في ظل الاحتقان السياسي بعد "عرقلة" الحكومة الباكستانية للتصويت على قرار سحب الثقة من رئيس الوزراء عمران خان داخل البرلمان، تشهد العاصمة الباكستانية، اليوم الأحد، مظاهرات مؤيدة ومعارضة للحكومة الباكستانية.
ويعقد رئيس الوزراء عمران خان والحزب الحاكم (حركة الإنصاف)، اليوم الأحد مهرجاناً شعبياً في العاصمة إسلام أباد، تحضره القوافل من كل أطراف البلاد، في ظل إجراءات أمنية مشددة.
ويتوقع أن يخاطب رئيس الوزراء عمران خان المهرجان الشعبي، الذي يشارك فيه، بحسب وزراء، آلاف من أنصار الحكومة، مساء اليوم.
ويتوقع أيضاً أن يعلن رئيس الوزراء عمران خان قرارات مهمة، وصفها بـ"البطاقات المهمة من أجل إفشال خطط المعارضة لأجل إسقاط حكومته".
في المقابل، وصلت بعض قوافل أنصار المعارضة أيضاً إلى العاصمة.
ويتوقع أن تصل مسيرات كبرى، تقودها الأحزاب المعارضة، مساء اليوم أو غداً صباحاً إلى العاصمة إسلام أباد، وهي في طريقها من إقليم البنجاب ومن إقليم خيبربختونخوا، للاعتصام والاحتجاج على تباطؤ الحكومة في التصويت في البرلمان على قرار سحب الثقة عن رئيس الوزراء، الذي قدّمه التحالف المعارض.
وأكد زعيم "التحالف من أجل الديمقراطية"، الذي يضم معظم الأحزاب السياسية والدينية المعارضة، المولوي فضل الرحمن، في خطاب له أمام جمع من أنصاره في إسلام أباد، مساء أمس السبت، أن أنصار المعارضة "لن يخرجوا من إسلام أباد حتى استقالة رئيس الوزراء عمران خان"، مؤكداً أن حكومة خان "تؤخر التصويت على قرار سحب الثقة من رئيس الوزراء، لأنها تعرف أنها خسرت الأكثرية".
من جانبه، قال وزير الداخلية شيخ رشيد، في مؤتمر صحافي صباح الأحد، إن اجتماعات المعارضة "غير قانونية، والاعتصام في العاصمة غير مسموح به، لذا على المعارضة وأنصارها أن تنصرف من العاصمة، ولتترك القانون يأخذ مجراه في ما يخص قرار سحب الثقة من رئيس الوزراء".
في غضون ذلك، تسعى الحكومة الباكستانية لإرضاء الأحزاب المتحالفة المستاءة منها، كي تقف معها في التصويت على قرار سحب الثقة، ولكن يبدو أن الأحزاب المتحالفة مع الحزب الحاكم قد وصلت إلى حل مع المعارضة.
وما حفز أمل المعارضة، إعلان الحركة الوطنية البلوشية، أحد الأحزاب المتحالفة مع الحزب الحاكم، اولذي يملك خمسة نواب في البرلمان، انسحابه من الحكومة، والوقوف مع المعارضة في عملية التصويت على قرار سحب الثقة من رئيس الوزراء.
وقال شازين بكتي، زعيم الحركة، في مؤتمر صحافي اليوم في مدينة كويته: "منحنا فترة كاملة للحكومة لكي تفي بالوعود مع الحزب، خاصة في ما يخص إقليم بلوشستان، لكن الحكومة فشلت في ذلك، كما فشلت في مواجهة باقي الملفات الداخلية والخارجية".
يذكر أن المعارضة سجلت في البرلمان قرار سحب الثقة في الثامن من الشهر الجاري، ومن المفترض قانونياً أن يدعو رئيس البرلمان جلسة البرلمان للتصويت على القرار خلال 15 يوماً، غير أن الحكومة أرجأت ذلك بحجة عقد اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي الأسبوع الماضي.
وفي يوم الجمعة، عند عقد اجتماع البرلمان، كانت المعارضة تتوقع أن يجري التصويت على القرار، لكن رئيس البرلمان أسد قيصر أجّل ذلك إلى يوم الاثنين.
وتخشى المعارضة أن يتكرر ذلك يوم الاثنين أيضاً بأي حجة، لذلك دفعت أنصارها نحو العاصمة، لممارسة الضغط على الحكومة.