أظهرت نتائج أحدث استطلاع للرأي نشرته صحيفة حرييت التركية، اليوم الثلاثاء، ارتفاع أصوات الرئيس رجب طيب أردوغان لتتجاوز عتبة 40٪ بعد أن انخفضت منذ قرابة العام، فيما أظهرت أيضاً اقتراب أصوات حزب "الجيد" المعارض من حدود 20٪.
الاستطلاع أجرته شركة سونار في الفترة 13-24 من يونيو/حزيران الجاري وشملت العينة 3100 شخص، وجرت من طريق المقابلة المباشرة في عدد من الولايات التركية.
ولدى السؤال عن المرشح المفضل لرئاسة الجمهورية، أظهر الاستطلاع حصول الرئيس رجب طيب أردوغان على نسبة 40.2٪ من الأصوات، فيما حلّ ثانياً عمدة أنقرة عن حزب الشعب الجمهوري المعارض منصور ياواش بحصوله على 18.8٪ من الأصوات.
ولوحظ ارتفاع نسبة أصوات زعيمة حزب "الجيد" المعارض ميرال أكشنر، محتلة المرتبة الثالثة بحصولها على 10.4٪ من الأصوات، وجاء رابعاً عمدة إسطنبول عن حزب الشعب الجمهوري المعارض أكرم إمام أوغلو بنسبة 10.1٪، وحلّ خامساً الزعيم السابق لحزب الشعوب الديمقراطي الكردي صلاح الدين دميرطاش بنسبة 4.6٪، وتلاه زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض، أبرز مرشحي المعارضة، كمال كلجدار أوغلو، بحصوله على 4.3٪ من الأصوات.
وأفادت الصحيفة بأنّ النتائج تظهر عدم أهمية تحذير حزب الشعوب الديمقراطي لحزب الشعب الجمهوري وتحالف المعارضة التركية، بعدم ترشيح ياواش وأكشنر، وعدم تأثير محاولات عمدة إسطنبول للتقرب من الأكراد بالحصول على أصواتهم، ما أظهر تقدم ياواش وأكشنر وتراجع إمام أوغلو.
كذلك، أرجعت الصحيفة سبب تراجع كلجدار أوغلو إلى عدم تجاوبه مع تحدي أردوغان بإعلان المعارضة لمرشحها الرئاسي في الانتخابات التركية المقبلة 2023، تاركاً سؤال أردوغان دون أجوبة، فضلاً عن تناقض تصريحاته بشأن التسامح مع الأقليات وتهديدهم في الوقت عينه.
وأضافت الصحيفة أنّ ارتفاع أصوات أكشنر أمر لافت، وإن استمرت بذلك، فإنها قد تعيد الحسابات لتترشح للرئاسة، بعد أن أعلنت أنها تهدف إلى رئاسة الوزراء بعد فوز المعارضة التركية والعودة إلى النظام البرلماني.
وفي ما يتعلّق بأصوات أردوغان، أرجعت الصحيفة ذلك إلى أنّ الشعب، وإن كانت لديه خيبات اقتصادية، لا يرى لدى المعارضة التركية القدرة على تجاوز الأزمات الاقتصادية، فيما يرى في حكم أردوغان على مدى 20 عاماً مساهمة في رفاهيته، وهو ما يضعه الناخبون بالاعتبار.
أما في ما يتعلق بأصوات الأحزاب، فقد حلّ أولاً حزب العدالة والتنمية الحاكم بنسبة 32.3٪، فيما حصل حزب الشعب الجمهوري على 23.1٪، وحلّ ثالثاً حزب الجيد بنسبة 19٪، وجاء رابعاً حزب الشعوب الديمقراطي بنسبة 7.5٪، وخامساً حزب الحركة القومية حليف العدالة والتنمية بنسبة 7.1٪، فيما لم تحقق الأحزاب الجديدة خرقاً كبيراً بحصولها على نسب أقل من 2٪.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ حزب "الجيد" تقدّم جيداً في الأصوات، مخاطباً شريحة حزب الشعب الجمهوري، وحاصداً أصوات أنصاره، وفي حال تصاعد هذه الأصوات، سيكون لحزب "الجيد" دور في الانتخابات وكلمة عليا داخل تحالف المعارضة التركية، كذلك إنّ موقف حزب الشعب الجمهوري من القضايا التي تُعَدّ أمناً وطنياً في سورية والعراق وليبيا ضد الحكومة، من العوامل التي أدت إلى ارتفاع أصوات حزب "الجيد" الداعم لهذه المواقف، وفق الصحيفة.
يأتي ذلك في وقت أكد فيه زعيم حزب الحركة القومية دولت باهتشلي، حليف الرئيس أردوغان، اليوم الثلاثاء، في كلمة له أمام كتلة حزبه البرلمانية، أنّ "التحالف الجمهوري الحاكم طريقه معبد، وتحالف المعارضة طريقه مسدود"، معتبراً أنّه "لا أحد يستطيع إيقاف طريق التحالف الحاكم، فالانتخابات ستجري بعد عام، والفائز فيها من دون شك الرئيس رجب طيب أردوغان بقوة وبفارق كبير".
من ناحيته، قال زعيم حزب الشعب الجمهوري، كلجدار أوغلو، في كلمة أمام كتلة حزبه البرلمانية، اليوم الثلاثاء، إنهم في المعارضة "سيفوزون في الانتخابات المقبلة، ويحققون العدل في حقوق الإنسان، وينتهجون سياسة خارجية متوازنة قائمة على حل المشاكل مع دول المنطقة والجوار".
وتجري الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية في صيف عام 2023، حيث تطالب المعارضة بأن تكون مبكرة، محاولة الاستفادة من أجواء الأوضاع الاقتصادية المتراجعة في البلاد، فيما أكد الرئيس أردوغان وحلفاؤه أكثر من مرة إجراءها في موعدها.