استمع إلى الملخص
- التوترات بين إسرائيل وحزب الله تصاعدت مع تبادل إطلاق النار والصواريخ، وسط محاولات أمريكية وفرنسية لإيجاد حلول دبلوماسية دون تقدم.
- هناك تحفظات من كلا الجانبين على توسيع نطاق النزاع، مع اعتراف إسرائيلي بالعواقب الوخيمة لأي عملية عسكرية محدودة أو حرب مع حزب الله.
"والاه": إدارة بايدن قدمت مشورة حول الشروع بحرب "محدودة" في لبنان
واشنطن حذّرت من تدخل إيران إن أقدمت إسرائيل على خطوة من هذا النوع
قائد المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال: العدو سيواجه جيشاً قوياً
حذّرت الولايات المتحدة الأميركية إسرائيل من مغبة الإقدام على عملية عسكرية "محدودة" في لبنان، معتبرة أن هذا الأمر قد يدفع إيران للتدخل ويجر المنطقة إلى حرب أوسع.
وأفاد موقع والاه العبري، اليوم الخميس، نقلاً عن مسؤولين أميركيين كبيرين وثالث إسرائيلي، لم يسمّهم، بأنّ إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن قدّمت مشورة لإسرائيل في الأسابيع الأخيرة، بخلاف ما تعتقده الأخيرة، بأنه بالإمكان الشروع في "حرب محدودة" في لبنان، وحذّرتها من تدخل إيران إن أقدمت على خطوة من هذا النوع، وجرّ المنطقة إلى حرب أوسع.
وأوضح المسؤولون الذين تحدّثوا للموقع العبري، أنّ إدارة بايدن أوضحت لإسرائيل أن الولايات المتحدة لا تعتقد أنّ "حرباً محدودة" في لبنان أو "حرباً إقليمية صغيرة"، هما خياران واقعيان، ذلك أنه سيكون من الصعب منعهما من التوسّع والخروج عن السيطرة. وحذّرت واشنطن تل أبيب من أنّ الاجتياح البري للأراضي اللبنانية، حتى لو اقتصر على المناطق القريبة من الحدود فقط، قد يؤدي لامتلاء لبنان بالمليشيات الموالية لإيران، والتي قد تصل من سورية، والعراق، وحتى من اليمن، وتنضم إلى الحرب.
وقادت الولايات المتحدة وفرنسا، طيلة الفترة الماضية، منذ بداية الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة قبل نحو ثمانية أشهر، محاولات للتوصل إلى حل دبلوماسي والحدّ من التوتر، لكن دون تقدّم يذكر.
وقد تؤدي حرب أوسع بين إسرائيل وحزب الله إلى دمار واسع على جانبي الحدود، فيما تشهد الآونة الأخيرة تصعيداً لافتاً بينهما. وأدى إطلاق حزب الله مسيّرات نحو موقع وُجِد فيه جنود إسرائيليون، أمس الأربعاء، في قرية حرفيش في الجليل الأعلى، إلى مقتل جندي إسرائيلي وإصابة 11 آخرين، في وقت واصل الطيران الإسرائيلي عدوانه على عدة مواقع في لبنان.
ودفع التصعيد الحاصل عدداً من كبار المسؤولين في جيش الاحتلال الإسرائيلي والمجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) للدعوة لتوسيع الحرب على نحو كبير ضد حزب الله، خاصة أن إسرائيل تتكبد خسائر كبيرة على جبهة لبنان، عدا عن عشرات آلاف النازحين من سكان المستوطنات القريبة من الحدود اللبنانية، والذين غادروها منذ بداية الحرب، وقد لا يعود بعضهم أبداً حتى بعد نهايتها.
