عززت هونغ كونغ إجراءاتها الأمنية، الأحد، حول حديقة يتجمع فيها عادة عشرات الآلاف لإحياء ذكرى تظاهرات ساحة تيان أنمين، من أجل ضمان عدم مشاركة أحد في الذكرى الرابعة والثلاثين لقمع الحركة.
على مدى أكثر من ثلاثين عامًا، تجمّع عشرات الآلاف في الرابع من يونيو/حزيران من كل عام في حديقة فكتوريا في هونغ كونغ للمشاركة في وقفة احتجاجية على ضوء الشموع، إحياء لذكرى أكثر من ألف متظاهر سلمي قتلوا بالرصاص في 4 يونيو 1989 في ساحة تيان أنمين في بكين، حين أرسل النظام الشيوعي الصيني جنودا ودبابات لقمع أشخاص كانوا يتظاهرون سلميا من أجل الديمقراطية.
وفي نهاية هذا الأسبوع، استضافت الحديقة "كرنفالا" تنظمه مجموعات مؤيدة لبكين مع نشر عشرات من رجال الشرطة في منطقة التسوق بعد يوم على اعتقال أربعة أشخاص بتهمة "التحريض على الفتنة" و"التصرف بطريقة غير منضبطة".
وقامت الشرطة بتفتيش المتسوقين في خليج كوزواي، السبت، قبل أن تعتقل فنانين وناشطين.
وشاهد صحافي من وكالة "فرانس برس" الفنان سانمو تشين يهتف "لا تنسوا الرابع من يونيو" قبل دفعه إلى حافلة تابعة للشرطة.
والحديث عن حركة تيان أنمين أمر شديد الحساسية للقيادة الشيوعية في الصين وإحياء الذكرى ممنوع في البر الرئيسي.
ولعقود، كانت هونغ كونغ المدينة الصينية الوحيدة التي تحيي الذكرى على نطاق واسع- في دليل على الحريات والتعددية السياسية التي كانت تتمتع بها نظرا لوضعها الخاص.
لكن منذ أن فرضت الصين قانون الأمن القومي في 2020، أنهت سلطات هونغ كونغ هذه التجمعات ودفعت الفنانين الذين يشاركون في احياء الذكرى إلى إجراء عروضهم خارج المدينة الصينية.
أشادت ونغ (53 عاما)، التي رفضت الإفصاح عن اسمها بالكامل، بالمعرض الذي يتم تنظيمه في فكتوريا بارك، ولكن عند سؤالها عن إحياء ذكرى حركة تيان أنمين، أجابت أنه أمر من الماضي.
وقالت "هونغ كونغ مكان مختلف الآن".
مسح الذكرى
سعت الحكومة الصينية إلى مسح الذكرى من الذاكرة العامة في الأراضي الصينية. كما تم حذف أي ذكر لقمع تيان أنمين من الإنترنت في الصين.
والأحد، انتشر شرطيون حول ميدان تيان أنمين وأوقفوا بعض الأحيان راكبي الدراجات.
ونشرت السفارة البريطانية في بكين الصفحة الأولى من عدد 4 يونيو 1989 من صحيفة "الشعب" اليومية الصينية، ظهر فيها تقرير قصير عن الإصابات التي غمرت المستشفيات.
وكتبت السفارة على "تويتر" الأحد "في غضون عشرين دقيقة، أزال المراقبون منشورنا عن ويبو وفرضوا رقابة على الأخبار كما نشرتها الوسيلة الإعلامية الأكثر موثوقية للحزب (الشيوعي)".
هذا العام، استهدفت السلطات في بكين جسرا كان موقعا لتظاهرة نادرة العام الماضي، عندما علق محتج لافتة على جسر سيتونغ في أكتوبر/تشرين الأول يدعو فيها إلى "الحرية".
وتم تعزيز الأمن حول الجسر خلال نهاية الأسبوع، وأزيلت لافتة الطريق ولم تعمل الإرشادات في تطبيقات الخرائط.
بعد أن فرضت الصين قانون الأمن القومي في 2020، فر النشطاء الذين يدعون إلى الديمقراطية أو تم اعتقالهم.
وفي الأسابيع التي سبقت الذكرى، بدت السلطات حذرة.
وصادرت الشرطة تمثالا تذكاريا بعنوان "عمود العار"، وألغي عرض خاص لفيلم وثائقي غير مرتبط بذكرى تيان أنمين، وسحبت كتب حول القمع من المكتبات العامة.
وذكرت مستشارة المنطقة السابقة المؤيدة للديمقراطية، ديبي تشان، أن الشرطة اتصلت بها الأسبوع الماضي لسؤالها عن خططها بمناسبة 4 من بعد أن قالت عبر "فيسبوك" إنها ستقوم بتوزيع شموع مجانية.
وسبق أن اتُهم منظمو الوقفة الاحتجاجية السنوية المعروفون باسم "تحالف هونغ كونغ" وقادتهم بـ"التحريض على التخريب" بموجب قانون الأمن القومي الذي فُرض لقمع الاحتجاجات الضخمة والعنيفة المؤيدة للديموقراطية التي هزت المدينة في 2019.
وسيتم إحياء ذكرى تيان أنمين في أماكن مختلفة في العالم؛ من اليابان وسيدني، وصولا إلى لندن ونيويورك.