- وزارة الخارجية الإماراتية تعبر عن قلقها من تصاعد العنف في الفاشر، بينما الخرطوم تؤكد على دعم الإمارات لقوات الدعم السريع وتعتزم مناقشة الدور الإماراتي في مجلس الأمن الدولي.
- الصراع المستمر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع يخلف أزمة نزوح ويدفع السكان نحو المجاعة، مع تجدد القصف في مناطق متعددة بما في ذلك الخرطوم وأم درمان، والخارجية السودانية تطالب مجلس الأمن بالتدخل ضد الإمارات.
وصفت الحكومة السودانية بيانا إماراتيا يبدي قلقا حول الحرب في السودان والمعارك الجارية في مدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور، بأنه "دموع تماسيح"، وذلك في تصعيد جديد للخرطوم ضد أبوظبي، التي تتهمها بدعم قوات الدعم السريع.
وجاء التوصيف السوداني ضمن بيان لوزارة الخارجية السودانية، اليوم الأحد، وزعته على وسائل الإعلام. وجاء فيه أن بيان وزارة الخارجية الإماراتية، أمس الأول السبت، حول الأوضاع في مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور، غرب البلاد، "حاول دون نجاح الالتفاف على الحقيقة التي بات العالم كله يعلمها حول بشأن دور أبوظبي في الحرب المفروضة على السودان وشعبه المسالم كون الإمارات هي الراعي للمليشيا الإرهابية التي ارتكبت أسوأ الفظائع ضد المواطنين العزل، خاصة الفئات الضعيفة منهم"، في إشارة إلى قوات الدعم السريع.
وكانت وزارة الخارجية الإماراتية قد قالت في بيانها إنها "تشعر بقلق عميق إزاء تصاعُد المعارك في مدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور، والتهديد الذي تُشكِّله على المدنيين، كما أبدت قلقها حيال تقارير بشأن العنف الجنسي ضد النساء والفتيات، وارتفاع خطر المجاعة والقصف الجوي العشوائي، واستمرار معاناة وتشريد الآلاف من المدنيين، وخاصة الأطفال والنساء وكبار السن"، طبقا لما جاء في البيان.
ومنذ أشهر تتهم الخرطوم أبوظبي بتوفير الدعم الكامل لقوات الدعم السريع في حربها ضد الجيش، التي أكملت عامها الأول ودخلت في عامها الثاني دون حسم للمعركة من قبل الطرفين.
منذ أشهر تتهم الخرطوم أبوظبي بتوفير الدعم الكامل لقوات الدعم السريع في حربها ضد الجيش
وتقول الوزارة في بيانها إن ذلك الدور الإماراتي وثقه خبراء الأمم المتحدة والمنظمات المتخصصة والإعلام الدولي وصور الأقمار الصناعية وسيبحثه مجلس الأمن في جلسة خاصة بشكوى السودان ضد دولة الإمارات. وتضيف "لذا فإن البيان لا يعدو أن يكون كدموع التماسيح على ضحاياها".
وأبدى البيان أسفه لحديث وزارة الخارجية الإماراتية عن القوات المسلحة السودانية باعتبارها "فصيلا مسلحا" ضمن فصائل أخرى، "في تنكر لا يليق لدور هذا الجيش الوطني العريق، صاحب التاريخ المهني الممتد لمائة عام، في تأسيس جيش دولة الإمارات وتدريب كوادره لفترة من الزمان".
كما استهجنت الخارجية السودانية إشارة الإمارات للقصف الجوي العشوائي، وعدت ذلك "مجرد صدى باهت لاتهامات باطلة صادرة عن قوى غربية، مع أن هذه القوى أدانت المليشيا التي ترعاها دولة الإمارات بممارسة التطهير العرقي والإبادة الجماعية والعنف الجنسي واسع النطاق واسترقاق النساء"، على حد ما جاء في البيان السوداني.
وأكد البيان أن وزارة الخارجية الإماراتية "تعلم أن أقصر الطرق لوقف الحرب في السودان هو أن تتوقف حكومتها عن تزويد المليشيا الإرهابية بالسلاح والعتاد والمرتزقة، خاصة بعد أن تأكد لها أن هذه المليشيا لن تستطيع الصمود أمام القوات المسلحة المسنودة من كل فئات الشعب السوداني".
وجددت الخارجية السودانية مطالبتها لمجلس الأمن باتخاذ الإجراءات الكفيلة بانصياع الإمارات للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية وبكف عدوانها عن السودان وشعبه.
ميدانياً، يتواصل القصف المدفعي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في عدد من المحاور بالعاصمة الخرطوم، أعنفها في مدينة أم درمان (غرب). وكثف طيران الجيش قصفه على مناطق تمركزات الدعم السريع، غرب المدينة، بينما تشهد جبهات أخرى هدوءا يستمر لأيام.
ونشب القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف إبريل/ نيسان من العام الماضي مع انفجار توترات كانت تعتمل منذ فترة طويلة. وتمخض الصراع عن أكبر أزمة نزوح في العالم، ودفع قطاعات من السكان البالغ عددهم 49 مليون نسمة إلى شفا المجاعة.