سيطرت قوات من "هيئة تحرير الشام"، اليوم الثلاثاء، على مقرات وحواجز تابعة للشرطة العسكرية في مدينة جنديرس بمنطقة عفرين شمالي سورية دون اشتباك، بعد اتفاق مع الشرطة هناك، إثر الاحتجاجات الشعبية الغاضبة على خلفية مقتل خمسة مدنيين برصاص مسلحين، واتهام فصيل "جيش الشرقية" بالضلوع فيها.
وقالت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد"، إن قوات من "تحرير الشام" دخلت إلى مقر الشرطة العسكرية في جنديرس وسيطرت عليه، كما سيطرت على معظم الحواجز داخل وعلى أطراف المدينة، فيما بقي مقر الشرطة المدنية تحت سيطرة الشرطة التابعة لفصائل الجيش الوطني.
وبحسب ما نقله مراسل "العربي الجديد"، فقد دخلت قوات الهيئة مقرات الشرطة العسكرية دون اشتباكات، مؤكداً أن عناصر الشرطة العسكرية الذين كانوا هناك ما زالوا داخل المقرات، وسيبقون فيها إلى جانب قوات الهيئة، بحسب المعلومات الواردة، وما هو واضح حتى الآن يشير إلى وجود اتفاق على تسليم الهيئة الإدارة الأمنية للمدينة.
وجاءت هذه الخطوة بعيد ساعات من وصول قوات للهيئة إلى المدينة، برفقة ذوي ضحايا قتلوا أمس برصاص عناصر مسلحين. وقال ذوو الضحايا إنهم من فصيل "جيش الشرقية"، وطالبوا الهيئة بالتدخل لمحاسبة الجناة، وطرد الفصيل من المدينة، كمال طالبوا كل الفصائل المسلحة بإخلائها.
وتضاربت الأنباء عن وجود اتفاق بين "جيش الشرقية" و"الهيئة" ينص على خروج الأول من جنديرس وتسليمها، وهو ما قد يتيح للهيئة بسط سيطرتها على جنديرس، إحدى أكبر مدن منطقة عفرين.
وتقول مصادر مطلعة تفضل عدم ذكر اسمها لدواع أمنية إن "جيش الشرقية" متهم بالتواطؤ مع الهيئة لتسليمها المدينة، وهناك اتهامات بتبعية الفصيل للقيادي "أبو ماريا القحطاني"، أمير تنظيم "النصرة" سابقاً في المنقطة الشرقية من سورية، وهو أحد قياديي الهيئة حالياً.
وبحسب المصادر، يوجد في المدينة أيضاً مقرات لفصائل "أحرار الشرقية، أحرار الشام، الزنكي، السلطان سليمان شاه"، لكن لم ترد معلومات بشأنها بعد، وهي فصائل تتهم أيضاً بأنها مقربة من الهيئة، وفي الغالب كل من سيبقى هناك في جنديرس سيكون خاضعاً لسلطة "هيئة تحرير الشام" أمنياً وعسكرياً بالدرجة الأولى.
لم يتبين بعد مصير المدينة إدارياً حيث تدار من قبل مؤسسات الحكومة السورية المؤقتة
ولم يتبين بعد مصير المدينة إدارياً، حيث تدار من قبل مؤسسات الحكومة السورية المؤقتة، وعلى رأسها المجلس المحلي.
وظهر اليوم، خرجت مظاهرة شعبية غاضبة، شارك فيها أهالي وناشطون، وطالبوا بخروج الفصائل المسلحة كافة من المدينة ومن بقية المدن أيضاً.
وكان مسلحون قد أطلقوا النار، مساء أمس، على أكراد عندما كانوا يشعلون النار احتفالاً بعيد النوروز في جنديرس قرب عفرين، الخاضعة لسيطرة فصائل الجيش الوطني المدعوم من تركيا.