رغم أن الخيارات تضيق أمامه، يواصل الرئيس الأميركي الخاسر في انتخابات الرئاسة، دونالد ترامب، رفض الاعتراف بفوز غريمه الديمقراطي، جو بايدن، في الاقتراع، مفضلاً استغلال أي ثغرة تتاح أمامه لقلب نتيجة الانتخابات التي جرت في الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني.
وفي أحدث التطورات، طلب مسؤولو الحزب الجمهوري في ميشيغن من لجنة الانتخابات بالولاية، اليوم السبت، تأجيل التصديق على نتيجة الانتخابات الرئاسية لمدة 14 يوماً للسماح بالتدقيق في بطاقات الاقتراع الواردة من أكبر مقاطعات الولاية.
ومن المقرر أن تجتمع اللجنة، التي تضم عضوين ديمقراطيين وآخرين جمهوريين، يوم 23 نوفمبر/ تشرين الثاني للتصديق على النتائج، وسيكون أمامها ما يصل إلى 20 يوماً للقيام بذلك.
وطالب المسؤولون الجمهوريون في رسالة إلى اللجنة بتدقيق كامل في أصوات مقاطعة واين التي تضم مدينة ديترويت التي تقطنها أغلبية من السود. وزعم المسؤولون حدوث "تجاوزات" في المقاطعة لم يجرِ إثباتها.
وبعد أسبوعين من إعلان فوز بايدن بانتخابات الرئاسة، واصل ترامب، اليوم السبت، ترديد مزاعمه بحدوث تزوير واسع النطاق، وذلك رغم الانتكاسات القانونية المتتالية التي مُني بها في محاولاته المضنية غير المسبوقة لإبطال النتيجة.
ويرفض ترامب المنتمي إلى الحزب الجمهوري التسليم بالخسارة، ويسعى إلى إبطال النتائج أو قلبها من خلال الطعون وإعادة فرز الأصوات في عدد من الولايات الحاسمة، زاعماً دون دليل حدوث تزوير منسَّق وواسع النطاق، لكن حملته لم تتمكن من تقديم أي دليل.
وهذا المسعى الذي وصفه منتقدوه بأنه محاولة فريدة من رئيس لدحض إرادة الناخبين لم يلقَ نجاحاً يذكر حتى الآن، فقد مُنيت حملته بسلسلة من الانتكاسات القضائية، ويبدو أنها أخفقت في إقناع الجمهوريين في الولايات التي خسرها، مثل ميشيغن، بتصديق نظريات المؤامرة التي يروج لها دون سند.
وبدا مسعى ترامب للتشبث بالسلطة أضعف من أي وقت مضى، أمس الجمعة بعدما أعلن براد رافينسبرغر، سكرتير جورجيا المسؤول عن العملية الانتخابية في الولاية، أن الفرز اليدوي ومراجعة كل الأصوات في الولاية الجنوبية يؤكدان فوز بايدن بأصوات الولاية.
ووجه اثنان من القيادات الجمهورية في ولاية ميشيغن صفعة أخرى حينما قالا مساء أمس الجمعة بعد اجتماع في البيت الأبيض مع ترامب: "لم نطّلع بعد على أي معلومات من شأنها تغيير نتيجة الانتخابات في ميشيغن".
فريق ترامب يعلق آماله على محاولة لدفع المجالس التشريعية الخاضعة لسيطرة الجمهوريين في الولايات الحاسمة التي فاز بها بايدن لتنحية النتائج جانباً
وقال زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ في ميشيغن، مايك شيركي، ورئيس مجلس النواب في الولاية لي تشاتفيلد، في بيان مشترك: "سنتبع القانون والعملية الطبيعية في ما يخصّ أعضاء المجمع الانتخابي عن ميشيغن".
وقال ترامب، اليوم السبت، إنّ وسائل الإعلام أخطأت في قراءة البيان الذي قال فيه المشرعان أيضاً إنهما يثقان بمراجعة نتيجة الانتخابات التي أجراها عدد من النواب في الولاية.
وقال ترامب: "سيظهر تزوير هائل".
وذكرت ثلاثة مصادر مطلعة أنّ فريق ترامب يعلّق آماله على محاولة لدفع المجالس التشريعية الخاضعة لسيطرة الجمهوريين في الولايات الحاسمة التي فاز بها بايدن لتنحية النتائج جانباً وإعلان ترامب فائزاً بالتصويت.
وهذا مسعى طويل المدى يركز حالياً على بنسلفانيا وميشيغن، لكن حتى وإن تحولت الولايتان إلى مصلحة ترامب، فسيحتاج إلى قلب نتيجة التصويت في ولاية ثالثة للتفوق على بايدن في المجمع الانتخابي. وإجراء كهذا سيكون سابقة في التاريخ الأميركي الحديث.
وبعدما أصبح بايدن الرئيس المنتخب في السابع من نوفمبر/ تشرين الثاني إثر فوزه في بنسلفانيا الذي دفع شبكات تلفزيونية رئيسية إلى إعلانه الفائز، من المقرر أن يقضي اليوم السبت في الاجتماع مع كاميلا هاريس، نائبته المنتخبة ومع مستشاريه خلال الفترة الانتقالية.
أما ترامب فيشارك في قمة مجموعة العشرين التي تعقد عبر الإنترنت اليوم وغداً.
وكثيراً ما أثار نهج "أميركا أولاً" الذي تبناه ترامب جدلاً في اجتماعات قمة مثل مجموعة العشرين، وأبدى كثير من حلفاء الولايات المتحدة ترحيباً هادئاً بتغيير القيادة في واشنطن.
وتزايد الضغط على ترامب لبدء عملية الانتقال الرسمي، وعبّر المزيد من الجمهوريين عن تشككهم في مزاعمه غير المستندة إلى أدلة على تزوير الانتخابات.
ولا تزال إدارة الخدمات العامة في الولاية، التي يديرها مسؤول عيّنه ترامب، لا تعترف بفوز بايدن وتمنع فريقه من دخول المقار الحكومية، ومن استخدام التمويل المتاح عادة للإدارة القادمة.
ويقول منتقدو ترامب إن رفضه الإذعان للنتيجة ستترتب عنه آثار خطيرة على الأمن القومي وعلى مواجهة جائحة كورونا التي أودت بحياة أكثر من 250 ألفاً في الولايات المتحدة.
وفاز بايدن بفارق مريح بنتيجة 306 أصوات مقابل 232 صوتاً لترامب في المجمع الانتخابي، لكن عملية التصديق الرسمي على الفوز ستجري خلال الأسابيع المقبلة.
وفي الانتخابات الأميركية، يصبح المرشح رئيساً بفوزه بعدد 270 صوتاً في المجمع الانتخابي. وينتمي أعضاء المجمع إلى الأحزاب المتنافسة، ويمنحون أصواتهم لمرشحهم الذي يفوز بالتصويت الشعبي، ويختلف عددهم بين كل ولاية وأخرى بناءً على عدد سكانها.
وفي العادة، تُقرّ كل ولاية لائحة جمهورية أو ديمقراطية بأعضائها في المجمع الانتخابي تعتمد على المرشح الفائز بالتصويت الشعبي.
ويجتمع المجمع الانتخابي في الرابع عشر من ديسمبر/ كانون الأول لتسمية الرئيس رسمياً، وترفع النتيجة إلى الكونغرس للفرز في السادس من يناير/ كانون الثاني.
وفي 20 يناير/كانون الثاني، تنتهي الفترة الرئاسية الجارية وتبدأ الجديدة.
(رويترز، العربي الجديد)