رحّب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، بإعلان الحكومة الإثيوبية، الجمعة، العفو والإفراج عن العديد من السياسيين المسجونين، بينهم قادة في المعارضة، وفي "جبهة تحرير شعب تيغراي".
وأفاد بيان صادر عن المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك، بـ"ترحيب الأمين العام أنطونيو غوتيريس بإطلاق سراح العديد من المعتقلين الإثيوبيين، بما في ذلك شخصيات المعارضة الرئيسية".
ودعا البيان إلى "بناء الثقة من خلال الاتفاق على وقف الأعمال العدائية، ووقف دائم لإطلاق النار، وكذلك إطلاق عملية حوار وطني ومصالحة شاملة ذات صدقية".
وقال غوتيريس: "سأظل منخرطاً بنشاط مع جميع أصحاب المصلحة في مساعدة إثيوبيا على إنهاء القتال واستعادة السلام والاستقرار". وأضاف: "أتطلع إلى تحسن ملموس في وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق المتضررة من الصراع المستمر منذ عام في إثيوبيا"، حسب البيان ذاته.
ويأتي هذا الإعلان المفاجئ من الحكومة الإثيوبية بعد دعوة إلى "المصالحة الوطنية" أطلقها في وقت سابق الجمعة لمناسبة الاحتفال بعيد الميلاد الأرثوذكسي رئيس الوزراء أبي أحمد الذي تشهد بلاده منذ 14 شهراً صراعاً بين الحكومة الفدرالية ومتمردي "جبهة تحرير شعب تيغراي".
وقال بيان للحكومة إنّ الهدف من العفو "تمهيد الطريق لحل دائم لمشاكل إثيوبيا بطريقة سلمية وغير عنيفة"، مضيفاً أنّ "مفتاح الوحدة الدائمة هو الحوار. وستقدم إثيوبيا كل التضحيات لتحقيق هذه الغاية"، مُعَدّداً أسماء الكثير من قادة المعارضة وأعضاءً مهمين في "جبهة تحرير شعب تيغراي".
ودفع تمرّد "جبهة تحرير شعب تيغراي"، الحزب الذي حكم إثيوبيا لنحو ثلاثين عاماً، إلى حمل السلاح، حيث أرسل أبي أحمد الجيش الفدرالي إلى تيغراي في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، لإزاحة السلطات الإقليمية التابعة للجبهة، التي تحدت سلطته واتهمها بأنها هاجمت قواعد عسكرية.
ولم يعرف على الفور عدد المعتقلين الذين أُفرِج عنهم. ومع ذلك، أعلن حزب "بالديراس" المعارض إطلاق سراح مؤسسه إسكندر نيغا، وهو شخصية معارضة، وقد ورد اسمه في لائحة الذين شملهم العفو.
لم يعرف على الفور عدد المعتقلين الذين تم الإفراج عنهم
ونشر الحزب على "فيسبوك" صورة لإسكندر وأحد زملائه في السجن يرفعان أيديهما خارج سجن كاليتي شديد الحراسة في أديس أبابا، حيث كانا محتجزين.
وعلى لائحة الشخصيات التي عُفي عنها، قطب الإعلام السابق جوار محمد، عضو المؤتمر الفدرالي لأورومو. ومحمد كان حليفاً سابقاً لأبي أحمد الذي يتحدر من إثنية أورومو، أكبر مجموعة عرقية في البلاد، وأصبح لاحقاً أحد أشد منتقديه. ومثل إسكندر، اعتقل جوار في يوليو/تموز 2020 مع شخصيات معارضة أخرى بعد أعمال عنف اندلعت على أثر مقتل المغني الشهير هاشالو هونديسا المدافع عن إثنية الأورومو، بالرصاص في أديس أبابا في الشهر السابق.
وأدت هذه التظاهرات وأعمال العنف إلى مقتل 239 شخصاً خلال أيام على خلفية خلافات عرقية واستياء.
ومن بين مسؤولي "جبهة تحرير شعب تيغراي" الذين ورد ذكرهم في بيان الحكومة، سبحات نيغا، أحد مؤسسي الحزب، وكيدوسان نيغا وأباي ولدو وأبادي زيمو (سفير سابق في السودان) ومولو جيبريغزيابر.
وقتل آلاف في الصراع في منطقة تيغراي التي تضم ستة ملايين نسمة وتخضع لما تسميه الأمم المتحدة "حصاراً فعلياً" للمساعدات الإنسانية، إلى الغذاء والدواء. ويهدد النزاع في ثاني أكبر دولة في القارة في عدد السكان بزعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي بأكملها.
وقد تزامن العفو أيضاً مع مهمة إلى إثيوبيا قام بها المبعوث الأميركي الخاص للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان الذي يحاول تشجيع محادثات السلام بين الحكومة و"جبهة تحرير شعب تيغراي".
وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، لصحافيين، الخميس، بأنّ فيلتمان الذي استقال هذا الأسبوع من منصبه، أجرى "مناقشات غنية وبناءة" مع أبي أحمد في أديس أبابا. وأضاف أنّ الولايات المتحدة ستعمل من أجل "أن يتحقق أي زخم إيجابي مستمد من هذه المناقشات".
(فرانس برس، الأناضول)