تظاهرات السويداء تطالب بالسيادة: سلطة مرتهنة للخارج

11 أكتوبر 2024
تظاهرات السويداء 11 أكتوبر 2024 (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- طالب المحتجون في السويداء بوقف الحرب المدمرة وإبعاد المنطقة عن الصراع الإسرائيلي-الإيراني، محملين النظام السوري مسؤولية الأوضاع الحالية بسبب استغلاله للأرض والشعب لصالح المشاريع الإيرانية.
- عبّر المحتجون عن سخطهم من مواقف النظام تجاه لبنان وغزة، مطالبين برحيله للحفاظ على ما تبقى من الوطن، وسط تدهور اقتصادي وإنساني يلامس كل أسرة سورية.
- أكد الناشطون استمرارهم في التظاهر السلمي رغم محاولات النظام لقمعهم وابتزازهم، مشيرين إلى النفاق السياسي في تعامل النظام مع النازحين والمهجرين.

وجه المحتجون في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء جنوبي سورية، اليوم الجمعة، عدداً من الرسائل إلى المجتمع المحلي والإقليمي وللعالم، طالبوا فيها بوقف آلة الحرب المدمرة، وإبعاد دول المنطقة عن أجندات الصراع الإسرائيلي - الإيراني، وناشدوا الدول الفاعلة في المنطقة التدخل وإنقاذ شعوب المنطقة من آفات القتل، والدمار، والتهجير، والنزوح.

وحمّل المحتجون المسؤولية الأولى بما آلت إليه المنطقة للنظام السوري، الذي استباح الأرض والشعب السوري خلال سنوات حكمه، وجعل منهما مطية للمشاريع الإيرانية ومليشياتها في المنطقة، وفتح السماء والأرض للاحتلالات المتعددة التي تتحكم بالبلاد والعباد.

وعبّر المحتجون في السويداء من خلال الشعارات واللافتات التي حملوها اليوم عن سخطهم من مواقف النظام السوري من الحرب على لبنان وعلى غزة، وعن العقلية الأمنية المسخرة لتدجين الشعب السوري وإذلاله، مطالبينه بالرحيل دون شرط أو قيد حفاظاً على ما تبقى من وطن، قبل أن يبيع ما تبقى من موارد طبيعية حتى يحافظ على حكمه.

وفي هذا السياق، تقول الناشطة المدنية في السويداء هند مكارم لـ"العربي الجديد"، إنه "لم يبق لدى النظام السوري ما يبيعه، ولم تُعد الكرسي التي يجلس عليها تُمثل سوى الخزي والعار بعد أن انصاعت سنوات طوال لتنفيذ أجندات المستعمرين الجدد، وبعد أن استخدم كل السلاح والاقتصاد الوطني لقمع الشعب السوري". وأضافت: "لقد سقطت عن هذا النظام منذ زمن أقنعة المقاومة والممانعة وتحرير الأرض، وأصبح الموالي قبل المعارض في سورية يتساءل أين النظام المقاوم، وكيف استطاع خلال عقود من الزمن استغلال الشعب وتدجينه وتهجيره تحت ذرائع العدو والصمود والممانعة والتحرير".

في هذا الوقت بدأ السوريون عموماً يستشعرون الكارثة الاقتصادية والإنسانية القادمة على الشعب، والتي أخذت تلامس كل أسرة وكل فرد سوري من خلال تداعيات النزوح السوري اللبناني، والارتفاع التدريجي في أسعار المواد الغذائية والمحروقات، وتراجع في الإمدادات والخدمات العامة كالمواصلات والكهرباء والماء.

نفاق سياسي

وفي هذا الشأن، يقول الناشط تركي عزام لـ"العربي الجديد" إنه "من الصعب على نظام استغل كل الموارد والإمكانات الوطنية، لقتل شعبه وتهجيره، أن يكون حاضنة آمنة للعائدين والنازحين من لبنان، وكل ما نراه على وسائل الإعلام الرسمية ما هو إلا نفاق سياسي، وأجندة لابتزاز الدول ومنظمات العمل والمساعدات الإنسانية". وأضاف عزام: "أما الحقيقة فيمكن أن نراها في كل شارع وكل منزل في سورية، فالمواطن يعجز يوماً بعد يوم عن تأمين لقمة العيش وأجور السكن والمواصلات وتكاليف التعليم والتسجيل في المدارس والجامعات. وحتى تكاليف مياه الشرب".

ومضى قائلاً: "هذه السلطة الأمنية لم تحقق أي شرط اقتصادي أو إنساني لعودة النازحين والمهجرين السوريين من دول الشتات ومازالت تبتز كل عائد سوري على الحدود وعلى كل حاجز وتعتقل وتخفي المعتقلين دون أي قانون أو قضاء، وتسعي جاهدة لابتزاز القيمين والجمعيات الخيرية والإنسانية لدعم النازحين وإطعامهم وايوائهم".

وختم قائلاً: "لعل أهم ما أكده المحتجون اليوم هو استمرارهم بالتظاهر السلمي رغم محاولات النظام المستمرة لقمعهم وحصارهم وملاحقتهم عن طريق الحجز على الممتلكات الخاصة والتوقيف على المعابر الحدودية والتهديد بالاعتقال والترويج لحملة اعتقالات قد تطاول جميع النشطاء في ساحة الكرامة".

المساهمون