رفع مرشح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية دونالد ترامب دعوى قضائية يوم الخميس ضد قناة "سي بي إس" التلفزيونية الأميركية، واتهمها بالتلاعب بالمقابلة مع منافسته الديمقراطية كامالا هاريس. ويطالب ترامب بتعويضات تبلغ 10 مليارات دولار، وقد تم رفع القضية في محكمة في تكساس، مما يعتبر خطوة محسوبة لضمان إسناد القضية إلى قاض محافظ. ومع ذلك، يعتبر احتمال النجاح في القضية ضعيفاً نظراً للتعديل الأول في الدستور الأميركي، الذي يمنح حماية قوية لحرية التعبير.
واندلعت الخلافات في أوائل أكتوبر/تشرين الأول حول مقابلة مع هاريس في البرنامج السياسي الشهير"60 دقيقة"، حيث تم سؤالها بشأن إسرائيل. وبثت "سي بي إس" مقطعين مختلفين من إجاباتها على مدار يومين متتاليين. وأدى هذا إلى اتهام أنصار ترامب للقناة بتقديم هاريس بصورة أكثر إيجابية عمداً. وطالب محامو ترامب لاحقا بإصدار النص الكامل للمقابلة، وهو ما رفضته "سي بي إس". كما رفضت الشبكة مزاعم التلاعب وأكدت أن تقسيم أجزاء من المقابلة أمر شائع لتناسب قيود وقت البرنامج.
ومنحت المحاكم الأميركية تاريخياً وسائل الإعلام حرية تحريرية واسعة، خاصة منذ أن منح التعديل الأول في الدستور الأميركي حماية لحرية الصحافة بشكل صريح. وأكدت "سي بي إس" أن قراراتها التحريرية هي جزء من حرية الصحافة. وقال متحدث باسم القناة "مزاعم الرئيس السابق ترامب المتكررة ضد برنامج 60 دقيقة كاذبة... والدعوى القضائية التي رفعها اليوم ضد سي.بي.إس لا أساس لها على الإطلاق وسنتصدى لها بقوة".
وهاجم ترامب الشبكة مراراً خلال حملته الانتخابية بسبب هذه الحلقة ويلوح بإلغاء ترخيص بث "سي بي إس" إذا انتُخب. وقالت الشبكة إن ترامب تراجع عن مقابلة كان من المقرر أن يجريها مع البرنامج نفسه.
وتتقدم المرشحة الديمقراطية في انتخابات الرئاسة الأميركية على منافسها الجمهوري، وذلك في استطلاعات الرأي على المستوى الوطني. وتسجل هاريس في ذلك فارقاً بـ1.5 نقطة، بنسبة 48.2% مقابل 46.7% لترامب، وذلك طبقاً لمتوسط استطلاعات الرأي لموقع "بورجكتس" 538. ورغم ذلك، فإن الفوز على المستوى الوطني لا يعني أن هاريس قد تفوز بالرئاسة. ففي عام 2016، ورغم أن المرشحة الديمقراطية للرئاسة وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون فازت بالتصويت الشعبي ضد ترامب، وبفارق أكثر من مليون صوت، إلا أنها خسرت الرئاسة بسبب عدد المندوبين الذي كسبه ترامب، بفوزه في الولايات المتأرجحة.
فسباق انتخابات الرئاسة الأميركية هذا العام، ورغم أنها ستجري في جميع الولايات بيوم واحد، وهو 5 نوفمبر/ تشرين الأول الجاري، إلا أن النظام الأميركي القائم على تمثيل محدّد لكل ولاية في المجمع الانتخابي سيجعل هذا العام 7 ولايات فقط في هذه الانتخابات هي التي ستحسم نتيجة الاقتراع، ما يجعل باقي الولايات ليست بذات الأهمية، وفوز مرشح بأي من هذه الولايات المتأرجحة التي يطلق عليها "ساحة المعركة"، وهي بنسلفانيا وميشيغين وجورجيا وأريزونا وويسكونسن وكارولينا الشمالية ونيفادا، يقربه من الفوز بالرئاسة.
(أسوشييتد برس، رويترز، العربي الجديد)