ألقى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بثقله خلف اليمين المتطرف في إسبانيا في مقطع مصور تم عرضه أمام تجمع حاشد في مدريد، فيما دعت رئيسة الحكومة الإيطالية المقبلة جورجيا ميلوني الأحد، إلى "أوروبا للوطنيين"، مشيرة بشكل خاص إلى الحكومة البولندية كمثال.
وفي تسجيل استمر أقل من 40 ثانية أثناء وجوده على متن طائرة، وجه ترامب الشكر لحزب "فوكس" اليميني المتطرف في إسبانيا وزعيمه سانتياغو أباسكال لما وصفه بـ"العمل الرائع" الذي يقومون به.
قال ترامب: "يجب أن نتأكد من أننا نحمي حدودنا ونعمل الكثير من الأمور المحافظة الجيدة للغاية". وأضاف: "إسبانيا بلد عظيم ونريد أن نحافظ عليه كبلد عظيم. لذا تهانينا لفوكس على العديد من الرسائل الرائعة التي ترسلها إلى شعب إسبانيا وشعوب العالم".
وجذب "فوكس" الاهتمام الوطني بالمشهد السياسي الإسباني في عام 2019 عندما أصبح ثالث أكبر قوة في البرلمان الإسباني بعد انتخابات قادت لتحالف يساري قومي لا يزال يمسك بزمام السلطة.
وتشمل رسائل "فوكس" عدم التسامح نهائياً مع النزعات الانفصالية لإقليم كتالونيا، وازدراء المساواة بين الجنسين، والخطابات اللاذعة ضد الهجرة غير النظامية من أفريقيا، واعتناق أفكار "استرداد" إسبانيا من المسلمين في القرون الوسطى، بالإضافة إلى إرث جنرال الديكتاتورية فرانسيسكو فرانكو في القرن العشرين.
وأعاد أباسكال المدح عندما صعد إلى خشبة المسرح في مكان مفتوح بعد المزيد من رسائل الفيديو لسياسيين يمينيين في أوروبا وأميركا الجنوبية وخطاب شخصي لرئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي.
وقال أباسكال أمام حشد من آلاف الأشخاص يلوح العديد منهم بالأعلام الإسبانية الحمراء والصفراء: "أوجه شكري للرئيس دونالد ترامب صاحب الرؤية في الكفاح من أجل الدول ذات السيادة، صاحب الرؤية في الكفاح من أجل الحدود الآمنة، والذي تحتم عليه أن يواجه (الهجمات) من أقوى مؤسسة في العالم وأكبر هجوم إعلامي على الإطلاق في العالم".
وعلى الرغم من صعوده المذهل، فشل الحزب بقيادة أباسكال في تلبية التوقعات التي حددها لنفسه في السباقات الإقليمية هذا العام، وعانى من أول نوبة خطيرة من القتال الداخلي بين قادته.
ويتطلع "فوكس" الآن إلى الانتخابات الإقليمية والبلدية العام المقبل حيث يكافح لتجاوز المحافظين التقليديين في إسبانيا.
ميلوني تدافع عن "أوروبا للوطنيين"
من جهتها، دعت رئيسة الحكومة الإيطالية المقبلة جورجيا ميلوني الأحد، إلى "أوروبا للوطنيين"، مشيرة بشكل خاص إلى الحكومة البولندية كمثال، وذلك خلال تجمّع حاشد لحزب "فوكس" الإسباني اليميني المتطرّف في مدريد.
وفي مقطع فيديو مسجّل تم بثّه خلال التجمع، دعت زعيمة حزب "أخوة إيطاليا" (فراتيلي ديتاليا) اليميني المتطرّف إلى "أوروبا أكثر شجاعة (...) من أجل الاستجابة للأزمات الدولية الكبرى، وأكثر تواضعاً عندما يتعلّق الأمر بالتعامل مع جوانب الحياة اليومية التي يمكن حلّها بشكل أفضل على المستوى الوطني من دون إضافة بيروقراطية إلى البيروقراطية".
وقالت جورجيا ميلوني "تحيا أوروبا للوطنيين" في وقت بدأت مفاوضات مع شريكيها في التحالف، "الرابطة" المناهضة للهجرة بزعامة ماتيو سالفيني وحزب "فورتسا إيطاليا" المحافظ بزعامة سيلفيو برلوسكوني، لتشكيل حكومة ينبغي أن ترى النور بحلول نهاية أكتوبر/ تشرين الأول.
وأضافت "في غضون أيام قليلة في إيطاليا، ستتمّ مطالبتنا بتحويل هذه الأفكار إلى سياسات حكومية ملموسة، كما يفعل أصدقاؤنا في بولندا".
وعلى غرار المجر، تخوض بولندا التي كان رئيس وزرائها ماتيوس مورافيسكي حاضراً في اجتماع "فوكس"، مواجهة مع بروكسل بشأن قضايا دولة القانون.
وفي السياق، أكدت الزعيمة الإيطالية أنها تعمل لتصل أفكار فريقها السياسي إلى "حكومات عدد متزايد من الدول الأوروبية". وقالت "في إسبانيا وإيطاليا وربما في جميع أنحاء أوروبا، لم تعد غالبية المواطنين ترى نفسها في اليوتوبيا والأيديولوجيا اليسارية، وتطلب منّا تحمّل مسؤولية الحكم".
كذلك، أشادت ميلوني بالفوز الانتخابي الأخير في السويد لكتلة مؤلّفة من اليمين واليمين المتطرّف تضم "ديمقراطيي السويد"، وهو حزب انبثق من حركة النازيين الجدد.
(أسوشييتد برس، فرانس برس)