تضاربت الروايات الرسمية العراقية حيال منفذي التفجيرين الانتحاريين في بغداد، الخميس، وحقيقة وجود علم مسبق لدى القوات العراقية بشأنهما.
وفيما أكد المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء يحيى رسول، أنّ "قوات الأمن كانت تمتلك معلومات عن الإرهابيين قبل حدوث التفجيرين"، حذر مدير العلاقات والإعلام في وزارة الداخلية، اللواء سعد معن، من "أنباء غير دقيقة تتحدث عن وجود علم مسبق بالاعتداءين".
يأتي ذلك مع ارتفاع جديد لعدد قتلى الاعتداءين الإرهابيين ببغداد، إذ أكدت مصادر طبية لـ"العربي الجديد"، ارتفاع عدد القتلى إلى 33 قتيلاً بعد وفاة أحد الجرحى متأثراً بجراحه مقابل 109 جرحى، ما زال أكثر من نصفهم يخضع للعلاج في المستشفيات الحكومية بالعاصمة.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن اللواء يحيى رسول قوله، خلال تفقد جرحى تفجيري بغداد، إنّ "الأجهزة الأمنية كانت تمتلك معلومات عن الإرهابيين قبل التفجيرين"، مبيناً "أنهما استشعرا بأنهما ملاحقان وأسرعا بعملية التنفيذ"، متوعداً بملاحقة المخططين والمجهزين للعمليتين الانتحاريتين.
من جهته، دعا اللواء سعد معن إلى توخي الحيطة والحذر في تداول الأنباء التي تحدثت عن وجود علم مسبق بالتفجيرين، مشيراً، في تصريح صحافي، إلى وجود "أنباء غير دقيقة عن الحادث تداولتها بعض مواقع التواصل الاجتماعي تفيد بوجود معلومات مسبقة لدى الأجهزة الأمنية بشأن التفجيرين الانتحاريين".
ودعا معن العراقيين إلى توخي الدقة في تداول الأنباء، ومتابعة الأخبار من مصادرها، مؤكداً أن "القائد العام للقوات المسلحة، رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي مهتم بالكشف عن المقصرين".
وفي السياق، أمر رئيس الوزراء العراقي بفتح تحقيق فوري بشأن تفجيري بغداد، بحسب بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الحكومة، أكد أنّ الكاظمي ترأس اجتماعاً طارئاً للقيادات الأمنية والاستخبارية في مقر قيادة عمليات بغداد، على أثر الاعتداء الإرهابي الذي طاول المدنيين الآمنين في منطقة الباب الشرقي وسط بغداد.
وأوضح البيان أن الكاظمي أمر بـ "فتح تحقيق على الفور، للوقوف على أسباب حدوث هذا الخرق الأمني، وملاحقة الخلايا الإرهابية التي سهلت مرور الإرهابيين وارتكابهم جريمتهم النكراء"، موجهاً "باستنفار القوّات الأمنية لحفظ أمن المواطن واتخاذ الإجراءات الكفيلة بذلك ميدانيا".
وقرر الكاظمي قيام قوات الجيش بتقديم الإسناد للقوات الأمنية الأخرى، وأن يضطلع الجيش بدوره في تهيئة الدعم الميداني والأمني"، مشيراً إلى وضع كل إمكانات الدولة وجهود القوات الأمنية والاستخبارية، في حالة استنفار قصوى، للقصاص من المخططين لهذا الهجوم الجبان وكل داعم لهم.
وتابع: "سنعمل على تنفيذ تغييرات أمنية بحسب ما تقتضيه الضرورات الميدانية، وأن هذه التغييرات لن تخضع للضغوطات والإرادات السياسية"، مضيفاً: "هذا ليس وقت المزايدات السياسية، بل وقت توحد العراقيين ورص الصفوف وشد أزر جيشنا الباسل وقواتنا الأمنية بمختلف صنوفها، لحماية استحقاقات شعبنا الوطنية وفي مقدمتها سعيه الى انتخابات نزيهة وعادلة".
وأكد المتحدث باسم قيادة العمليات العراقية المشتركة، اللواء تحسين الخفاجي، أن تفجيري الخميس في بغداد يحملان بصمة تنظيم "داعش" الإرهابي، مضيفاً: "الأسلوب التفجيري يستخدمه الإرهابيون "داعش" و"القاعدة" والمنظمات الإرهابية، إذ يستخدمون أسلوبا يمكن أن يوقع أكبر عدد ممكن من الضحايا".