تظاهرات حاشدة في السويداء.. تأكيد السلمية ضد عسكرة النظام

28 يونيو 2024
تظاهرات السويداء جنوبي سورية، 28 يونيو 2024 (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- مئات المحتجين تجمعوا في ساحة الكرامة بالسويداء، جنوبي سورية، رفضًا لمحاولة النظام إنشاء حاجز عسكري، مؤكدين على سلمية الحراك ومطالبهم بالتغيير السلمي وفق القرارات الدولية.
- الناشطون والمشاركون في التظاهرات يؤكدون على قوة الحراك في سلميته ورفضهم لعسكرة الاحتجاجات، معتبرين أي تقدم أو انتصار للحراك انتصارًا لكل الشعب السوري، ومطالبين بسحب الوجود العسكري من المدن.
- التظاهرات تعبر عن رفض تقسيم السويداء بحواجز أمنية وتطالب بإسقاط النظام، مع تأكيد المشاركين على وحدة الشعب والأرض السورية، ودور النساء البارز في الحراك، مشددين على أهمية العلاقات المجتمعية في دحض الفتن.

توافد مئات المحتجين إلى ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء جنوبي سورية، اليوم الجمعة، بعد أسبوع شهدت فيه المحافظة توتراً وصداماً بين المحتجين وقوات أمن وجيش النظام، على إثر محاولة الأخيرة إنشاء حاجز عسكري في مدخل المدينة الشمالي.

وجاءت تظاهرات اليوم بدعوة من إحدى لجان التنظيم في بلدة حزم الواقعة في الريف الشمالي لمحافظة السويداء، تأكيداً على سلمية الحراك الشعبي وثبات المطالب المشروعة في التغيير السلمي وفق القرارات الدولية.

وقال الناشط المدني عدنان أبو عاصي لـ"العربي الجديد"، إن "قوتنا في سلميتنا، ولن نقبل بعسكرة هذا الحراك الذي تجاوز عشرة أشهر محافظاً على الحد الأعلى من السلمية والتعبير الحضاري عن مطالب كل الشعب السوري. وبكل تأكيد إن أي تقدم أو انتصار لهذا الحراك هو انتصار لكل الشعب السوري، فنحن ندرك تماماً آلية تحكم النظام الحاكم بجميع المناطق السورية، ونحاول الاستمرار ورفع صوت السوريين عالياً إلى كل المحافل الدولية وأصحاب القرار".

وأكد أبو عاصي الاستمرار رغم محاولات النظام عسكرة الحراك وتفكيكه عبر نزاعات وصدامات أهلية. وقال "أعتقد أننا تجاوزنا معظم الامتحانات، أما اليوم فهذا الحشد الكبير هو رسالة إلى السلطات السورية مفادها أن مكان الجيش على الحدود لحماية الأرض والشعب، وليس ضمن المدن للتفريق والتخريب ولفرض شروط الإذعان والذل على المواطنين".

من جهته، قال جهاد شهاب الدين لـ"العربي الجديد"، "نحن بسلميتنا خاطبنا الجيش وحذرناه وضغطنا اجتماعياً لنزع فتيل النزاع والاقتتال والدخول في دوامة من العنف لن يسلم منها أحد، ولكن القرارات والسياسة الأمنية المتبعة في البلاد لا يمكن الحوار معها ولن تقبل بأي تنازلات للشعب، لذا حاولت دفع الحراك السلمي إلى موقع المواجهة، وهذا ما نخشاه ونحتاط منه، انطلاقاً من قناعتنا أن قوتنا في سلميتنا مهما تعرضنا للضغوط".

الصورة
تظاهرات السويداء جنوبي سورية، 28 مايو 2024 (العربي الجديد)
نسوة يشاركن في تظاهرات السويداء جنوبي سورية، 28 مايو 2024 (العربي الجديد)

وأضاف أن تظاهرات اليوم تعبر عن رفض تقطيع أوصال السويداء بالحواجز الأمنية، وتطالب بسحب الوجود العسكري من بين المنازل والبيوت الآمنة. وقال إن الهتافات "تؤكد وحدة الشعب والأرض السورية ورفض الاحتلالات بأنواعها، وضرورة تطبيق القرارات الدولية وإسقاط هذا النظام".

وقالت وجد الحسن، إحدى المشاركات في التظاهرات، إنها تشارك لأول مرة. وأضافت: "ما دفعني إلى المشاركة اليوم هو المشهد الذي رأيته عندما خاطب المحتجون عناصر الحاجز بسلمية تامة، وطالبوهم بالانسحاب منه تفاديا لأي صدام".

ومضت قائلة: "الرسالة كانت غاية في السلمية، ودحضت إشاعات إعلام النظام عن الحراك، وما شدني أكثر هو حضور النساء في المقدمة، الأمر الذي يبعث رسالتين، الأولى تأكيد السلمية، والثانية عن مدى احترام هذا الحراك للنساء ودورهن القيادي في المجتمع".

وختمت الحسن "مجتمعنا عصيّ على أي محاولة للفتنة، فالعلاقات المجتمعية المتجذرة والتي تربط الناس في السويداء، كالماء تذيب الفتن ولا تذوب فيها".