تطورات ما بعد الاتفاق البريطاني الأوروبي حول "بريكست"
جونسون: الاتفاق سيصب في مصلحة الطرفين (فرانس برس)
توالت ردود الفعل على إبرام بريطانيا، اليوم الخميس، اتفاق تجارة مع الاتحاد الأوروبي لما بعد خروجها منه، قبل سبعة أيام فقط من موعد انسحابها من أحد أكبر التكتلات التجارية في العالم.
"العربي الجديد" يتابع تطورات ما بعد التوصل إلى الاتفاق لحظة بلحظة.
وصف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون مساء الخميس الاتفاق التجاري مع الاتحاد الأوروبي لمرحلة ما بعد بريكست بأنه "هدية" عيد الميلاد للبريطانيين.
وقال في فيديو نشره على تويتر "هذه الليلة عشية عيد الميلاد لدي هدية صغيرة لمن يبحثون عن شيء يقرؤونه بعد عشاء العيد"، وأضاف حاملاً أوراق الاتفاق "ها هي، بشرى فرح عظيم، لأن هذا اتفاق لمنح اليقين للشركات والمسافرين وجميع المستثمرين في بلدنا اعتباراً من الأول من يناير/كانون الثاني، اتفاق مع أصدقائنا وشركائنا في الاتحاد الأوروبي".
وتابع أن اتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي كان "مجرد مقبلات"، واتفاق التبادل التجاري الحر الذي جرى التوصل إليه الخميس هو "الوليمة"، وهي "مليئة بالأسماك"، في إشارة إلى أبرز نقاط الاختلاف خلال المفاوضات.
وقدّر أن الاتفاق سيكون "قاعدة لشراكة سعيدة وناجحة ومستقرة مع أصدقائنا في الاتحاد الأوروبي لأعوام قادمة".
وختم قائلاً: "هذا هو الخبر المفرح من بروكسل"، قبل أن يتمنى "عيد ميلاد سعيد للجميع".
رحب البرلمان الأوروبي، الخميس، بالاتفاق التجاري لما بعد بريكست، لكن رئيسه ديفي ساسولي قال إنه "سيواصل عمله (...) قبل أن يقرر ما إذا كان سيعطي العام المقبل موافقته أو لا".
وقال ساسولي: "يأسف البرلمان لأن مدة المفاوضات وطبيعة الاتفاق الذي جرى التوصل إليه في اللحظة الأخيرة لا تسمحان بمراقبة برلمانية حقيقية قبل نهاية العام (...). سيواصل البرلمان عمله داخل اللجان المختصة وفي جلسات عامة" قبل اتخاذ قرار في بداية عام 2021. ويعد الضوء الأخضر لأعضاء البرلمان الأوروبي ضرورياً لدخول الاتفاق رسمياً حيز التنفيذ، ولكن سيُطبَّق مؤقتاً لتجنب الخروج بدون اتفاق.
أشاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ"وحدة وحزم" الاتحاد الأوروبي، مشيراً إلى أن ذلك أثمر النجاح في التوصل إلى اتفاق لمرحلة ما بعد بريكست مع بريطانيا.
وقال ماكرون، على تويتر، إن "وحدة وحزم أوروبا أثمرا"، مضيفاً أن "الاتفاق مع المملكة المتحدة ضروري لحماية مواطنينا وصيادينا ومنتجينا. وسنعمل على ضمان ذلك".
أعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، الخميس، أنّ المفاوضات للحفاظ على حرية حركة البضائع والأشخاص بين جبل طارق وإسبانيا "ستتواصل"، وذلك بعيد إعلان اتفاق بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة بشأن العلاقة التجارية المستقبلية.
وغرّد سانشيز عبر تويتر، بعد ترحيبه بالاتفاق بين بروكسل ولندن: "تواصل إسبانيا والمملكة المتحدة الحوار للتوصل إلى اتفاق بشأن جبل طارق".
