بينما تتجه الأنظار إلى الطريقة التي سيتعامل من خلالها دونالد ترامب، بعد غد الثلاثاء، مع بدء محاكمته في قضية دفعه مبلغ 130 ألف دولار لممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانيالز، لشراء صمتها قبل الانتخابات الرئاسية السابقة، سيجد الرئيس الأميركي السابق نفسه ماثلاً أمام قاض متمرس حاكم سابقاً بعضاً من معارفه ومقربين منه.
وبحسب تقرير لموقع شبكة "سي أن أن"، فإن القاضي خوان ميرشان، الذي ينتظر أن يمثل أمامه ترامب الثلاثاء لسماع لائحة الاتهام الصادرة بحقه، سبق أن أرسل المدير المالي لمنظمة ترامب، آلان ويسلبرغ، إلى السجن، وترأس محاكمة منظمة ترامب في قضية التهرب الضريبي، وأشرف على محاكمة مستشار ترامب السابق في البيت الأبيض ستيف بانون بتهمة الاحتيال.
واعتبر التقرير أن كل هذه المعطيات لا تمثل الكثير أمام مثول ترامب الثلاثاء لسماع لائحة الاتهام، مشيراً إلى أنها "لحظة تاريخية قد تشكل أكبر قضية في مشوار القاضي ميرشان، رغم سجله الحافل في المتابعات القضائية".
وتجمع التقارير الإعلامية الأميركية على أن ميرشان معروف عنه كونه قاضياً "صارماً"، وأضافت "سي أن أن" لباقي خصاله العدل في إصدار الأحكام، بغض النظر عن المتهم الماثل أمامه.
وستكون الأنظار مصوبة على أدق التفاصيل، الثلاثاء، حينما سيسلم ترامب نفسه للمحكمة، لبدء أطوار محاكمته في قضية شراء صمت الممثلة الإباحية، ما يهيئ المشهد للحظة تاريخية صادمة، عندما يضطر رئيس سابق للوقوف أمام القاضي ميرشان، للاستماع إلى التهم الجنائية الموجهة إليه.
على الطرف الآخر، نقلت "سي أن أن" عن محامين ترافعوا في قضايا أمام ميرشان قولهم إنه لا يتسامح مع التشويش أو التأخير داخل قاعة المحكمة، مضيفين أنه معروف عنه قدرته على التحكم بما يجري داخل قاعة المحكمة، حتى حينما تكون القضايا تحظى باهتمام كبير.
When Donald Trump enters a New York courtroom on Tuesday, he’ll face a seasoned judge who is no stranger to the former president’s orbit. https://t.co/voERXNC5oI
— CNN (@CNN) April 1, 2023
واستحضر التقرير كذلك أن ميرشان معروف عنه التزامه بتنفيذ ما يعد به، وقالت إنه أخبر آلان ويسلبرغ لحظة إصدار الحكم عليه بأنه لو لم يعده بخمسة أشهر سجناً، لكان أنزل عليه عقوبة أثقل بكثير بعدما فحص الأدلة التي عُرضت عليه بالمحكمة.
وأضاف تقرير "سي أن أن" أن القاضي ميرشان يحظى بتقدير زملائه، لأنه ساهم في إنشاء محكمة الصحة العقلية بمنهاتن، التي يترأسها بين وقت وآخر، والتي اكتسب فيها سمعة إصدار أحكام "رحيمة" لمنح المتهمين فرصة ثانية.
البدايات الأولى
بدأ ميرشان مسيرته في القضاء في عام 1994 كمساعد مدع ثانوي، قبل أن ينتقل سنوات بعد ذلك إلى مكتب المدعي العام بولاية نيويورك، حيث أشرف على القضايا بلونغ آيلاند.
وفي عام 2006، كما تنقل "سي أن أن"، عينه عمدة نيويورك الجمهوري آنذاك، مايكل بلومبيرغ، بمحكمة الأسرة ببرونكس، فيما عينه ثلاث سنوات بعد ذلك حاكم الولاية عن الحزب الديمقراطي، ديفيد باتيرسون، بمحكمة الدعاوى بولاية نيويورك. وفي العام نفسه، أي 2009، بدأ يشغل منصبه الحالي وهو قاض بالإنابة بمحكمة نيويورك العليا.
وُلد القاضي ميرشان في العاصمة الكولومبية بوغوتا، وهاجر في سن السادسة إلى الولايات المتحدة، وترعرع في أحد أحياء نيويورك، وكان أول فرد من عائلته يذهب للجامعة لتلقي التعليم. ودرس ميرشان بداية الأعمال، قبل أن يغادر الجامعة من أجل العمل، ليعود بعد بضع سنوات لدراسة القانون.