واصلت قوات الأمن التركية، اليوم الجمعة، مداهمة مقرات رجل المافيا المثير للجدل والمقيم في الإمارات سيدات بيكر، الذي نشر عدة فيديوهات حتى الآن أثارت الشارع التركي بشكل كبير، وأجبرت الحكومة التركية على الدفاع عن نفسها عدة مرات.
ونشر بيكر حتى الآن ثمانية فيديوهات على مدار قرابة شهر من مقر إقامته في الإمارات، عبر منصات التواصل الاجتماعي، حققت ملايين المشاهدات، وشغلت وسائل التواصل الاجتماعي والبرامج السياسية وأقلام الكتاب، فيما يحقق القضاء في صحة هذه المزاعم، التي تتضمن وجود ارتباطات بين رموز حزب "العدالة والتنمية" الحاكم مع رجال مافيا، وتورطهم ببعض الأعمال غير الشرعية، في ظل نفي حكومي وتأكيد على أنها مزاعم دون دلائل.
ودفعت هذه الفيديوهات وزير الداخلية سليمان صويلو للرد عليها عبر برنامجين حواريين، حيث رفض الاتهامات الواردة فيها، مشددا على أنه تقدم بشكوى إلى القضاء للتحقيق في صحة المزاعم، وفي حال إثباتها، وهي "غير صحيحة" بحسبه، فإنه مستعد لتحمل التبعات القانونية.
ونال صويلو دعم الرئيس رجب طيب أردوغان وقيادات حزب "العدالة والتنمية" وحزب "الحركة القومية"، حليف "العدالة والتنمية"، فيما تتبنى المعارضة ادعاءات بيكر.
نشر بيكر حتى الآن ثمانية فيديوهات على مدار قرابة شهر من مقر إقامته في الإمارات، عبر منصات التواصل الاجتماعي، حققت ملايين المشاهدات، وشغلت وسائل التواصل الاجتماعي والبرامج السياسية وأقلام الكتاب
ونتيجة لهذه التطورات، أصدرت النيابة العامة أخيرا قرارا باعتقال بيكر، في حين نفذت قوى الأمن، اليوم الجمعة، عمليات تفتيش جديدة أفضت إلى اعتقال 3 أشخاص مقربين من بيكر، في ولايتي إسطنبول وتشاناق كاليه، غرب البلاد، فيما بلغ مجموع المعتقلين منذ أن بدأ القضاء بملاحقة بيكر، خلال الشهر الماضي وحتى الآن، في 5 ولايات، 56 شخصا من 63 مطلوبا.
وجاءت الاعتقالات بعد توجيه تهم "الاحتيال والنصب والرشوة والتهديد بالقتل، والقتل"، وجرائم أخرى يتهم بها رجل المافيا وعصابته.
ومن أبرز المعتقلين المقربين منه (عبد الله ش)، الذي يعتمد عليه بيكر في بيع وشراء العقارات، فيما أفرج عن بعض المعتقلين بعد التحقيق معهم شرط تطبيق الرقابة العدلية.
وادعى بيكر أن "رجل الدولة العميقة" مدير الأمن العام السابق محمد آغر هو الذي لفق له ملفا قضائيا قاد إلى تفتيش منزله، وأن عملية التفتيش أدت إلى "إرعاب" ابنته، ما دفعه للتهديد بفضح جميع المسؤولين، فيما تلاحقه السلطات القضائية، إذ داهمت الشرطة مقاره ضمن مساعي القضاء على عصابات المافيا والمخدرات.
وكثفت الأجهزة الأمنية التركية، في السنوات الأخيرة، حملاتها على التنظيمات المحظورة، وسجل للوزير صويلو نجاحه في هذه المهمة، وهو ما دفع بعض الأطراف للتنبؤ بأن يكون خليفة أردوغان في حزب "العدالة والتنمية".
وتأتي هذه التطورات مع إعلان شركة "يالي كافاك مرينا"، الموجودة في منطقة بودروم السياحية، وهي مرفأ عالمي لليخوت الفاخرة، عن استقالة رئيس مجلس إدارتها محمد آغر، مدير الأمن العام السابق، الذي وجه إليه بيكر اتهامات. وكان الوزير صويلو قد دعا آغر للاستقالة بسبب هذه المزاعم.
وفي بيان لها، قالت الشركة، الجمعة، إن "آغر قدم طلبه في 17 من الشهر الجاري، وأن إجراءات إتمام استقالته تأخرت بسبب حالته الصحية، حيث أنهى مهامه وقبلت استقالته".
ومن الواضح أن هذه المسألة لن تنتهي عند هذا الحد، حيث توعد بيكر، عبر حسابه الرسمي الموثق على "تويتر"، بمواصلة نشر مقاطع فيديو جديدة سيتناول فيها مواضيع عديدة.