تفاؤل تركيا ومخاوف قسد

10 نوفمبر 2024
عنصر في "قسد" بدير الزور، 4 سبتمبر 2023 (دليل سليمان/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أبدت تركيا ارتياحها لفوز ترامب بسبب علاقته الجيدة مع أردوغان وتفهمه للمخاوف الأمنية التركية، على عكس بايدن الذي منع العمليات العسكرية التركية ضد "قسد".
- عبّر "مسد" عن مخاوفه من الإدارة الأميركية الجديدة وإمكانية سحب القوات الأميركية، مما يشكل تهديداً وجودياً للإدارة الذاتية في شمال شرق سورية.
- يعتمد وجود القوات الأميركية في سورية على الدعم الأميركي للمخطط الإسرائيلي ضد إيران، ودور "قسد" في مواجهة المليشيات الإيرانية، ومدى اهتمام الإدارة الأميركية الجديدة بالملف السوري.

أبدت تركيا ارتياحاً لفوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية الأسبوع الماضي مرده إلى العلاقة الجيدة التي تجمع ترامب بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالإضافة إلى تساهل الولايات المتحدة خلال ولاية ترامب السابقة تجاه العمليات التركية في شمال شرق سورية ضد الإدارة الذاتية وجناحها العسكري قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وتفهم ترامب للمخاوف التركية المتعلقة بالأمن القومي التركي على حدودها الجنوبية، على عكس إدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن.

وبايدن كان منع تركيا من القيام بأي عمل عسكري ضد "قسد" رغم الإعلانات التركية المتكررة بشن عملية عسكرية، استكمالاً لعملية نبع السلام في ريف محافظة الحسكة الشمالي، ورغم الذرائع العديدة التي كان بعضها يشكل من وجهة نظر أنقرة سبباً منطقياً لشن مثل هذه العملية، والتي كان آخرها الاعتداء ضد إدارة البحوث الجوية في أنقرة، التي نفذها حزب العمال الكردستاني التركي. كما عزز بايدن الوجود الأميركي في شمال سورية على عكس ترامب الذي كان على وشك سحب كل القوات الأميركية من سورية لولا اعتراض وزارة الدفاع على هذه الخطوة.

وقد عبّر الذراع السياسي للإدارة الذاتية شمال شرق سورية "مسد" عن مخاوف الإدارة الذاتية من الإدارة الأميركية الجديدة، وإعطاء الضوء الأخضر لتركيا بتنفيذ تهديداتها ضدها، والمخاوف من العودة مجدداً إلى التفكير في سحب القوات الأميركية والذي يشكل تهديداً وجودياً للإدارة الذاتية كلها.
الا أن التفاؤل التركي بتغيير خرائط السيطرة وتقليم أظافر قسد في ظل ولاية ترامب بات محكوماً الآن بالعديد من المتغيرات في المنطقة، ولعل أهمها الهجمة الإسرائيلية الشرسة على المنطقة والتي بدأت من العدوان على غزة ثم لبنان وامتد إلى سورية عبر تكثيف الغارات الجوية ضمن هدف معلن هو تقليم أظافر إيران في المنطقة وضرب كل القوى المدعومة إيرانياً في سورية والمنطقة، وهي عملية مدعومة أميركياً، مع الأخذ بعين الاعتبار أن ترامب هو الأكثر تشدداً تجاه إيران قياساً بسلفه بايدن.

ومن ثم يعتمد وجود القوات الأميركية في سورية على مدى استمرار الدعم الأميركي للمخطط الإسرائيلي ومدى الحاجة إلى وجود "قسد" أداةً يمكن أن تستخدم من قبل واشنطن في ضرب المليشيات الإيرانية في سورية، كما أنها تتعلق بالأهمية التي ستوليها الإدارة الأميركية الجديدة للملف السوري وبمدى الإرادة لتفعيل حل سياسي وكذلك بشكل الحل الذي من الممكن أن تتبناه.

المساهمون