس- غرينفيلد، بصفتها سفيرة بلادها وعضوة في حكومة الرئيس جو بايدن، كما حضرت سفيرة الإمارات للأمم المتحدة في نيويورك، لانا نسيبة، الاجتماع كذلك بصفتها سفيرة لبلادها ومساعدة وزير خارجية الإمارات. وتولت الإمارات عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن بدءا من الشهر الجاري ولسنتين. وحضرت عدد من الدول غير العضو في مجلس الأمن، كما الكيانات الإقليمية، الاجتماع، من بينها جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي، والتي شاركت على مستوى السفراء، باستثناء هنغاريا التي شاركت على مستوى وزير الخارجية.
ومن جهته، قال وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، إن الانتقادات لسياسات إسرائيل وممارساتها لا تترجم إلى أفعال وعواقب. وطالب المجتمع الدولي بمساءلة إسرائيل. وقال "إن التحيز سمح لإسرائيل بدلا من تقديم الاعتذار عن جرائمها باتهام حلفائها باللاسامية لمجرد تصويتهم على قرارات دولية. إن التحيز منح إسرائيل الحق بالأمن من أوسع الأبواب لتأويله، بينما يرزح الفلسطينيون تحت الاحتلال".
وأشار كذلك إلى استمرار الحصار على غزة وهدم منازل الفلسطينيين في القدس والتوسع الاستيطاني. وحذر من انتهاء حل الدولتين إن لم يقدم المجتمع الدولي الدعم اللازم له. وقال "إن ترك الأطراف دون الضغط عليها يعني ترك حل الصراع بأيدي المستوطنين المتطرفين".