دفعت قوات النظام السوري وروسيا خلال اليومين الماضيين بتعزيزات عسكرية إلى ريف مدينة الباب شرق حلب شماليّ سورية، وسط مخاوف من تحرك عسكري من جانب النظام وروسيا باتجاه المدينة التي يسيطر عليها الجيشان التركي والوطني السوري.
إلى ذلك، ذكرت مصادر النظام السوري أن القوات الأميركية باشرت العمل في إقامة قاعدة عسكرية جديدة، تعتبر الثانية خلال شهر واحد، شرقي سورية.
وذكرت مصادر عسكرية من "الجيش الوطني السوري" لـ"العربي الجديد" أن قوات النظام والقوات الروسية دفعت بتعزيزات إلى قرية العويشة جنوب الباب شرقيّ حلب، ورجحت أن تكون تابعة للفيلق الخامس المدعوم من روسيا.
وحسب المصادر، فإن وحدات من قوات النظام انسحبت مِن مدينة معرة النعمان جنوبي إدلب ومناطق في ريف حماة الغربي، واتجهت نحو قرية العويشية قرب بلدة تادف المتاخمة لمدينة الباب مِن الجهة الجنوبية الشرقية، وهو ما دفع فصائل الجيش الوطني إلى استقدام تعزيزات عسكرية وتدعيم الجبهات في محيط المنطقة.
وكان "مركز نورس للدراسات" قد ذكر، قبل يومين، أن "اللواء 16" التابع للقوات الروسيّة بقيادة العقيد صالح العبد الله، نقل عدداً كبيراً مِن عناصره وعتاده مِن مدينة مصياف غربي حماة إلى ريف حلب الشرقي، مضيفاً أن مجموعات مِن "الفرقة 25" التي يقودها سهيل الحسن وأُخرى مِن مليشيا "الدفاع الوطني" في منطقة محردة بريف حماة، وصلت أيضاً إلى المنطقة.
وتتضمن هذه التعزيزات مدرعات وآليات عسكرية ومدافع ودبابات وعشرات السيارات رباعية الدفع مزودة برشاشات ثقيلة ومتوسطة.
ومن غير المعلوم حتى الآن، المغزى من هذه التحركات، لكن القيادي في الجيش الوطني مصطفى سيجري، سبق أن نشر تغريدة على حسابه في "تويتر"، حذّر فيها مِن عمل عسكري روسي محتمل باتجاه مدينة الباب.
وتتقاسم فصائل الجيش الوطني وقوات النظام و"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) السيطرة على المناطق الواقعة جنوب غرب مدينة الباب، إضافةً إلى مثلث البلدات والقرى الواقعة بين شرق الباب وجنوب منبج وغربها في ريف حلب الشرقي، وتشهد معظم نقاط التماس مع "قسد" و"النظام" في محيط الباب، محاولات متكررة مِن الطرفين للتسلل نحو مواقع الجيش الوطني بهدف زرع الألغام.
وفي الإطار نفسه، نقلت وكالة "زيتون" الإعلامية عن زياد الخلف، مدير المكتب السياسي لفصيل "تجمع أحرار الشرقية" المنضوي في صفوف الجيش الوطني، أن "فرق رصد ومتابعة موجودة على نقاط الرباط بشكل مستمر تراقب تحركات العدو". وأضاف أن التحركات الغريبة والتعزيزات التي وصلت، استدعت قيام الجيش الوطني السوري بتدعيم الجبهات ورفدها بالتعزيزات بالسرعة القصوى.
وكان شرطي وطفله قد قُتلا يوم أمس الأربعاء نتيجة إطلاق نار من قبل مجهولين يستقلون دراجة نارية في مدينة الباب، فيما هاجم مسلحون يستقلون سيارة فجر اليوم الخميس موقعاً عسكرياً تابعاً لفصيل "أحرار الشرقية" على طريق الراعي ضمن مدينة الباب، حيث جرى اشتباك بين الطرفين، قبل أن يلوذ المهاجمون بالفرار، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وشمال غربي البلاد، قصفت قوات النظام بالمدفعية والصواريخ فجر اليوم قرى وبلدات عدة في ريف إدلب الجنوبي. وذكرت مصادر محلية أن القصف طاول كنصفرة والفطيرة وسفوهن وفليفل والرويحة وبينين وأطراف البارة، إضافة إلى محيط قليدين والعنكاوي في سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي، فيما تشهد أجواء إدلب تحليقاً متواصلاً لطيران الاستطلاع الروسي.
وفي شرق البلاد، باشرت القوات الأميركية بإنشاء قاعدة جديدة لها في ريف الحسكة، وهي الثانية لها خلال أقل من شهر في تلك المنطقة، وفق وكالة "سانا" الرسمية.
وأضافت الوكالة أن القوات الأميركية تعمل على إنشاء القاعدة في منطقة المالكية أقصى شمال شرق الحسكة، مشيرة إلى أن تعزيزات أميركية وصلت خلال الأيام الماضية إلى المنطقة "تضمنت 60 مدرعة ومصفحة، إضافة إلى آليات هندسية ثقيلة، للقيام بأعمال الحفر والتسوية وبناء السواتر في المنطقة، الواقعة جنوب غرب عين ديوار بكيلومتر، وفي المثلث الحدودي الواقع بين سورية والعراق وتركيا".
وذكرت الوكالة أن "الهدف من ذلك إحداث قاعدة عسكرية في المنطقة، إضافة إلى تعزيز نقاط الاحتلال الأميركي ومواقع تمركزه في محيط حقول النفط، وذلك لضمان استمرار عمليات السرقة والنهب للثروات السورية وتأمين الطرق التي تستخدمها بعمليات السرقة من خلال المعابر غير الشرعية التي أحدثتها لهذه الغاية في ريف الحسكة الشرقي".
وكانت القوات الأميركية قد أقامت نهاية الشهر الماضي قاعدة عسكرية قرب "تل علو" في منطقة "اليعربية" بريف الحسكة الشرقي.
إلى ذلك، قصفت مليشيا "قسد" براجمات الصواريخ، مساء أمس الأربعاء، الأحياء السكنية في مدينة عفرين شمال حلب، ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف المدنيين.
وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن قوات "قسد" المتمركزة بالقرب من قرية نبل شمال حلب، قصفت بأربعة صواريخ مدينة عفرين، سقطت في كل من شارع المازوت ومدخل مستشفى الشفاء وحيّ الفيلات وسط المدينة، ما أدى إلى وقوع 13 جريحاً بين المدنيين، بينهم حالات خطرة جرى نقلهم إلى مستشفى المدينة.
وفي المقابل، قصفت المدفعية التركية مواقع المليشيا في قريتي كشتعار وإبين جنوبي منطقة عفرين، رداً على الاستهداف.