قال مسؤولون في إقليم كردستان العراق، إن أكثر من 800 قرية كردية في شمالي البلاد عرفت عمليات نزوح، بسبب المعارك بين الجيش التركي ومسلحي حزب "العمال الكردستاني"، مطالبين حكومة بغداد المركزية بإنهاء تواجد عناصر الحزب الذين يشكلون تهديداً لأمن البلاد.
ومنذ 23 أبريل/ نيسان المنصرم، تواصل القوات التركية عمليات برية وجوية تستهدف مسلحي "الكردستاني" المتحصنين في بلدات حدودية عراقية ضمن إقليم كردستان العراق، حيث ينشط مسلحو الحزب في تلك المناطق ويستخدمونها منطلقاً لتنفيذ اعتداءات متكررة ضد الأراضي التركية المجاورة.
وقال منسق التوصيات الدولية في حكومة إقليم كردستان العراق، ديندار زيباري، إنه "تم إخلاء أكثر من 800 قرية من سكانها وتركها بلا خدمات، جراء القتال والمواجهات بين حزب العمال الكردستاني، والقوات المسلحة التركية في المناطق الحدودية للإقليم"، موضحاً في بيان أن "تلك الهجمات والمواجهات تسبب بالنزوح الجماعي لسكان تلك المناطق في الإقليم، وتسببت أيضاً بعدم استقرارها بشكل مستمر".
وأضاف أن "الفترة بين يناير/ كانون الثاني، وأغسطس/ آب من العام الجاري، شنت القوات التركية 165 غارة جوية وأُطلقت 274 قذيفة مدفعية و6 هجمات برية، استهدفت عناصر حزب العمال"، مبيناً أن "القصف استهدف بلدات بينجوين، وجوارتا، وهواره كون في محافظة السليمانية، كما استهدف سنجار (تابعة لمحافظة نينوى)".
وأكد أن "القرى القريبة من منطقة سيدكان في محافظة أربيل تعرضت للقصف بغارات جوية وقذائف مدفعية، وكذلك تعرضت قرى قريبة من منطقة باطوفا، وكاني ماسي في محافظة دهوك للقصف المدفعي".
وشدد على أن "هذه الهجمات تعرض حياة مواطني الإقليم للخطر، وتلحق الضرر بأراضي المزارعين وممتلكاتهم وتدمر المباني والمنازل، وتلحق الضرر بالغابات"، مشيراً إلى أن "هذا الوضع المتوتر تسبب بنزوح العديد من القرى، سيما مع مقتل العديد من المدنيين وإصابة عشرات آخرين بجروح".
ودعا إلى "إنهاء حالة التوتر في المناطق الحدودية، والأخذ بنظر الاعتبار أوضاع المواطنين في المناطق الكردية، الذين يواجهون ظروفاً صعبة".
ويؤكد سياسيون أكراد، أن تواجد حزب "العمال الكردستاني" يشكل خطراً على أمن الإقليم وأمن العراق بشكل عام. وقال القيادي في "الحزب الديموقراطي الكردستاني"، ماجد شنكالي، لـ"العربي الجديد"، إن "حزب العمال يشكل اليوم مخاطر على المناطق والقرى في الإقليم الخاضعة لسيطرته، وتلك التي يتحرك بها".
وأوضح أن "الحزب يعمل وفق أجندات خاصة تتعارض مع مصالح البلاد وتشكل خطراً على أمنها"، داعياً حكومتي بغداد وأربيل إلى "التعاون لإنهاء هذا الملف وإخراج مسلحي الحزب، ومنعهم من فتح المقرات والمعسكرات في مناطق الإقليم".
ويحظى "العمال الكردستاني" بدعم من قبل الفصائل العراقية المسلحة التي تعمل تحت غطاء "الحشد الشعبي"، والجهات السياسية المرتبطة بها، والتي تقيد أي قرار حكومي يؤثر على تواجد الحزب في الأراضي العراقية.