وزاد الطرفان مدى الهجمات التي يقومان بشنها، في الآونة الأخيرة، إذ أطلق حزب الله مُسيّرات وصواريخ نحو أهداف عسكرية إسرائيلية، حتى مسافة نحو 50 كيلومتراً من الحدود. كما تعاملت القوات الإسرائيلية مع حرائق واسعة في الأيام الأخيرة، على أثر هجمات نفّذها حزب الله وساعدت الرياح بانتشارها، ما تطلب من إسرائيل أكثر من 48 على ساعة للسيطرة عليها.
وذكر مصدر أمني إسرائيلي كبير لموقع والاه، اليوم، أنّ الوضع يتدهور ويتصاعد على نحو لافت منذ شهر مايو/ أيار الماضي، ذلك أن حزب الله تمكّن من تنفيذ هجمات ناجحة ضد أهداف إسرائيلية، من خلال المسيّرات، عجز الجيش الإسرائيلي عن التصدي لها واعتراضها.
كما بدأ حزب الله، وفق تقارير إسرائيلية، في الأسابيع الأخيرة، بإطلاق صواريخ بركان مع رؤوس متفجرة تزن ما بين 500 إلى 1000 كيلوغرام، ألحقت أضراراً كبيرة بقواعد عسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي على طول الحدود.
وعقد مجلس إدارة الحرب الإسرائيلي (كابينت الحرب)، أول أمس الثلاثاء، جلسة لمناقشة التطورات، دون اتخاذ قرارات، إلا أنّ الجيش الإسرائيلي عرض عدة خيارات لتوسيع الحرب، من ضمنها الإقدام على اجتياح بري، بهدف إبعاد قوات حزب الله خاصة قوات الرضوان عن الحدود، وفق ما ذكره مسؤول إسرائيلي لموقع والاه.
وشدد المسؤول على أنه منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، كانت التعليمات من قبل المستوى السياسي للجيش، التركيز على هزيمة حركة حماس في غزة والامتناع عن شن حرب في لبنان.
وأضاف المسؤول الإسرائيلي أنّ حرباً مع حزب الله أو عملية عسكرية محدودة في لبنان، ستكون لها عواقب وخيمة على إسرائيل، وبعد أن تؤدي عملية من هذا النوع لمقتل عدد من الناس وتستنزف الموارد، ستقود في نهاية المطاف إلى اتفاقية، شبيهة بتلك التي تحاول الأطراف التوصّل إليها الآن بين إسرائيل ولبنان، "وعلينا أن نفهم هذا الأمر قبل اتخاذ القرارات".
استمرار التهديدات الإسرائيلية بحق لبنان
في سياق متصل، استكمل قائد المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال الإسرائيلي أوري غوردين، اليوم الخميس، التهديدات التي أطلقها مسؤولون إسرائيليون، عسكريون وسياسيون، أمس، من قبيل رئيس هيئة الأركان هرتسي هليفي وحتى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذين توعّدوا حزب الله برد قوي.
وقال غوردين، معلّقاً على الأوضاع المتوترة في الشمال، خلال مشاركته في مراسم الذكرى الـ18 لحرب لبنان الثانية: "نحن مستعدون وجاهزون، وعندما تصدر الأوامر فإن العدو سيواجه جيشاً قوياً ومستعداً". وأضاف أنّ "الجيش الإسرائيلي استكمل في الأسبوع الأخير الاستعدادات على مستوى هيئة الأركان، لشن هجوم في الشمال، وأن الجيش قادر على تنفيذ أي مهمة ضد حزب الله في لبنان".
وبعيداً عن التصريحات النارية للمسؤولين الإسرائيليين، يعتقد الكثير من المراقبين وحتى مسؤولون عسكريون سابقون في جيش الاحتلال، بعدم قدرة إسرائيل على فتح جبهة إضافية. لكن هذا لا يعني، بالضرورة أنها لا تفكّر بتوجيه ضربة قوية في لبنان، مختلفة عما شهدته الأشهر الماضية. وربما ترتبط التحذيرات التي تحدّث عنها موقع والاه، من قبل واشنطن، بوجود نوايا إسرائيلية أو تفكير على أقل تقدير، بما وصف بالحرب "المحدودة" في لبنان.