واصل الجيش التركي تعزيز قواته في إدلب بالتزامن مع تجدد خرق وقف إطلاق النار من قبل النظام السوري في شمال سورية، في حين وقعت اشتباكات مع مليشيات "قسد" في محور منبج شمال شرقي حلب.
وقال الناشط مصطفى محمد لـ"العربي الجديد" إن رتلا من خمسين عربة مدرعة ومصفحة وشاحنات عسكرية دخل، مساء أمس الاثنين، إلى منطقة إدلب قادما من الأراضي التركية عن طريق نقطة كفر لوسين الحدودية مع تركيا في ريف حلب الشمالي.
وتوجه الرتل بحسب المصدر إلى معسكر المسطومة جنوب مدينة إدلب، وانتقل قسم منه باتجاه مدينة أريحا على الطريق الدولي حلب اللاذقية.
توجه الرتل إلى معسكر المسطومة وانتقل قسم منه باتجاه مدينة أريحا
وجاءت التعزيزات التركية الجديدة بالتزامن مع تجدد خرق وقف إطلاق النار من قوات النظام السوري، حيث قصفت الأخيرة مناطق في بلدات وقرى الفطيرة وكنصفرة والبارة في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، متسببة بأضرار مادية في ممتلكات المدنيين.
وسبق القصف اشتباك بالأسلحة الرشاشة الثقيلة بين المعارضة السورية المسلحة وقوات النظام على محور ميزناز في ريف حلب الجنوبي الغربي، وذلك عند نقطة قريبة من الطريق الدولي حلب دمشق. ولم ترد معلومات عن وقوع خسائر بشرية من الطرفين.
ويشهد شمال غرب سورية اشتباكات وقصفا بشكل شبه يومي رغم سريان وقف إطلاق النار الموقع بين روسيا وتركيا في الخامس من مارس/آذار الماضي، والذي ينص على وقف إطلاق نار تام بين المعارضة المسلحة وقوات النظام.
من جانب آخر، وقعت اشتباكات بين "الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا ومليشيا "مجلس منبج العسكري" التابع لـ"قوات سورية الديمقراطية" في محور قرية البوغاز على المحور الغربي لمدينة منبج، بريف حلب الشمالي الشرقي.
وجاءت الاشتباكات بحسب مصادر لـ"العربي الجديد" على خلفية تحركات من قبل المليشيات في المنطقة، وهي الثانية خلال أقل من أربع وعشرين ساعة.
وقالت المصادر إن مجموعة من المليشيات حاولت التسلل إلى نقاط متقدمة في محور منبج حيث تصدت لها مجموعات من "الجيش الوطني"، ولتغطية الانسحاب قامت مليشيات "قسد" بالاشتباك مع الجيش الوطني بالرشاشات الثقيلة، قابلها الجيش التركي أيضا باستهداف مماثل.
وتشهد خطوط التماس بين الجيش الوطني ومليشيات "قسد"، على طول المناطق القريبة من الحدود السورية التركية، اشتباكات وقصفا متبادلا بشكل شبه يومي، وأسفرت في عدة مرات عن سقوط ضحايا من المدنيين، فضلا عن الخسائر البشرية في صفوفهم.
إلى ذلك، قال الناشط أبو محمد الجزراوي، لـ"العربي الجديد"، إن مليشيات النظام السوري حشدت قواتها في مدينة دير الزور تمهيدا لنقلها إلى منطقة جبل البشري بريف المحافظة الجنوبي، وذلك بهدف البدء بحملة تمشيط جديدة في البادية ضد تنظيم "داعش".
وذكر الناشط أن قوات النظام والمليشيات التابعة لها تعرضت لخسائر بشرية ومادية كبيرة خلال الأسابيع الأخيرة، جراء الهجمات المتكررة في بادية البشري وامتداد البادية السورية في أرياف حماة وحمص والرقة ودير الزور أيضا.
وكانت مصادر قد أفادت لـ"العربي الجديد" أمس بتعرض قوات النظام لهجومين في مكانين مختلفين بريفي الرقة وحماة، وأسفرا عن خسائر بشرية، حيث يتهم النظام خلايا نائمة تابعة لـ"داعش" بالوقوف وراء الهجومين.