وتتفاوض مدريد ولندن وجبل طارق حول المسألة، تزامناً مع المحادثات التي كانت قائمة بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة لمرحلة ما بعد دخول بريكست حيز التنفيذ، والتي انتهت الخميس بعد عشرة أشهر من المفاوضات الصعبة.
أعلن زعيم حزب العمال البريطاني كير ستارمر، الخميس، أن حزبه المعارض سيصوّت لاتفاق ما بعد بريكست التجاري الذي أبرمته حكومة رئيس الوزراء بوريس جونسون مع الاتحاد الأوروبي.
وقال ستارمر: "يمكنني القول اليوم إنه عندما يُعرَض هذا الاتفاق على البرلمان، فسيوافق حزب العمال عليه، وسيصوّت له"، مشيراً إلى أن ذلك يصب في المصلحة الوطنية نظراً إلى أن البديل سيكون مغادرة التكتل من دون اتفاق. لكنه انتقد الاتفاق، مشيراً إلى أنه "ليس الاتفاق الذي وعدت به الحكومة"، ووصفه بـ"الهزيل".
اعتبرت رئيسة وزراء اسكتلندا نيكولا ستورجن، الخميس، أن الوقت حان لتصبح اسكتلندا، وهي مقاطعة بريطانية، "دولة أوروبية مستقلة".
وكتبت ستورجن في تغريدة: "بريكست يتحقق عكس إرادة شعب اسكتلندا"، التي صوتت بنسبة 62% ضدّ الخروج من الاتحاد الأوروبي، مشيرةً إلى أنه "لا يمكن لأي اتفاق على الإطلاق أن يعوّض ما أخذه بريكست منا". وتابعت أن "الوقت حان لنرسم مستقبلنا الخاص كدولة أوروبية مستقلة"، فيما ترفض لندن السماح لاسكتلندا بعقد استفتاء جديد على الاستقلال.
ذكرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين أن اتفاق التجارة "عادل ومتوازن وسديد" ويستحق المحاربة من أجله، مضيفة في مؤتمر صحافي: "كان الطريق طويلا وملتويا. لكن جهودنا أثمرت اتفاقا جيدا. إنه اتفاق عادل ومتوازن، وهو التحرك السديد والحصيف لكلا الطرفين".
وتابعت: "كانت المفاوضات صعبة جدا. الكثير كان على المحك للكثير جدا من الناس، لذا كان اتفاقا تعين علينا بالتأكيد المحاربة من أجله".
وقالت: "أعتقد أيضا أن هذا الاتفاق يصب في مصلحة المملكة المتحدة. سيرسي أسسا متينة لبداية جديدة مع صديق قديم. وهو يسمح لنا أخيرا بأن نضع الخروج البريطاني وراء ظهورنا، وأن تواصل أوروبا مسيرتها".
وشددت على أن المملكة المتحدة تبقى "شريكاً موثوقاً" للاتحاد، مضيفةً أن الاتفاق "يسمح لنا بالتأكد أخيراً أن بريكست أصبح خلفنا".
أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أنها "واثقة" في أن صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كانت "نتيجة جيدة".
وقالت في بيان: "سنكون قادرين بسرعة على تحديد ما إذا كانت ألمانيا ستدعم نتيجة المفاوضات اليوم"، مضيفة أن حكومتها ستجتمع الاثنين لمراجعة الاتفاقية. وأوضحت: "أنا واثقة أننا حققنا نتيجة جيدة".
أكد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أن اتفاق مرحلة ما بعد بريكست سيصب في مصلحة الطرفين على ضفتي المانش، مشددا على أن بلاده ستبقى حليف أوروبا و"سوقها الأول".
وقال جونسون في مؤتمر صحافي: "هذا اتفاق جيد لكل أوروبا ولأصدقائنا وشركائنا كذلك"، مضيفا "سنكون الصديق والحليف والداعم لكم، وبالتأكيد لا يجب أن ننسى أبدا سوقكم الأول".