استمع إلى الملخص
- **تفاصيل الانسحاب الإسرائيلي**: اقترح الوفد الإسرائيلي انسحابًا جزئيًا من خمس نقاط عسكرية، مع إصرار مصر على إخلاء معبر رفح بالكامل لتسهيل المساعدات وتبادل الأسرى.
- **موقف حماس والمفاوضات المستقبلية**: تسلمت حماس تفاصيل فنية حول المقترح، وأكدت التزامها باتفاق 2 يوليو، مطالبة بالضغط على إسرائيل لتنفيذه.
عرض المسؤولون المصريون المعنيون بإدارة الأزمة في قطاع غزة، مساء أمس السبت، على وفد حركة حماس، أحدث تصور إسرائيلي قدمه وفد حكومة الاحتلال المفاوض إلى القاهرة قبل يومين، بشأن وضع محور فيلادلفيا الحدودي بين قطاع غزة ومصر، وأيضاً معبر رفح البري، لدراسته وتقديم الرد عليه. وفي حال جاء الرد إيجابياً من قبل حماس، فمن المقرر أن يجرى البناء عليه والانتقال إلى باقي نقاط التفاوض الخاصة بمشروع اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة والتوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى والرهائن بين المقاومة الفلسطينية وحكومة الاحتلال الإسرائيلية.
وبناء على التصور الإسرائيلي الذي قدمه وفد تل أبيب المفاوض إلى المسؤولين المصريين أول من أمس الجمعة، طلبت القاهرة من قيادة حركة حماس، فجر أمس السبت، القدوم إلى مصر على وجه السرعة لاستلام المقترح. وبالفعل، وصل وفد حماس برئاسة خليل الحية إلى القاهرة مساء أمس السبت، وعُرض عليه المقترح الإسرائيلي لدراسته.
الوفد الإسرائيلي أبلغ المصريين بإمكانية الانسحاب من خمس نقاط من أصل ثمان موجودة حالياً
وقال القيادي في حماس موسى أبو مرزوق، لـ"العربي الجديد"، إنّ وفد الحركة توجه إلى القاهرة "بناء على وجود تطوّر لكنه ليس كاملاً"، فيما أكد القيادي الآخر محمود مرداوي أن الوفد ذهب إلى القاهرة كي "يستمع عن قرب" من الوسطاء، مشدداً على أن "زيارتنا إلى القاهرة لا تعني دخولنا في جولة المفاوضات المقبلة".
الانسحاب من 5 نقاط في محور فيلادلفيا
وبحسب معلومات توفرت لـ"العربي الجديد"، فإن الوفد الإسرائيلي أبلغ المسؤولين المصريين بإمكانية انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من خمس نقاط عسكرية في محور فيلادلفيا من أصل ثمان موجودة حالياً، على أن يبقي على نقطتين غرب معبر رفح البري وأخرى شرقه. وفي مقابل ذلك، أصر الجانب المصري على إخلاء معبر رفح بالكامل مع أول أيام الصفقة، من أجل تجهيزه لإدخال المساعدات الإنسانية وتنفيذ عملية تبادل الأسرى والمحتجزين بين الجانبين.
وبحسب المعلومات، فإن المسؤولين المصريين أكدوا لوفد حماس رفض مصر أي وجود دائم لجيش الاحتلال الإسرائيلي في محور فيلادلفيا وأن ذلك الأمر ليس مطلباً للحركة فقط، بل إنه موقف مصري ثابت لا يمكن التراجع، وأن وجود جيش الاحتلال الإسرائيلي في محور فيلادلفيا "مؤقت" إلى حين انتهاء العمليات العسكرية في قطاع غزة، وهو ما يمكن اعتباره "رسالة طمأنة" من جانب مصر إلى حركة حماس، في المرحلة الأولى من الاتفاق، لدفعها إلى الموافقة على "تجزئة" الانسحاب الإسرائيلي من محور فيلادلفيا لكن في المقابل، فإن المسؤولين المصريين غير متيقنين من موافقة حماس على ذلك.
وكشفت المعلومات عن أن وفد حركة حماس تسلم من الجانب المصري، مساء أمس السبت، بعض التفاصيل الفنية الخاصة بالمقترح، وهي عبارة عن خرائط الوجود العسكري الإسرائيلي في محور فيلادلفيا وآلية تحركه على المحور بين غرب معبر رفح وشرقه وصولاً إلى كرم أبو سالم في النقب المحتلة، بعد الانسحاب المفترض من النقاط الخمس التي يحتلها إذا جرى تنفيذ الاتفاق. حيث إنه من المفترض أنه إذا وافقت حماس على الطرح الأخير بخصوص محور فيلادلفيا ومعبر رفح، فسيرسل الجانب المصري بدوره الرد إلى الجانب الإسرائيلي، وبناء على طبيعة رد حماس، إن كان إيجابياً، فستقدم إسرائيل تنازلاً جديداً، يتمثل في قبول المقترحات حول آلية عبور الفلسطينيين من جنوب قطاع غزة إلى الشمال، والتي تنص على عدم وجود جيش الاحتلال الإسرائيلي في ممر نتساريم لعدم إعاقة عودتهم.
وأكد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس عزت الرشق، في بيان صحافي أمس السبت، أن الحركة "تؤكد التزامها بما وافقت عليه في 2 يوليو/تموز الماضي"، والمبني على إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن وقرار مجلس الأمن. وأضاف: "إذ تؤكد حماس جاهزيتها لتنفيذ ما اتفق عليه، فإنها تطالب بالضغط على الاحتلال وإلزامه بتنفيذ ذلك، ووقف تعطيل التوصل إلى اتفاق".
وكان موقع "أكسيوس" الأميركي قد كشف أن بايدن طلب من نتنياهو، خلال الاتصال الهاتفي بينهما أخيراً، "سحب القوّات الإسرائيلية من جزء على الحدود بين مصر وغزة". وبحسب الموقع فإنهم "في إسرائيل يقولون إن نتنياهو وافق على تحريك موقع عسكري واحد فقط لمسافة مئات الأمتار، ويعتقدون أن هذا التنازل الصغير غير كافٍ لجعل حماس توافق"، في حين يعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن "الموافقة على تغيير أحد مواقع الجيش لا تضرّ بالسيطرة على محور فيلادلفيا".