فرّقت قوى الأمن التركية بالقوة، اليوم الأحد، محتجين غاضبين حاولوا اقتحام قاعدة إنجرليك العسكرية في ولاية أضنة، جنوبي البلاد، والتي تعد من أكبر القواعد الأميركية في المنطقة.
واستخدمت قوى الأمن الغازات المسيلة للدموع لمنع الغاضبين الذين وصلوا اليوم إلى القاعدة من دخولها.
وتضم القاعدة العسكرية الجناح 39 للقوى الجوية الأميركية، فضلا عن قاعدة جوية تركية، حيث وصلت الحشود التي بلغت الآلاف إلى القاعدة ضمن حملة أطلقتها منظمة وقف الإغاثة الدولية IHH للتظاهر وحصار القاعدة، بعد رحلة انطلقت من إسطنبول الجمعة الماضي.
ووصلت القافلة صباح اليوم إلى ولاية أضنة، وانضم إليها مشاركون من مختلف الولايات التركية، لتتلاقى وتصل إلى القاعدة، في وقت اتخذت فيه قوى الشرطة إجراءات أمنية في محيط القاعدة وأغلقت الطرق والشوارع المحيطة بها.
Turkish Police and Special Forces used Water Cannons, Tear Gas, and Rubber Bullets this morning to Disperse a Crowd of at least Five Thousand Pro-Palestinian and Hamas Supporters in Front of Incirlik Air Force Base in the City of Adana, which Houses roughly 50 B61 Nuclear Bombs… pic.twitter.com/hISLuDQ0DY
— OSINTdefender (@sentdefender) November 5, 2023
وسمحت سلطات الولاية للقادمين بالتجمّع في أحد الشوارع، وعند اقتراب القافلة من القاعدة بعد الظهر، تدفق بعض المشاركين عبر الأراضي الزراعية للقاعدة، فتدخلت فرق الخيالة ومكافحة الشغب لتفريق المجموعة باستخدام خراطيم المياه والغازات المسيلة للدموع.
وحمل المتظاهرون الأعلام التركية والفلسطينية، وأطلقوا صيحات منددة بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وأطلقوا صيحات احتجاجية ضد الولايات المتحدة الأميركية لدعمها إسرائيل.
وأطلق المنظمون دعوات للمتظاهرين بعدم الخروج عن المكان المحدد، ورغم ذلك، خرجت مجموعات باتجاه القاعدة.
وخلال التجمّع، حذر رئيس هيئة الإغاثة الدولية بولنت يلدريم قوى الأمن من إطلاق الغاز المسيل للدموع على المجموعات الملتزمة بمكان التظاهر والاحتجاج.
وأضاف يلدريم في كلمته: "نحن هنا لنساهم في تقوية أوراق الضغط، وتركيا تبذل كل ما بوسعها، وكان هناك حديث عن تبادل للأسرى، ولكن حصل هجوم أكبر".
وأوضح: "غضبنا كبير جدا، ورغم ذلك، فإن إطلاق الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين هو تصرف خاطئ جدا".
ودعا يلدريم المتظاهرين الذين حاولوا اقتحام القاعدة إلى العودة عن ذلك، مبيناً أن قوى الأمن هي أيضا تتفهم الأمر، وأن الفعالية ستنتهي بسلام بعد إيصال الرسائل المطلوبة، مشيراً إلى أنه كانت هناك فعاليات أخرى لم يسمح بها، "ولكن ظهر لأميركا الموقف الشعبي التركي".
وأكد أنه "مؤمن بأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيساهم في إرسال سفن الإغاثة إلى غزة، حيث إن المنظمة ستعمل على شراء سفن جديدة".
وألقيت في الفعالية كلمات عديدة من قبل مسؤولي منظمات المجتمع المدني المشاركة، ورُفع الدعاء بحماية ونصر المدنيين في غزة، قبيل أن يُدعى المتجمعون للمغادرة بسلام.
وانطلقت القافلة من إسطنبول الجمعة الماضي، وتلقت دعم الدبلوماسية الأميركية السابقة والناشطة آن رايت، فضلا عن دعم ناشطين من النرويج وإنكلترا وفنلندا وكندا، كما شاركت جاليات أجنبية وعربية في القافلة، حيث سبق أن سيرت المنظمة قافلة أسطول الحرية إلى غزة عام 2010، وهاجمتها إسرائيل وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى أتراك وناشطين، وخلفت أزمة دبلوماسية عميقة بين تركيا وإسرائيل.