استمع إلى الملخص
- عبرت هيئة عائلات الأسرى عن ألمها، مؤكدة أن الحل الوحيد لعودتهم هو اتفاق سياسي، مشيرة إلى أن المختطفين كانوا على قيد الحياة لمدة 328 يوماً.
- أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي عن عودة فريق التفاوض من الدوحة لمشاورات بشأن صفقة تبادل أسرى مع حماس، وسط تقارير عن تقارب في المواقف بين الطرفين.
اجتياح جيش الاحتلال حي تل السلطان في رفح أدى إلى مقتل 6 أسرى
تتعارض نتائج التحقيق مع ادعاء نتنياهو بأن الضغط العسكري هو الحل
عائلات الأسرى: عودة المختطفين غير ممكنة إلا من خلال اتفاق سياسي
أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، بأن اجتياحه حي تل السلطان بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة، أواخر أغسطس/آب الماضي، كان له "تأثير ظرفي" أدى إلى مقتل ستة أسرى إسرائيليين داخل نفق بهذا الحي. جاء ذلك وفق نتائج تحقيق أجراه الجيش في الواقعة، وهي النتائج التي عدتها هيئة أهالي الأسرى الإسرائيليين "دليلاً جديداً" على أن الضغط العسكري يتسبب بمقتل ذويهم.
وتتعارض نتائج هذا التحقيق مع ما يدعيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وبعض مسؤولي حكومته من أن الضغط العسكري هو "السبيل الأمثل" لاستعادة أسرى بلاده من غزة. ومطلع سبتمبر/أيلول الماضي، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي استعادة جثث ستة أسرى من داخل نفق في رفح، مدعياً أن حركة حماس قتلتهم قبل ذلك بأيام، بينما أكدت الحركة أن الجيش هو من قتلهم عبر قصف جوي مباشر.
تفاصيل التحقيق
ووفق نتائج التحقيق في واقعة مقتل هؤلاء الأسرى الستة، قال الجيش الإسرائيلي في بيان نشره، الثلاثاء، إنّ "قوات الفرقة 162 شرعت في 15 أغسطس/آب 2024 بعملية لهزيمة كتيبة تل السلطان التابعة لحماس، بعد حوالي ثلاثة أشهر من بدء العمليات في رفح". وخلال المعارك، وفق البيان، تم "تحديد موقع شبكة أنفاق مركزية بالمنطقة".
وأضاف البيان: "كان لدى الجيش تقديرات تتراوح بين منخفضة إلى متوسطة حول وجود مختطفين (أسرى إسرائيليين) بالمنطقة، ومع ذلك صدرت تعليمات للقوات بالعمل على افتراض وجود مختطفين وبالتالي التصرف بالحذر اللازم". وتابع أنه في 27 أغسطس/آب، تم استعادة الأسير الإسرائيلي فرحان القاضي من أحد الأنفاق، بينما عُثر على جثث الأسرى الستة في 31 أغسطس داخل نفق آخر، و"على أجسادهم آثار طلقات نارية"، حسب ادعائه.
وبحسب نتائج التشريح، وفق البيان، فإن التاريخ التقديري لمقتل الأسرى الستة هو 29 أغسطس، أي خلال عمل القوات الإسرائيلية في المنطقة. واعترف الجيش بأن مناورته البرية في المنطقة "رغم أنها كانت تدريجية وحذرة، إلا أنه كان لها تأثير ظرفي على قرار المخربين بقتل المختطفين الستة"، وفق زعمه.
رد عائلات الأسرى
وفي سياق متصل، قالت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين في بيان تعليقاً على نتائج التحقيق: "نشعر بألم أهالي المختطفين الستة وهو يتجدد بعد تقديم تفاصيل التحقيق الصادم والمفجع". وأضافت: "التحقيق الذي نشر مساء اليوم يثبت مرة أخرى أن الضغط العسكري يقتل المختطفين". وأكدت أن "عودة المختطفين لن تكون ممكنة إلا من خلال اتفاق سياسي".
وقالت الهيئة: "المختطفون الستة ظلوا على قيد الحياة لمدة 328 يوماً في ظروف قاسية داخل أنفاق حماس، وكان بالإمكان إعادتهم أحياء لو لم تنفجر المفاوضات السابقة". وتابعت: "لقد حان وقت عودة جميع المختطفين. لقد حان الوقت للتوصل إلى اتفاق يضمن عودتهم جميعاً من غزة في إطار زمني سريع ومحدد سلفاً". وختمت بيانها بالقول: "يجب ألا ندع الوقت يحسم المسألة. هذه المرة، من الضروري التحرك قبل فوات الأوان".
تطورات المفاوضات
وفي آخر تطورات المفاوضات، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي أن فريق التفاوض سيغادر من الدوحة الليلة، بعد "أسبوع مهم من المفاوضات"، وذلك لإجراء مشاورات داخلية بشأن صفقة لتبادل أسرى مع حركة حماس. وتعد هذه الخطوة، وفق مراقبين، أحدث حلقة في سلسلة مراوغات نتنياهو المستمرة بينما يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أميركي، حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة منذ أكثر من 14 شهراً.
وقال مكتب نتنياهو، في بيان: "سيعود فريق التفاوض، الذي يضم مسؤولين كباراً من (جهاز الاستخبارات الخارجية) الموساد و(جهاز الأمن العام) الشاباك والجيش، إلى إسرائيل الليلة من الدوحة بعد أسبوع مهم من المفاوضات"، وفق هيئة البث العبرية (رسمية). وأضاف أنّ عودة الفريق تهدف إلى "إجراء مشاورات داخلية بشأن مواصلة المفاوضات من أجل إعادة المختطفين (الأسرى الإسرائيليين في غزة)"، دون تفاصيل.
وفور الإعلان، أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، بأنّ "الفجوة بين إسرائيل وحماس ليست كبيرة وتسمح بالتوصل إلى تفاهمات". وأضافت أنهما "توصلا إلى تفاهمات حول محوري صلاح الدين (فيلادلفي، جنوبي قطاع غزة) ونتساريم (وسط)، وما يفترض أن يحدث خلال وقف إطلاق النار، والإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، دون إيضاحات.
وأكدت حركة حماس مراراً خلال الأشهر الماضية استعدادها لإبرام اتفاق، بل أعلنت موافقتها في مايو/أيار الماضي على مقترح قدمه الرئيس الأميركي جو بايدن. غير أن نتنياهو تراجع عن المقترح، بطرح شروط جديدة أبرزها استمرار حرب الإبادة الجماعية وعدم سحب الجيش من غزة، بينما تتمسك حماس بوقف تام للحرب وانسحاب كامل للجيش الإسرائيلي.
(الأناضول، العربي الجديد)