استأنف المجتمع الدولي، الثلاثاء، مساعيه لإنعاش عملية السلام اليمنية ووقف الحرب، وذلك على وقع معارك متصاعدة للأسبوع الثالث على التوالي بين القوات الحكومية والحوثيين في محافظة مأرب النفطية، شرقي البلاد.
وأجرى مبعوثا الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأميركية وسفراء الاتحاد الأوروبي سلسلة لقاءات مع وزير الخارجية اليمني أحمد بن مبارك، والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف، لمناقشة جهود إحلال السلام والتصعيد الحوثي الأخير في مأرب، وفقا لوسائل إعلام رسمية.
ووفقا لوكالة "سبأ" الخاضعة للشرعية، فقد أبلغ وزير الخارجية اليمني المبعوث الأممي مارتن غريفيث بأن "المليشيات الحوثية غير جادة في السلام وأن هجومها العسكري في مأرب وقصفها للمدنيين، يثبت أن قرار الجماعة مرهون بيد النظام الإيراني".
وفيما جدد التزام الحكومة المعترف بها دوليا بمواصلة انخراطها في إحلال السلام الشامل والمستدام، دعا بن مبارك الأمم المتحدة إلى الضغط على المليشيات الحوثية "حتى تدرك أن العنف لا يولد إلا العنف وأن القتل لا يولد إلا القتل وأن وهم ونشوة القوة تتلاشى أمام إرادة وتصميم اليمنيين".
وزير الخارجية يبحث مع المبعوث الاممي جهود إحلال السلام في اليمن - Saba Net :: سبأ نت https://t.co/cMHRwA281V
— Ahmed A. BinMubarak (@BinmubarakAhmed) February 23, 2021
في لقاء آخر، اتهم وزير الخارجية اليمني، خلال لقائه المبعوث الأميركي تيم ليندركينغ، جماعة الحوثيين بإدمان الحرب واسترخاص أرواح اليمنيين وخصوصا الأطفال الذين تزج بهم في معارك خاسرة، حسب تعبيره.
وأشار بن مبارك إلى أن قوات الجيش الوطني في مأرب وغيرها من المحافظات "تقوم بواجبها الوطني للدفاع عن المدن والمدنيين ضد هذا العدوان الإرهابي الحوثي"، محذراً من الكلفة الإنسانية الكبيرة الناشئة من استمرار هذا التصعيد، "خاصة مع ما تقوم به هذه المليشيات الإرهابية من اعتداءات على معسكرات النازحين في مأرب واستخدامهم كدروع بشرية".
واعتبر المسؤول اليمني أن التصعيد الحوثي في مأرب وقصف تعز وإفشال مفاوضات تبادل الأسرى أخيرا في الأردن "أدلة على أن الجماعة لا تبدي أي نوايا جادة تجاه تحقيق السلام أو تجاه الحفاظ على أرواح اليمنيين".
وشدد بن مبارك على أن التصعيد الحوثي "يتطلب من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي ممارسة ضغوط حقيقية على هذه المليشيات لإجبارها على وقف العنف والقبول بحل سياسي يحقق السلام في اليمن بناء على المرجعيات الثلاث وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بالشأن اليمني، وعلى وجه الخصوص القرار 2216".
وحسب الوكالة، فقد جدد المبعوث الأميركي موقف بلاده بضرورة وقف الحوثيين لجميع العمليات العسكرية في مأرب والامتناع عن الأعمال المزعزعة للاستقرار في اليمن، مؤكداً على أنه لا حل عسكريا للوضع في اليمن.
كما عقد وزير الخارجية اليمني لقاء مع السفير البريطاني لدى اليمن مايكل آرون، أكد فيه أن الحكومة ما زالت حريصة على تحقيق السلام العادل والمستدام، لكنه اشترط أن يتم ذلك وفقا للمرجعيات الثلاث، وهي المبادرة الخليجية والقرار 2216 ومخرجات مؤتمر الحوار، وهي قرارات يرفضها الحوثيون بشكل مطلق كونها تمنح الشرعية للرئيس عبدربه منصور هادي.
في السياق ذاته، أجرى الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف نقاشات مع سفراء دول الاتحاد الأوروبي لدى السعودية، والمبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، وذلك غداة إجراء مكالمة هاتفية مع رئيس الحكومة اليمنية معين عبد الملك.
الأمين العام لمجلس التعاون يستقبل مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى الجمهورية اليمنية https://t.co/8UqLl3gXuJ#الخليج_العربي #مجلس_التعاون #اليمن pic.twitter.com/V0Pdl6B5bd
— مجلس التعاون (@GCCSG) February 23, 2021
وحسب بيان نشره الموقع الإلكتروني للمجلس، فقد دعا الحجرف إلى "ممارسة الضغط على جماعة الحوثي الإرهابية للانخراط في العملية السلمية، ووقف الهجوم على مأرب واستهداف المدنيين ووقف الاعتداءات بالصواريخ و المسيرات على السعودية".
ولم تصدر أي بيانات رسمية من المسؤولين الدوليين حول النتائج التي خلصت إليها لقاءاتهم مع المسؤولين اليمنيين والخليجيين، وما إذا كان المبعوث الأممي والأميركي سيعقدان مباحثات مماثلة مع جماعة الحوثيين خلال الأيام المقبلة أم لا.
ويتزامن الحراك الدولي المكثف مع استمرار المعارك بين القوات الحكومية والحوثيين في المناطق الغربية والشمالية الغربية من محافظة مأرب، وخصوصا صرواح وهيلان ورغوان، دون تحقيق أي تغير جوهري في خريطة السيطرة والنفوذ.
وأدى القتال المستعر منذ 6 فبراير/شباط الجاري إلى نزوح أكثر من 12 ألف نسمة من مخيمات صرواح ورغوان، وفقا لإحصائيات حديثة صدرت أمس، الإثنين، عن الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في مأرب.