شارك حشد من فلسطينيي الداخل، في تظاهرة دعماً وإسناداً للأسرى المعتقلين من عكا منذ "هبّة الكرامة" التي رافقت أحداث حي الشيخ جراح والحرب على غزة في مايو/أيار الماضي. ونظمت التظاهرة أمام مركز الشرطة والمخابرات الإسرائيلية في عكا، في منطقة الغربي، بتنظيم من "اللجنة الشبابية لمتابعة معتقلي عكا".
وما زال هنالك 21 معتقلاً في السجون الإسرائيلية من عكا، إضافة إلى ثمانية في حبس منزلي ويديرون ملفهم من خارج السجن.
ورفع المتظاهرون العلم الفلسطيني وطالبوا بإطلاق الأسرى من السجون والتوقف عن تعذيبهم في أقبية المخابرات الإسرائيلية.
وجاء في دعوة المنظمين المظاهرة: "نتظاهر لإيصال صوتنا أننا خلف أبنائنا وأننا لن نتركهم لوحدهم في سجون الاحتلال، ستكون أول ربع ساعة مشاهد تمثيلية للتعذيب الذي تعرض له أبناؤها في سجون الاحتلال عند الشاباك الذي يدعي أنّنا نحيا في دولة ديمقراطية، ثم من بعدها ستصدح حناجرنا بالدعم لأبناء هبة الكرامة وكافة الأسرى في سجون الاحتلال".
وقدم المشاركون مشهداً تمثيلياً لتعذيب الأسرى، وذلك احتجاجاً على التعذيب الذي اقترفته المخابرات الإسرائيلية بحق المعتقلين.
وفي السياق قال أحمد غزاوي من "اللجنة الشبابية لمتابعة معتقلي عكا"، لـ"العربي الجديد": "ما زال هناك 29 معتقلاً بعكا؛ ثمانية يديرون ملفهم من خارج السجون وهم في حبس منزلي، سيتم حكمهم واعتقالهم في السجن. هنالك 21 حالياً ما زالوا معتقلين في سجن مجيدو".
وتابع أنّ "رسالتنا واضحة: هذه الانتهاكات التي انتهجوها بحق أسرانا لن نرضى بها، والتحقيقات التي تمت تحت ظروف غامضة هي غير مقبولة ومرفوضة. أسرانا بريئون من كل التهم التي تحاول السلطات توجيهها لهم. ونحن لن نقف صامتين أمام هذه الانتهاكات ولن ندعهم يواجهون هذا المحتل وحدهم".
وأضاف غزاوي: "هنالك تعذيب للأسرى من المخابرات حتى اليوم، هنالك أسرى محرومون من الزيارة، وهنالك أسرى محرومون من المقصف، هنالك أسرى ما زالوا يواجهون الانتهاكات حتى اليوم هذا. ونوجه لهم تحية ونعدهم سنبقى خلفهم".
من جهته، قال الكاتب عوض عبد الفتاح، الذي تواجد أيضاً في التظاهرة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "هناك حاجة ضرورية لأن تضاعف الهيئات التمثيلية العربية والمجتمع المدني جهدها وأن تقف بكل قوة وجدية إلى جانب هؤلاء المعتقلين. كان هناك التفاف حقيقي أثناء الهبة وكان حضور كثيف للأهالي وللناس في المحاكم، ولكن دون شك الحدث حين يبتعد زمانياً تبدأ روح الفتور".
ودعا عبد الفتاح إلى "التحرر والاستفادة من هذا الحراك الشبابي المستمر منذ أسابيع طويلة، وهذا دليل أنّ هناك قدرة على الاستمرار. يجب أن نشجع هؤلاء الشباب أن ينتظموا ويواصلوا العمل".
من جهتها، قالت أميرة حلواني، والدة الأسير محمد حلواني من عكا، المعتقل منذ خمسة أشهر، لـ"العربي الجديد": "منذ شهر لم أر ابني، ثم ذهبت يوم الأربعاء الماضي لزيارته وكان الوضع صعباً وانتظرنا وقتاً طويلاً حتى ندخل للزيارة. ابني لم يكن سعيداً، ضربه سجان ونزف دماً وقدّم شكوى ضده للمحامي. في السجن يتلقون معاملة سيئة. يتهمونه بأنه أطلق الرصاص بالهواء بجانب جامع الجزار. وهناك تهم أخرى ينكرها".
ومضت قائلة: "حتى الزيارات صعبة جداً، نصل صباحاً وندخل إلى الزيارة الساعة الرابعة عصراً. هم يعتقدون بذلك أننا سنيأس من الزيارة، ولكن هذا في مخيلتهم وحسب".