أبدى سياسيون عراقيون تفاؤلا بنتائج مؤتمر "بغداد للتعاون والشراكة" بدورته الثانية، الذي عقد، أمس الثلاثاء في العاصمة الأردنية عمان، لدعم العراق بمختلف المجالات، وسط تأكيدات على أهمية تنفيذ المخرجات.
وأكد المشاركون في المؤتمر، على دعم العراق لمواجهة كافة التحديات، مع استمرار العمل للبناء على مخرجات الدورة الأولى لمؤتمر بغداد، والمضي في التعاون مع العراق دعما لأمنه واستقراره وسيادته ومسيرته الديمقراطية وعمليته الدستورية وجهوده لتكريس الحوار سبيلا لحل الخلافات الإقليمية.
كما أعربوا عن وقوفهم إلى جانب العراق في مواجهة تحدي الإرهاب، الذي "حقق العراق نصرا تاريخيا عليه بتضحيات كبيرة وبتعاون دولي وإقليمي"، وجددوا إدانتهم التطرف والإرهاب بكل أشكاله.
سعي جدي لتنفيذ مخرجات المؤتمر
من جهته، اعتبر رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، النائب عامر الفايز، لـ"العربي الجديد"، أن المؤتمر كان مهما جدا بالنسبة للعراق على مختلف الصعد، للحصول على الدعم الإقليمي والدولي في ظل التحديات التي يواجهها خصوصاً تلك المتعلقة بقضايا الطاقة والمياه، وكذلك الملف الأمني والتعاون الاستخباراتي ما بين تلك الدول.
وبحسب الفايز، فإن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أكد خلال اجتماعاته مع قادة الدول في الأردن، سعيه إلى تفعيل كافة الاتفاقيات مع تلك الدول وعدم جعل المؤتمر إعلاميا دون أي تطبيق لما تم الاتفاق عليه.
وأكد وجود سعي حقيقي لحكومة السوداني لتفعيل الاتفاقيات التي تخص الطاقة وكذلك حل الخلافات المائية مع إيران وتركيا، وغيرها من الملفات التي تعتبر تحديا كبيرا أمام الحكومة العراقية، والتي لم تنفذ منذ سنين طويلة.
وأضاف النائب نفسه، وهو قيادي في تحالف "الإطار التنسيقي"، أنه "خلال الساعات المقبلة، سيكون هناك اجتماع للإطار بمشاركة السوداني لتقديم شرح موسع ومفصل بشأن اجتماعاته التي أجراها في الأردن"، مشيرًا إلى أن الإطار سيكون داعمًا لأي اتفاق عقده السوداني مع قادة الدول المشاركة في المؤتمر.
ومضى قائلاً: "ستنفذ كل مخرجات المؤتمر ليس بدورته الثانية فقط، بل حتى الأولى.. هناك الكثير من الاتفاقيات المختلفة لم تنفذها الحكومة السابقة وكانت هي عبارة عن حبر على ورق".
بدوره، قال زعيم "تيار الحكمة" عمار الحكيم، إن المؤتمر خطوة مهمة يجب تنفيذ مخرجاته، وأضاف في بيان: "نشد على يد الحكومة العراقية ونثمن جهودها في إدامة زخم علاقات التعاون والشراكة الإقليمية والدولية على أساس المصالح المشتركة بين العراق ودول الجوار والدول الصديقة".
وحث القوى السياسية ووسائل الإعلام والفعاليات الاجتماعية والشعبية على دعم الحكومة في هذا الإطار، داعيا لـ"متابعة تنفيذ مقررات قمة بغداد الثانية بما يعزز دعم العراق في مساره السياسي والأمني والتنموي والتجاري، ويعود بالمنفعة على العراق وشعبه وعلى جميع شعوب المنطقة والعالم".
من جانبه، أعرب الخبير السياسي العراقي، ماهر جودة، خلال حديث لـ"العربي الجديد"، عن تفاؤله بنتائج المؤتمر، مشددا على ضرورة تنفيذها.
وقال إن "هناك جدية دولية وإقليمية في دعم العراق بمختلف المجالات، وإن قمة بغداد الأولى والثانية أكدت ذلك، لكن هناك عدم جدية من قبل الحكومات العراقية السابقة في متابعة تنفيذ وتطبيق المخرجات والاتفاقيات"، مبينا أن "التدخل السياسي والضغط السياسي والأجندات السياسية دائما ما تفشل إدامة العلاقات الخارجية للعراق".
وتابع "نعتقد أن رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني، سيعمل بعيداً عن أي توجه سياسي في علاقاته الخارجية، وهذا الأمر ربما يسبب غضبا من بعض الأطراف السياسية العراقية التي لا تريد بعض العلاقات مع بعض الدول، وخصوصاً العربية والخليجية".
وأضاف أن السوداني أمام تحد كبير أمام المجتمع الدولي والإقليمي، لبيان تنفيذ ما اتفق عليه من خلال المؤتمرات والقمم، مشيرًا إلى أن السوداني سيخسر أي دعم دولي وإقليمي حقيقي في حال كرر ما كرره رؤساء الوزراء السابقون، بجعل مخرجات واتفاقيات المؤتمرات مجرد حبر على ورق.
وجاء عقد المؤتمر بنسخته الثانية في الأردن بناء على قرار صدر عن المؤتمر الأول الذي عُقد في شهر أغسطس/آب 2021 في بغداد، الذي جمع قادة وممثلين عن أكثر من 10 دول عربية وإقليمية وغربية، في فعالية دولية هي الأولى من نوعها التي تشهدها بغداد منذ العام 1990.