عقد قادة 6 أحزاب في المعارضة التركية، يوم السبت، اجتماعاً لمناقشة أجندة التنسيق بين أحزاب المعارضة للمرحلة المقبلة، بما في ذلك الاستعداد للانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة، ومبادئ النظام البرلماني ضمن مسودة الدستور التي أعدتها هذه الأحزاب.
وشارك في الاجتماع، الذي جرى في إحدى منشآت بلدية تشانكايا بأنقرة، زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كلجدار أوغلو، وزعيمة الحزب الجيد ميرال أكشنر، ورئيس حزب السعادة تمل قره موللا أوغلو، ورئيس حزب دواء علي باباجان، ورئيس حزب المستقبل أحمد داود أوغلو، ورئيس الحزب الديمقراطي غولتكين أويصال.
وحاول زعماء الأحزاب الستة، خلال الاجتماع، الظهور بشكل متناسق بعد أنباء عن خلافات فيما بينهم تتعلق بشكل الوقوف والأولوية في الجلوس عند إعلان مسودة النظام البرلماني، لتظهر الصور جلوسهم إلى مائدة مستديرة للطعام، والتقاط الصورة وقوفا من دون مراعاة للتسلسل الأبجدي أو العمر.
وكانت الأحزاب الستة قد أعلنت قبل نحو شهر توافقها على مسودة مبادئ النظام البرلماني الجديد، الذي تعتزم المعارضة الانتقال إليه من النظام الرئاسي الحالي في حال فوزها بالانتخابات المنتظرة صيف العام القادم إن لم تجرى في وقت مبكر.
وبحسب وسائل إعلام تركية، من بينها قناة "خلق تي في" التابعة لحزب الشعب الجمهوري، فإن الأجندة التي تناولها الزعماء تتعلق بجهود الأحزاب في التحضير للانتخابات والعمل المشترك، وكيفية الانتقال للنظام البرلماني عند الفوز بالانتخابات، وكيفية اختيار المرشح لرئاسة الجمهورية أمام الرئيس رجب طيب أردوغان.
ويأتي اجتماع الزعماء بعد قرابة 4 أشهر من بدء العمل المشترك فيما بينها لوضع مسودة النظام البرلماني، بمشاركة مسؤولين من الأحزاب، في وقت وصفت فيه وسائل إعلام معارضة اللقاء بأنه "قمة تاريخية"، وأفردت مساحة واسعة في التغطية الإعلامية لهذا اللقاء، فيما انقسم رواد مواقع التواصل الاجتماعي حيال هذه القمة.
واستقبل كلجدار أوغلو، على باب المنشأة التي استضافت الاجتماع، زعماء الأحزاب الذين وصلوا تباعا، وناقش الزعماء أيضا، بحسب "خلق تي في"، كيفية إعلان النظام البرلماني للرأي العام وتاريخ الإعلان، فيما نقلت وسائل إعلام أخرى أن باباجان، وهو رئيس الوزراء السابق، سيقدم رؤية للمشاكل الاقتصادية وسبل حلها.
وأضافت المعلومات المتوفرة أن الاجتماع اليوم سيكون مقدمة لاجتماعات لاحقة لرؤساء الأحزاب في الفترة المقبلة، من أجل مزيد من التنسيق لبناء تحالف محتمل للمعارضة قبل الانتخابات، وتحديد المعايير اللازمة في المرشح الرئاسي الذي ستقدمه المعارضة لمنافسة أردوغان.
وقال مستشار أكشنر الإعلامي مراد إيده عبر تويتر: "تخبرني 33 عاما من الخبرة الإعلامية أن ما حصل مساء اليوم لن يجعل المستقبل كما هو في السابق"، فيما قال محرم إركاك، نائب كلجدار أوغلو، عبر تويتر، تعليقا على صورة الزعماء "إنها خطوة كبيرة من أجل مستقبل تركيا الديمقراطي وانتقالها إلى دولة القانون ومستقبلها المشرق".
كما نشر نائب زعيم حزب المستقبل مصطفى غوزل عبر تويتر: "بفضل السيد داود أوغلو، سيكون حزب المستقبل على كل طاولة تؤدي إلى حل مشاكل البلاد لبناء نظام عادل تعم منفعته على الجميع"، وشارك عدد آخر من المسؤولين الحزبيين في المعارضة أمنياتهم المتعلقة بهذا اللقاء.
من ناحيتها، قالت صحيفة "خبر تورك" إن "الاجتماع من المنتظر أن يتناول زيادة الأسعار على الكهرباء والمحروقات، وفق ما كان قد أعلنه أمس كلجدار أوغلو في لقاء مع الشباب".
وتطالب المعارضة منذ أكثر من عام بإجراء الانتخابات في وقت مبكر، لكنها تفتقد الأغلبية البرلمانية اللازمة للذهاب إلى الانتخابات، مبينة أن الحكومة فشلت في إدارة البلاد اقتصاديا، خاصة مع ارتفاع الأسعار وعدم استقرار سعر صرف الليرة التركية وزيادة التضخم، فيما ترفض الحكومة الذهاب إلى انتخابات مبكرة وتسعى بنفس الوقت لإجراء تعديلات وتحسينات اقتصادية واستمالة المواطنين عبر رفع الرواتب بشكل كبير، منها رفع الحد الأدنى للأجور بنحو 50%.