منعت "هيئة تحرير الشام" متظاهرين في إدلب شمال غربي سورية، من التظاهر أمام القاعدة العسكرية التركية في معسكر "المسطومة" (أكبر قاعدة عسكرية تركية في إدلب)، بُحجة عدم وجود ترخيص للتظاهر، فيما توجه المتظاهرون من مدينة أعزاز إلى مدينة عفرين الواقعة في ما تُعرف بمنطقة "غصن الزيتون" شمالي محافظة حلب، مطالبين بإخراج فلول "تحرير الشام" من المنطقة.
وقالت مصادر مُطلعة من محافظة إدلب، رفضت الكشف عن هويتها لأسباب أمنية، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ "عدة نشطاء دعوا، أمس الخميس، جميع الأهالي والنازحين في منطقة إدلب إلى التظاهر، اليوم الجمعة، أمام القاعدة العسكرية في معسكر المسطومة القريب من مدينة أريحا غربي محافظة إدلب، تحت عنوان (دماء أطفالنا ليست رسالة نصية بين الضامنين)، وذلك تعبيراً عن غضبهم من الضامن التركي للمنطقة بعد المجزرة التي ارتكبتها روسيا وقوات النظام، قبل أيام، باستهدافها مخيمات النازحين غربي مدينة إدلب، ما أدى إلى مقتل عشرة مدنيين وجرح نحو 70 آخرين بينهم نساء وأطفال ومُسنون".
وأكدت المصادر أنّ "حاجزاً أمنياً لتحرير الشام، عند دوار المطلق داخل مدينة إدلب، أوقف عدة نشطاء وصحافيين كانوا متجهين للتظاهر أمام النقطة التركية بمعسكر المسطومة، ومنعهم من عبور الطريق وأجبرهم على العودة إلى مدينة إدلب"، مُشيرين إلى أنّ "حجة الهيئة كانت أنّ التظاهرة ليست مُرخصة من قبل (الحشد الجماهيري) المُشكّل من قبل الأذرع المدنية لتحرير الشام في منطقة إدلب".
في غضون ذلك، توجه عشرات المتظاهرين من مدينة أعزاز إلى مدينة عفرين الواقعة ضمن ما تُعرف بمنطقة "غصن الزيتون" شمالي محافظة حلب، وتظاهروا أمام مبنى الوالي التركي في المنطقة؛ تعبيراً عن رفضهم لدخول "هيئة تحرير الشام" إليها، وأعلنوا تمسكهم بمطلب إخراج جميع فلول الهيئة من المنطقة.
بدوره، قال الأمين العام للحراك الثوري في ريف حلب الشمالي الحاج أبو سليمان، في حديث لـ "العربي الجديد"، إنّ من أهداف التظاهرة "المطالبة بتوحيد الفصائل العسكرية ضمن مؤسسة عسكرية واحدة، بالإضافة إلى مطالبة الجانب التركي بطرد تحرير الشام من عفرين بشكل كامل، وإخراج كامل المقرات العسكرية من المدينة، وتفعيل دور المؤسسات المدنية والقضاء".
وأضاف أبو سليمان: "تظاهرنا أمام مبنى الوالي التركي في مدينة عفرين، بعدما توجهنا ضمن رتل كبير للسيارات من مدينة أعزاز ونقلنا جميع مطالبنا إليه".
من جانبه، أكد سليمان ياسين، وهو مهجر من حمص وأحد المشاركين في التظاهرة، لـ "العربي الجديد" أنه خرج "للمطالبة بخروج هيئة تحرير الشام وتوحيد الفصائل"، مُشيراً إلى أنه "كانت هناك أيضاً مطالب إضافية وهي محاسبة قتلة النشطاء، وعلى رأسهم الناشط أبو غنوم، الذي قُتل في مدينة الباب شرقي محافظة حلب".