اقترح زعيم حزب الحركة القومية من التحالف الحاكم في تركيا دولت بهتشلي اليوم الثلاثاء إجراء تعديل دستوري في البلاد يسمح للرئيس رجب طيب أردوغان بالترشح مرة أخرى للرئاسة.
وتطرق بهتشلي خلال كلمة له أمام كتلة حزبه في البرلمان، إلى مسألة تكشف رغبة تحالف الجمهور الحاكم في مسألة التغييرات الدستورية، قائلاً إنه "يجب في المرحلة المقبلة التي تسمى العصر التركي انتخاب الرئيس رجب طيب أردوغان مرة أخرى، فهو الضامن والمدافع عن الشعب بخبرته وتجاربه، وهو الخيار الوحيد، ولهذا يجب أن ينتخب مرة جديدة، وعليه يجب أن تجرى التعديلات الدستورية اللازمة".
وتطرح مسألة الدستور الجديد باستمرار من قبل التحالف الحاكم، بهدف كتابة دستور عصري أعربت المعارضة أكثر من مرة عن خشيتها من أن يكون ذلك مقدمة لفتح المجال الدستوري أمام أردوغان للترشح مرة جديدة للانتخابات الرئاسية بعد أن انتهت حقوقه الدستورية بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية العام الماضي.
وبحسب الدستور يحق للرئيس الترشح مرتين للانتخابات الرئاسية لمدة 5 سنوات وفق النظام الرئاسي الذي دخل حيز التنفيذ عام 2017، وبعدها انتخب أردوغان للمرة الثانية، ومع اكتمال فترته الحالية عام 2028 تنتهي حقوقه الدستورية، إلا إذا اتخذ البرلمان قراراً بالذهاب إلى انتخابات مبكرة بأغلبية 360 صوتاً من أصل 600 وهو ما لا يملكه التحالف الحاكم ولا المعارضة.
من جهة أخرى، جدد بهتشلي الدعوة لمؤسس حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان المحكوم بالمؤبد، إلى حل الحزب المسلح مقابل الاستفادة من العفو، مشيراً إلى رفضه لقاء رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو بما يخص القرارات الأخيرة بعزل رؤساء بلديات أكراد.
وقال بهتشلي "أعلنا ذلك الأسبوع الماضي وجرت مناقشات عديدة، وفي المرحلة المقبلة سيتم اقتلاع الإرهاب وأنا أقف خلف كلمتي. يأتي زعيم الإرهابيين (المسلحين) ويعلن انتهاء الإرهاب، ما زلت مصراً على عرضي". وأكمل "فليأتِ ويتحدث ضمن مجموعة حزب ديم ويعلن انتهاء حزب العمال الكردستاني، ويستفِدْ من حق الأمل"، مضيفاً "لا أحد يمكن أن يتدخل بين الأتراك والإخوة الأكراد، فهناك فرق بين التنظيم الإرهابي والأكراد، والخلط بينهما خيانة، وعليه، على حزب ديم توضيح موقفه بين السلاح والسياسة".
وقبل نحو أسبوعين وجه بهتشلي دعوة غير مسبوقة إلى زعيم الكردستاني، ولاقت دعماً وصدى من أغلبية الأحزاب ومن الرئيس رجب طيب أردوغان، لكن بعد الدعوة بيوم وقع هجوم على مركز الصناعات العسكرية الجوية والفضائية التركية "توساش" في أنقرة، تبناه حزب "الكردستاني"، وأسفر عن مقتل وجرح مواطنين، وأعقب ذلك عزل الحكومة رؤساء بلديات أكراداً ما أدخل البلاد بدوامة سياسية جديدة. إلا أن بهتشلي جدد دعوته اليوم في مسعى للتقارب مع الأكراد رغم إجراءات الحكومة بحق رؤساء البلديات.
وفي الإطار نفسه، وعقب إعلان وزارة الداخلية عزل 3 رؤساء بلدية أكراد من حزب ديم في ولايتي ماردين وباتمان ومنطقة هالفتي بولاية شانلي أورفة، أعلن رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو طلبه لقاء رؤساء الأحزاب الممثلة في البرلمان، ومن بينهم بهتشلي، من أجل مناقشة التطورات المتعلقة بحق عزل رؤساء البلديات. ويأتي طلب إمام أوغلو بصفته رئيس اتحاد البلديات في تركيا.
وإزاء هذا الطلب وموافقة بقية الأحزاب، أعلن بهتشلي رفضه لقاء إمام أوغلو في تصريح صحافي عقب كلمته في جلسة البرلمان اليوم، قائلاً "لا أعرف لأي غرض طلب موعداً، لكن بما أنني لا أوافق على سياسة أكرم إمام أوغلو، لا أجد أنه من المناسب مقابلته، لأنه قد يرغبون في إشراك حزب الحركة القومية في بعض التطورات من خلال هذا الاجتماع من خلال الإساءات والتفسيرات الخاطئة، علينا أن نكون أكثر حذراً".
وأوضح بهتشلي أن "البلديات التي تم تعيين وصاة قانونيين عليها كانت بسبب انتماء رؤساء البلديات إلى التنظيمات المحظورة حيث يجب على رؤساء البلديات الذين تم إيقافهم مؤقتاً عن مناصبهم الانتظار بصبر حتى تكتمل الإجراءات القانونية، فإما أن يقوم رؤساء البلديات بواجباتهم على النحو الصحيح، وإمّا أن يتحملوا الإجراءات المشروعة والمبررة التي تتخذها تركيا ضمن حدود القانون".
وشهدت ولايات ماردين وباتمان وحي أسنيورت بإسطنبول، أمس الاثنين، بعض التظاهرات من قبل مجموعات كردية، احتجاجاً على عزل رؤساء البلديات، حيث كانت وزارة الداخلية قد عزلت رئيس بلدية أسنيورت بإسطنبول عن حزب الشعب الجمهوري أحمد أوزار الأسبوع الماضي، في ظل ردات فعل مستمرة من المعارضة.