تحطمت مروحية تابعة للنظام السوري، اليوم الخميس، في المنطقة الساحلية، ما أدى إلى مقتل اثنين من طاقمها، وفق وكالة "سانا" التابعة للنظام.
ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري قوله إنه "أثناء تنفيذ مهمة تدريبية صباح اليوم لإحدى حوامات الجيش العربي السوري فوق المنطقة الساحلية تعرضت الحوامة لخلل فني، ما اضطر طاقم الطائرة لتنفيذ هبوط اضطراري في منطقة جبلية وعرة، وأدى ذلك إلى استشهاد اثنين ونجاة ثلاثة آخرين من طاقمها".
ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن الطائرة سقطت نتيجة عطل فني على أطراف قرية الرويمية قرب قرية ضهر السرياني في ريف اللاذقية الشرقي، ما أدى إلى مقتل طيارين اثنين من طاقم المروحية شوهدت أشلاؤهما قرب موقع سقوط الطائرة، إضافة إلى إصابة اثنين آخرين من طاقم المروحية، في حين تعمل فرق الدفاع المدني على إخماد حريق الطائرة تزامنًا مع انتشار القوى الأمنية في موقع سقوط الطائرة.
مقتل قيادي في الجيش الوطني وإنزال للتحالف شرقي سورية
على صعيد آخر، قُتل قيادي في "الجيش الوطني السوري" اليوم الخميس بانفجار عبوة ناسفة بسيارته شمالي سورية، فيما كشفت معلومات أن القصف الإسرائيلي الأخير لمحيط العاصمة دمشق استهدف اجتماعا عسكريا في المنطقة موقعا خسائر بشرية.
من جهة أخرى، صدرت مواقف مرحبة بقرار لجنة "رد المظالم" بعزل قائد فصيل "فرقة السلطان سليمان شاه" محمد الجاسم (أبو عمشة) التابعة لـ"الجيش الوطني"، وخمسة من قادة الفصيل، بسبب انتهاكاتهم بحق المدنيين، وسط شكوك بإمكانية تنفيذ القرار على أرض الواقع.
وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن عبوة ناسفة انفجرت، اليوم الخميس، داخل سيارة في مدينة الباب بريف حلب الشرقي، ما أدى إلى مقتل عضو مكتب العلاقات العامة في "الفيلق الثالث" التابع لـ"الجيش الوطني السوري"، المدعوم من تركيا. وأوضحت أن العبوة انفجرت بالقرب من جامع فاطمة الزهراء، وأسفرت عن مقتل أبو خالد الصيداوي الذي تم نقله من جانب الدفاع المدني السوري إلى مستشفى المدينة، لكنه فارق الحياة في المستشفى.
ويأتي التفجير ضمن سلسلة تفجيرات تشهدها مناطق سيطرة "الجيش الوطني" شمالي سورية، والتي غالبا ما تنسب إلى خلايا تابعة لقوات سورية الديمقراطية (قسد) أو لتنظيم "داعش" أو للنظام السوري.
وفي الرابع من الشهر الجاري، انفجرت عبوة ناسفة داخل سيارة في قرية بير مغار بمنطقة جرابلس بريف حلب الشرقي، وأسفرت عن مقتل ثلاثة من "الجيش الوطني"، هم قائد غرفة عمليات لواء الشمال، محمد مصطفى، إضافة إلى إداري في الفصيل ذاته، وآخر من مقاتلي اللواء.
قتلى من قسد وإنزال للتحالف
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع التركية، اليوم الخميس، قتل 9 عناصر من "قسد" شمالي سورية. ونقلت وكالة الأناضول، في بيان مقتضب صادر عن الوزارة، قوله إن الجيش التركي سيواصل "ضرب الإرهابيين في أوكارهم" مشيرا إلى أن القتلى كانوا يتجهزون لتنفيذ هجوم في منطقة عملية "درع الفرات"، قبل أن تتمكن قوات الكوماندوز التركية من "تحييدهم".
وفي شرق البلاد، قام التحالف الدولي بعملية إنزال جديدة بالتعاون مع مليشيا قسد في بلدة محميدة بريف دير الزور خلال ساعات الليل، وطلب طيران التحالف من الأهالي عدم الخروج من المنازل والالتزام حتى إكمال عملية الإنزال.
وذكر مراسل "العربي الجديد" أن العملية استهدفت أحد منازل المدنيين في البلدة وأسفرت عن مقتل طفل وإصابة والده واعتقال 9 أشخاص آخرين خلالها، وسط طوق أمني فرضته قسد في المنطقة.
ولم يصدر أي إعلان رسمي من قبل قوات "قسد" المدعومة من التحالف، عن هدف أو حصيلة العملية التي سبقها بيان أصدره المكتب الإعلامي لـ"قسد" تحدث عن عملية أمنية ضد خلية تابعة لتنظيم "داعش" في بلدة جزرة الميلاج، قتل خلالها قيادي في التنظيم يلقب بـ"أبو حمزة شامية". وأشار البيان إلى أن القتيل "خطط ونفذ عملية إرهابية استهدفت نقطة لقوات مجلس دير الزور العسكري في قرية الزر بدير الزور الشرقي، في 10 الشهر الحالي، أدت إلى مقتل خمسة مقاتلين تابعين للمجلس".
