ترتيبات أميركية جديدة بخصوص التبت وتايوان تستفز الصين

21 يونيو 2024
الزعيم الروحي للتبت خلال احتفال بالهند، 6 يوليو 2023 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- وسائل إعلام صينية تنتقد تحركات الولايات المتحدة بشأن التبت وتايوان، معتبرةً إياها تدخلاً في شؤونها الداخلية وانتهاكًا للقانون الدولي، خصوصًا بعد موافقة مجلس النواب الأمريكي على مشروع قانون يخالف الرواية الصينية حول التبت وبيع أسلحة لتايوان.
- الصين تدافع عن حماية الثقافة التبتية ولغتها ردًا على الاتهامات الأمريكية، مشيرةً إلى أن الادعاءات حول محاولة محو ثقافة التبت تمثل تحيزًا سياسيًا ومحاولة لاستفزاز بكين.
- التوترات بين الصين والولايات المتحدة تعكس استراتيجية أمريكية لاحتواء الصين، مستخدمة قضايا حقوق الإنسان والديمقراطية كأوراق مساومة في الصراع الجيوسياسي، وسط تحليلات تشير إلى أن هذه التحركات تهدف لكسب الدعم السياسي داخليًا في الولايات المتحدة.

سلطت وسائل إعلام صينية رسمية، اليوم الجمعة، الضوء على مجموعة من الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة خلال الأيام الماضية بخصوص منطقة التبت وتايوان، وهو ما استفز بكين التي اعتبرت ذلك تدخلاً في شؤونها الداخلية وانتهاكاً خطيراً للقانون الدولي والأعراف الأساسية للعلاقات الدولية. وكان مجلس النواب الأميركي قد أقرّ، الأسبوع الماضي، مشروع قانون يدحض رواية الحكومة الصينية بأنّ التبت كانت جزءاً من الصين منذ العصور القديمة، الأمر الذي من شأنه أن يجعل سياسة الولايات المتحدة أكثر تشدداً تجاه مسألة التبت.

كما وافقت إدارة بايدن، يوم الثلاثاء الماضي، على صفقة بيع أسلحة جديدة بقيمة 360 مليون دولار لجزيرة تايوان، بالرغم من تحذيرات الصين المسبقة من هذه الخطوة. وقد تزامن ذلك مع قيام وفد من الحزبين الجمهوري والديمقراطي يضم سبعة مشرعين بقيادة مايكل ماكول، الممثل الجمهوري من تكساس، بالإضافة إلى رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، بلقاء الزعيم الروحي للتبت الدالاي لاما، في دار ماسالا بالهند.

وقالت صحيفة غلوبال تايمز الحكومية في افتتاحيتها، اليوم الجمعة، إنّ "القانون الذي أقرّته الولايات المتحدة لا يتدخل في شؤون الصين الداخلية فحسب، بل ينتهك أيضاً بشكل خطير القانون الدولي والأعراف الأساسية للعلاقات الدولية". وأضافت أنّ اللعب بـ"ورقة الدالاي لاما" هو تحرّك رديء من جانب الساسة الأميركيين، معتبرة أنّ معاداة الصين هي السمة السياسية لهؤلاء السياسيين الأميركيين، وأن سلوكهم الاستفزازي يهدف فقط إلى كسب المزيد من رأس المال السياسي. وأشارت إلى أن أي محاولة لتقسيم الصين بالتواطؤ مع جماعة الدالاي لاما، هي محاولات عقيمة.

محو ثقافة التبت

كما انتقدت الصحيفة الصينية تصريحات بيلوسي، التي اتهمت فيها بكين بمحاولة محو ثقافة التبت. وقالت إنّ السبب وراء إثارة بيلوسي وغيرها من السياسيين الأميركيين، القضايا المتعلقة بالتبت هو تحيزهم السياسي الثابت وموقفهم المناهض للصين. وقالت: "على عكس لغة وثقافة الأميركيين الأصليين التي تختفي تدريجيًا، فقد تم المضي قدمًا بثقافة سكان الإقليم التقليدية، ولا تزال اللغة التبتية شائعة الاستخدام بين التبتيين. وإن قراءة الصحف ومشاهدة البرامج التلفزيونية باللغة التبتية أمر شائع في حياتهم، حيث تتم حماية واحترام الثقافة التبتية والأنشطة الدينية".

وعن صفقة الأسلحة التي وافقت عليها إدارة بايدن أخيراً، قالت صحيفة الشعب اليومية الناطقة باسم الحزب الشيوعي، إنّ "واشنطن تتجاهل معارضة بكين المتكررة واحتجاجاتها الجادة، الأمر الذي يقوض بشدة سيادة الصين ومصالحها الأمنية، ويضرّ بشكل خطير بالعلاقات الصينية الأميركية وبالسلام والاستقرار عبر مضيق تايوان، ويرسل إشارة خاطئة للانفصاليين في الجزيرة". وبحسب وزارة الخارجية الأميركية، شملت الصفقة إرسال مئات الطائرات المسيّرة إلى الجزيرة ومعدات الصواريخ ومواد الدعم اللوجستي ذات الصلة.

وكان أستاذ الدراسات السياسية في جامعة صن يات سن، وانغ جو، قد تحدث في وقت سابق لـ"العربي الجديد"، بشأن مشروع القانون الأميركي الجديد الخاص بالتبت. وقال إن الأمر لا يعدو أن يكون ورقة سياسية تستخدمها الولايات المتحدة عند الحاجة، مضيفاً أنه "ليس مستغرباً أن تثار هذه القضية في هذا التوقيت الذي تستعد فيه الولايات المتحدة لخوض سباق الانتخابات الرئاسية". كما لفت إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن، منذ توليه منصبه في عام 2021، لم يلتقِ بعد بالدالاي لاما، بعدما انتقد قبل سنوات سلفه دونالد ترامب لكونه الرئيس الأميركي الوحيد منذ ثلاثة عقود الذي لم يلتق بالزعيم الروحي للتبت أو يتحدث معه.

واعتبر وانغ جو أن ذلك يشير إلى هشاشة الاستراتيجية الأميركية الساعية إلى احتواء الصين، والتي تقوم على تسخين مثل هذه الملفات (مسألة التبت، حقوق الأقليات في إقليم شينجيانغ، تآكل الديمقراطية في هونغ كونغ، وملف تايوان)، واستخدامها أوراقَ مساومة عند الحاجة لكسب أصوات الناخبين في استعداء الصين وتصويرها على أنها التهديد الأول لقيم الديمقراطية والحرية في العالم.