تفاصيل مراسم توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل: لا لقاء ولا احتفالات

27 أكتوبر 2022
التقى هوكشتاين الرئيس اللبناني ميشال عون صباح اليوم في بيروت (حسين بيضون/العربي الجديد)
+ الخط -

التقى الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين، صباح اليوم الخميس، مسؤولين لبنانيين قُبيل الانتقال إلى الناقورة، مقرّ قوّة الأمم المتحدة المؤقتة، لاتخاذ الخطوات النهائية لدخول اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل حيّز التنفيذ، فيما حلقت طائرات إسرائيلية بشكل مكثف على علو منخفض فوق عدد من المناطق اللبنانية في بيروت والجنوب. 

وسلم هوكشتاين الرئيس اللبناني ميشال عون النسخة الأخيرة لصيغة ترسيم الحدود التي أعدّها، نتيجة المفاوضات غير المباشرة التي أجراها بين الجانب اللبناني من جهة والجانب الإسرائيلي من جهة ثانية، وفق إشارة مصدر مسؤول في قصر بعبدا لـ"العربي الجديد".

وأعلن نائب رئيس البرلمان إلياس بو صعب، من قصر بعبدا الجمهوري بعد انتهاء الاجتماع مع هوكشتاين، أن "الرسالة التي سلمها الوسيط الأميركي لعون هي نفسها التي نشرت سابقاً عبر الإعلام، لا جديد فيها، ولا اتفاقيات مخفية بها، لكنها أصبحت رسمية وتم التوقيع عليها من قبل هوكشتاين وسلمها إلى رئيس الجمهورية اليوم".

وأضاف بو صعب: "في المقابل، وقع عون رسالة، كان نصّها موجودا وموزَّعا على الإعلام ضمن الاتفاقية، تقول إن لبنان استلم الرسالة الأميركية ووافق على مضمونها، وهذه لن تسلَّم لهوكشتاين، لأن رئيس الجمهورية كلَّف وفداً بعد التأكد من الإجراءات التي اتُّخذت في الناقورة، للذهاب باسمه على أن يسلّمها للوسيط الأميركي هناك".

وأشار بو صعب إلى أن "هناك أيضاً رسالة وقّعت من قبل الخارجية اللبنانية وستوجَّه إلى الأمم المتحدة، وتقول، نودعكم ربطاً نسختين عن الرسائل التي استلمناها من الوفد الأميركي وسلمناه إياها".

من جهته، قال الوسيط الأميركي "إنه ليوم تاريخي أن نتوصَّل في ظل هذه الظروف إلى اتفاق من شأنه أن يعيد الأمل ويوفّر فرصاً اقتصادية والاستقرار على جانبي الحدود".

ورأى هوكشتاين أن "المهم ليس الإنجاز بقدر ما سيحصل في المستقبل، وآمل أن يشكل الاتفاق نقطة تحوّل في الاقتصاد اللبناني سيشعر به المواطن اللبناني قريباً، ويجب العمل بكل انفتاح وشفافية على هذا الصعيد".

وأكد الوسيط الأميركي أن "الاتفاق يسمح ببدء العمل في حقل قانا، وأن حق الشعب اللبناني مضمون في بنود الاتفاق"، مشدداً على أنه "لا شيء في الاتفاق سيعيق العمل من الجانب اللبناني وسيسمح ببدء الأعمال من قبل شركة توتال للتطوير والاستكشاف، ولا شيء سيأخذ عائدات النفط والغاز من اللبنانيين".

هوكشتاين

وبحسب هوكشتاين، فإن "أهم ما في اتفاق الترسيم هو أنه يخدم الفريقين، اللذين سيربحان بتطبيقه والمضي قدماً به، ولا مصلحة للطرفين في خرق بنوده، علماً أنه إذا خرق أحدهما الاتفاق فهذا لن يكون لمصلحتهما، إذ سيخسر الطرفان معاً، ومن هنا لا خشية لدي على أي خرق".

عون يلتقي وفد لبنان إلى الناقورة

وبعد غموض كبير حول هوية أعضاء الوفد اللبناني الذي سينتقل إلى الناقورة في ظل تباينات داخلية شابت عملية الاختيار، أعلنت الرئاسة اللبنانية أن الوفد المكلف رئاسياً يضم مدير عام رئاسة الجمهورية أنطوان شقير، ومفوض الحكومة لدى القوات الدولية العميد الركن منير شحادة، وعضو هيئة إدارة النفط وسام شباط، ورئيس مركز الاستشارات القانونية أحمد العرفة.

وترأس عون اجتماعاً بالوفد اللبناني، حيث أعطاه التوجيهات اللازمة والرسالة الموقعة للذهاب بها إلى الناقورة.

كما أعلن قصر بعبدا أن المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسك، ستكون موجودة في الناقورة كذلك لتتسلم أيضاً رسالة موقعة من وزير الخارجية اللبناني في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب، والإحداثيات المتعلقة بترسيم الحدود البحرية، علماً أن مصادر قصر بعبدا أكدت لـ"العربي الجديد" أن المهمة تقتصر على التسليم والعودة وبتوقيت مختلف عن الجانب الإسرائيلي، إذ لن تكون هناك لقاءات أو مفاوضات أو احتفالات.

في سياق متصل، استقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الوسيط الأميركي بحضور وفدين؛ لبناني أميركي. وأمل ميقاتي أن "يكون ما تحقق خطوة أساسية على طريق الاستفادة من ثروات لبنان من الغاز والنفط، بما يساهم في حل الأزمات المالية والاقتصادية التي يمر بها لبنان، ويساعد الدولة اللبنانية على النهوض من جديد".

هوكشتاين في بيروت

ووصل هوكشتاين إلى بيروت أمس ليضع اللمسات الأخيرة على الاتفاقية لوضع حدود بحرية دائمة بين لبنان وإسرائيل، وفق تعبير السفارة الأميركية في بيروت.

وأشارت السفارة الأميركية، في بيان أمس الأربعاء، إلى أن "هوكشتاين سوف يجتمع في بيروت بالرئيس ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، للتعبير عن امتنانه لكل منهم على روح التشاور والانفتاح التي ظهرت خلال المفاوضات، والتي جرى وضع أسسها في اتفاق الإطار سنة 2020 بقيادة بري".

وأضافت: "بعد ذلك، سوف يزور هوكشتاين الناقورة لاتخاذ الخطوات النهائية لدخول اتفاق إسرائيل ولبنان حيز التنفيذ. ومن ثم سيقدم الطرفان إحداثيات بحرية إلى الأمم المتحدة بحضور الولايات المتحدة".

ولفتت سفارة الولايات المتحدة، في بيانها، إلى أن "هوكشتاين سيتوجه بعد ذلك إلى إسرائيل، حيث سيلتقي برئيس الوزراء يئير لبيد ويشكره وفريقه على دبلوماسيتهم المثابرة والمبنية على المبادئ من أجل التوصل إلى حل بشأن هذا الملف الحساس".