واصل الجيش التركي، فجر اليوم الإثنين، قصفه المدفعي والصاروخي على مواقع لـ"قوات سورية الديمقراطية" وقوات النظام السوري في شمالي سورية، فيما نفى إعلام النظام وجود اتفاق بين الأخير و"قسد" على تسليم مناطق ومواقع الأخيرة لقواته في ظل وجود عرض روسي للأخيرة بالعودة لاتفاق الانسحاب 30 كلم داخل الأراضي السورية، تنفيذاً لاتفاق سوتشي الذي وُقع عام 2018.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن الجيش التركي قصف بعد منتصف الليلة الماضية وفجر اليوم مواقع ومناطق في قرى وبلدات شيخ عيسى وبنية ومياسة وصوغانكي وزرنعيطو وتل رفعت ومطار منغ العسكري شمال حلب، وغريب وجارقلي غرب ناحية عين العرب شمال شرقي حلب، وعريضة وزنوبيا وكور حسن ومنطقة مخيم عين عيسى شمال غربي الرقة.
ولم يتبين حجم الأضرار الناجمة عن القصف، فيما أفادت وكالة أنباء هاوار، المقربة من "قسد"، بمقتل ثلاثة عناصر من قوات النظام السوري بقصف سابق أمس على قرية تنب في ناحية شران بمنطقة عفرين شمال غربي حلب.
وقالت الوكالة ذاتها إن قصفاً تركياً طاول مساء أمس قافلة للقوات الروسية كانت تحاول إيصال مواد لوجستية إلى نقاط قوات النظام السوري في قرية تل جرابيت في ناحية تل تمر بريف الحسكة الشمالي الغربي، مضيفة أن القافلة أُجبرت على التراجع من المنطقة ولم يتبين وقوع خسائر في صفوفها.
اتفاق 30 كلم:
وفي شأن متصل، نقلت صحيفة "الوطن" التابعة للنظام عن مصادر نفي التوصل لأي اتفاق بين النظام و"قسد" يقضي بدخول قوات الأخير إلى المناطق التي تخضع لـ"قسد" في الجهة الشمالية الشرقية من سورية وانتشاره على الحدود، لقطع الطريق على أي اجتياح تركي محتمل لتلك المناطق.
ونقلت الصحيفة، عن مصادر لم تذكرها، أن قائد القوات الروسية في سورية "ألكسندر تشايكو" زار القامشلي ظهر أمس، والتقى قائد "قسد" مظلوم عبدي، وقدم له عرضاً يقضي بـ"انسحاب جدي لقواته مسافة 30 كيلومتراً ودخول الجيش السوري لهذه المناطق وانتشاره على طول الحدود تنفيذاً لاتفاق سوتشي الذي وُقع عام 2018 والذي لم تلتزم به قسد".
وحسب مصادر الصحيفة، فإن هذا اللقاء يعتبر "رسالة تركية أخيرة لقسد عبر الوسيط الروسي قبيل عملية عسكرية برية تركية محتملة"، مضيفة أن المؤشرات "تؤكد رفض قسد للعرض الروسي وإصرارها على الذهاب للقتال".
ونقلت وكالة أنباء هاوار المقربة من "قسد" عن نبيل وردة الناطق باسم "قوات حرس الخابور الآشورية" التابعة لـ"قسد" قوله: "سنقاوم جميع الهجمات التي تستهدف المنطقة حتى الرمق الأخير".
وجاءت الزيارة الأخيرة من قائد القوات الروسية تزامناً مع عرض وسائل إعلام تركية صوراً لزيارات يجريها وزير الدفاع التركي لمركز قيادة الجيش في أنقرة وعلى الحدود السورية التركية، إضافة لتصريحات الرئيس التركي بعزم بلاده على مواجهة التنظيمات التي تهدد أمن تركيا القومي في شمالي سورية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الطائرات التركية استأنفت ضرباتها الجوية منذ منتصف ليلة السبت الأحد الماضي مستهدفة مواقع متفرقة في ريف حلب الشمالي وطاول القصف موقعاً للنظام في قرية كشتعار بناحية شران في عفرين شمال غربي محافظة حلب، يقع على مسافة قريبة من قاعدة روسية، ما أسفر عن مقتل 5 عناصر من قواته.
وشهد الأسبوع الماضي تصعيداً من قبل الجيش التركي ضد "قسد" في شمالي سورية بدأ بعملية جوية تحت مسمى "المخلب السيف" واستمرت بقصف من الطائرات المسيرة والمدفعية وراجمات الصواريخ وأسفر عن خسائر بشرية لدى "قسد" والنظام السوري الذي تنتشر قواته في بعض مناطق "قسد".