رغم إعلان وزارة خارجية الاحتلال الإسرائيلي، أمس الاثنين، أنّ إسرائيلياً كان بين أربعة أشخاص قُتلوا عندما انقلب قارب يقلّ "سائحين" في بحيرة ماجيوري بإيطاليا، وسط رياح عاتية الأحد الماضي، فإنه لم يُكشَف عن هوية القتيل رسمياً حتى الآن.
وقالت خارجية الاحتلال، في بيان عمّمته على وسائل الإعلام، إن القتيل الإسرائيلي هو "متقاعد من قوات الأمن"، وإن "القنصل الإسرائيلي في روما وقسم الخارجية الذي يُعنى بالإسرائيليين في الخارج يعملان على نقل جثته" إلى إسرائيل.
ومن عادة الرقابة في دولة الاحتلال فرض حظر على كشف هويات الضباط أو العناصر الأمنيين، الحاليين والمتقاعدين، وحظر نشر صورهم، تجنباً لكشف أي عمليات سرية شاركوا فيها.
واستندت تفاصيل واردة في الصحف الإسرائيلية بشأن "الحادث"، أمس الثلاثاء، إلى تقارير إعلامية إيطالية أكدت "مقتل عميل استخبارات إسرائيلي سابق"، إضافة إلى ضابطين من أجهزة المخابرات الإيطالية.
ونقل موقع صحيفة "معاريف"، ليلة الثلاثاء، عن صحيفة "كوريري ديلا سيرا" الإيطالية، أن عناصر مخابرات إسرائيليين وصلوا لعقد لقاءات سرية في إقليم لومبارديا، تبادلوا خلالها "معلومات ووثائق سرية"، و"عندما طالت اللقاءات، فوّت الضباط الإسرائيليون الطائرة، وقرروا تمديد إقامتهم، وقضاء عطلة نهاية الأسبوع في المنطقة".
وأضافت "معاريف": "يبدو أن أحد الحاضرين في الاجتماعات كان يعرف قائد القارب، وعرض عليه الإبحار على متنه، للاحتفال بعيد ميلاد أحد ضباط المخابرات. وأظهر التحقيق في القضية أن القبطان تجاهل التنبؤات الجوية، التي أشارت إلى أن البحيرة هائجة وسرعة الرياح قد تصل إلى 100 كم/ ساعة، لدرجة أنّ الرحلات الجوية في المنطقة أُجِّلَت".
وأفادت تقارير إيطالية، نقلتها القناة "12" الإسرائيلية، بأن القارب، الذي يبلغ طوله 16 متراً، واجه عاصفة في الطرف الجنوبي من البحيرة، وكان عليه ما بين 23 و25 شخصاً، في الوقت الذي لا تتجاوز طاقته الاستيعابية 15 شخصاً.
ونقلت القناة نفسها ترجيح تقارير إعلامية إيطالية أن ما كان يجري على متن القارب يتجاوز كونه "عيد ميلاد"، إلى لقاء بين عناصر مخابرات إسرائيليين وإيطاليين.
وبدورها، نقلت صحيفة "هآرتس" تأكيد تقارير إيطالية أن نحو 10 عناصر مخابرات إسرائيليين كانوا على متن القارب، وأنهم غادروا إيطاليا بعد الحادث بطائرة عسكرية، عبر رحلة عودة عاجلة صباح اليوم التالي، تاركين خلفهم السيارات المستأجرة التي استخدموها في رحلتهم.
وكان موقع "والاه" قد أورد أيضاً في وقت سابق أن التقارير الإيطالية ذكرت أن 10 إسرائيليين نقلوا، أمس، بطائرة عسكرية إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي، بعد نجاتهم من حادث أدى إلى مقتل أربعة أشخاص، "بينهم عميل مخابرات سابق في جهاز (الموساد)، يبلغ من العمر نحو 50 عاماً، وضابطان في أجهزة المخابرات الإيطالية، بالإضافة إلى سيدة روسية، هي زوجة قائد القارب".
ونقل "والاه" عن صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية أن 18 من أصل 20 ناجياً في الحادث كانوا رجال مخابرات حاليين وسابقين، وجرى إجلاؤهم على عجل من غرف الطوارئ والفنادق "لكي لا يتركوا أي أثر".
وبحسب المصدر ذاته، فإنه بسبب الرغبة في التكتم على هوية من كانوا على متن القارب، أكدت السلطات الإيطالية أن الحادث نجم عن تغيّر مفاجئ في حالة الطقس، وأنه ليس نتيجة "عمل تخريبي".
وبحيرة ماجيوري، الواقعة في جنوب جبال الألب، ثاني أكبر بحيرة في إيطاليا، وتُعدّ وجهة سياحية شهيرة.