استبعدت كل من الرئاسة التركية ووزارة الخارجية التابعة للنظام السوري، في تصريحات منفصلة، إمكانية التقارب بين أنقرة ودمشق وتطبيع العلاقات في الوقت الراهن.
وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن إنّ الاتصالات مع النظام السوري تجرى على مستوى أجهزة المخابرات، ولا وجود لأي خطط من أنقرة للاتصال مع النظام السوري في الوقت الراهن.
وأضاف كالن، في حديث لقناة "إن تي في" التركية، نشر مساء أمس الجمعة، أنّ موقف تركيا من سورية واضح: "تستمر عملية أستانة، يستمر مسار اللجنة الدستورية".
من جانبه، أكد وزير الخارجية في حكومة النظام السوري فيصل المقداد، اليوم السبت، عدم وجود اتصالات على مستوى وزارتي الخارجية بين البلدين.
وقال المقداد، في حديث لوكالة الأنباء الروسية "سبوتنيك" على هامش الدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة في مدينة نيويورك، إنّ مسار أستانة "هو الإطار الوحيد القابل للتطبيق لحل النزاع السوري ونتوقع المزيد من الجدية في الوفاء بالوعود التي قطعها الجانب التركي في أستانة"، بحسب قوله. كذلك زعم المقداد أنّ "عدم التزام تركيا يعدّ عقبة تعيق عملية تسوية سورية بموجب إطار أستانة".
وتأتي هذه التصريحات بعد أن أعلنت الخارجية الروسية أنّ موسكو تدعم فكرة تنظيم لقاء بين وزيري خارجية سورية وتركيا، وعلى استعداد للمساعدة في عقده إذا لزم الأمر.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، قبل أيام، إنّ "روسيا ترى أنّ الاجتماع سيكون مفيداً، نحن نتحدث عن إقامة اتصالات بين الجانبين، حالياً تجرى الاتصالات على المستويين العسكري والاستخباري بين الجانبين. وموسكو تشجعهم على ذلك".
وفي هذا الصدد قال الباحث في مركز "جسور للدراسات" وائل علوان، لـ"العربي الجديد"، اليوم السبت، إنّ تركيا "أدركت منذ زمن أنّ مسار المفاوضات الأممية لم يعكس أي حلول، وإن كانت جزئية، للمشكلة السورية، وهي من الفاعلين المتأثرين بالوضع في سورية"، مضيفاً أنه مع تعطل المسار السياسي وعدم التقدم وترجمة أي شيء على الأرض باشرت تركيا بفتح المسار الموازي، وهو مسار أستانة الأكثر عملية والذي كانت فيه الأمم المتحدة مراقبة ثم مشاركة".
وأوضح علوان أنّ "مفاوضات تركيا مع النظام التي تتم حالياً ولم تثمر عن أي شيء حتى الآن هي ضمن مسار أستانة وتحت الرعاية الروسية، إذ تحاول تركيا إيجاد حلول تخفف الضغط عنها". واستدرك بالقول: "هذه المفاوضات ممكن أن تفضي إلى نتائج وربما لا ينتج عنها أي شيء وبالتالي لا يشترط لهذه المفاوضات أن تستمر أو أن تنجح".