من جهة أخرى، أعلنت "الإدارة الذاتية" الكردية لشمال وشرق سورية رفع جزئي للحظر في مناطق شمال وشرق سورية اعتبارا من اليوم باستثناء مدينة الحسكة وناحية الهول ودير الزور. وكان تم فرض هذا الحظر خلال هجوم تنظيم "داعش" على سجن حي غويران الشهر الماضي والذي أدى إلى مقتل المئات من المعتقلين وعناصر "قسد".
من جانبه، أعلن النظام السوري تواصل عمليات "التسوية" في مركز السبخة بريف محافظة الرقة الشرقي. وذكرت وكالة "سانا" التابعة للنظام أن 3553 مطلوباً انضموا لعملية التسوية المستمرة في مركز السبخة بريف الرقة الشرقي في يومها الرابع والثلاثين.
اعتقالات في درعا
وفي جنوب البلاد، ذكر "تجمع أحرار حوران" أن قوات النظام داهمت فجر اليوم الخميس، العديد من منازل المدنيين في بلدة عتمان شمالي مدينة درعا، واعتقلت ثلاثة مدنيين، اثنان منهم إخوة، واقتادتهم لأحد الفروع الأمنية في مدينة درعا.
كما ذكر التجمع أن صف الضابط من قوات النظام باسل أبو جعفر، رئيس مفرزة الأمن العسكري في بلدة الشجرة، نجا أمس من محاولة اغتيال إثر استهداف سيارته بعبوة ناسفة على طريق "الشجرة - بيت آره" غربي درعا، حيث اقتصرت الأضرار على الماديات.
من جهة أخرى، أظهر تسجيل مصوّر نشرته صفحات محلية القيادي المحلي السابق في الفصائل المحلية محمود البردان المُلقب بـ"أبو مرشد" في مدينة طفس في الريف الغربي من محافظة درعا، يتهم فيه تنظيم "داعش" بالوقوف خلف عمليات الاغتيال في المنطقة.
وقال البردان، عبر التسجيل المصور، الذي نشرته "تنسيقية طفس" في "فيسبوك" أمس، إن التنظيم يقف خلف عمليات اغتيال أعضاء "اللجنة المركزية" في محافظة درعا أمثال مصعب البردان، وقبله الشيخ أحمد بقيرات، والشيخ أبو البراء الجلم، وغيرهم.
وأشار بالتحديد إلى من زعم أنهم متعاونون مع خلايا التنظيم، منهم أبو طارق الصبيحي، القيادي السابق بفصائل المعارضة، إضافة لعدة أسماء أُخرى موجودة في مدينة طفس غربي درعا، مهددًا باستهدافهم وقتلهم حيثما وجدوا، على حد تعبيره. ووفق شبكة "درعا 24" المحلية، فإن اتهامات يجري توجيهها لأبو مرشد بردان بأنه يعمل لصالح "الأمن العسكري" التابع للنظام السوري.
عزل أبو عمشة
إلى ذلك، لاقى قرار عزل قائد فرقة السلطان سليمان شاه محمد الجاسم (أبو عمشة)، وخمسة من قادة الفصيل، أمس الأربعاء ترحيبا في الأوساط المحلية. وأصدر "المجلس الشرعي في محافظة حلب"، وهو تجمع لذوي الاختصاص الشرعي في شمال سورية، بيانًا دعم فيه قرار اللجنة، ودعا السلطات التنفيذية لإقامة العدل وإنصاف المظلومين، وتعويضهم، بعد ثبوت ارتكاب الانتهاكات.
كما تداول ناشطون وسم "ندعم قرار اللجنة" عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلن اللجنة قرارها، بسبب الضغوط الكثيرة والعراقيل التي واجهت عملها، ليكثر تداوله بعد إصدار قرار العزل.
وعزلت لجنة "رد المظالم" التي تحقق بانتهاكات الفصيل أبو عمشة مع خمسة آخرين من قيادات الفصيل، ومنعته من تسلم مناصب في الثورة لاحقًا، بسبب الاتهامات والدعاوى الموجهة ضده. وحمّلت اللجنة مسؤولية "إحلال العدل وإنصاف المظلومين وتعويض المتضررين، على عاتق أصحاب القرار والنفوذ على الأرض في المنطقة، تجنيبًا للمنطقة من احتمالات الاقتتال والدماء والفتنة".
غير أن رئيس "تجمع المحامين السوريين الأحرار" المحامي غزوان قرنفل، قال في حسابه على "فيسبوك" إن ما صدر عن اللجنة بشأن عزل أبو عمشة هو مجرد توصية لا أكثر. وأكد وجوب إصدار لائحة اتهام وتحريك الدعوى العامة بحقه هو وبقية عناصره من قبل المدعي العام، وضرورة تنفيذ القوة التنفيذية لقرار العزل وإحضارهم مخفورين للجهات القضائية. وكانت "غرفة القيادة الموحدة" (عزم) المكوّنة من عدة فصائل، والمنضوية تحت "الجيش الوطني"، أعلنت التزامها بتنفيذ القرارات التي تقرها اللجنة.
ويُتهم هذا الفصيل وقائده بارتكاب انتهاكات بحق المدنيين في منطقة شيخ الحديد بعفرين، تتعلق بجمع إتاوات وزيت الزيتون من المزارعين باسم الفصيل، ومقاسمة الفلاحين محاصيلهم، والاستيلاء على الأراضي، وانتهاكات متعددة للحقوق من قضايا اغتصاب واتهامات باطلة لأشخاص، لدفع مبالغ مقابل الحصول على البراءة.