تفاهمات عراقية تركية على هامش مؤتمر بغداد حول مسلحي "الكردستاني" والمياه ومشاريع التنمية
قال مسؤول عراقي رفيع في بغداد، اليوم الأحد، إن بلاده توصّلت إلى تفاهمات وصفها بـ"الجيدة"، مع تركيا، تتعلق بملف وجود حزب العمال الكردستاني على الأراضي العراقية وملف المياه وفتح منفذ حدودي بري جديد بين البلدين.
وبيّن المسؤول العراقي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن تركيا جددت طلبها من العراق على هامش مؤتمر بغداد الإقليمي الذي عقد يوم أمس السبت، معالجة الوجود المسلح لعناصر حزب العمال في أراضيها والذي يتخذها منطلقاً لتنفيذ اعتداءات على الأراضي التركية.
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو قد رفض في كلمته خلال المؤتمر وجود مسلحي الحزب على الأراضي العراقية، باعتباره منظمة إرهابية تهدّد الأمن الإقليمي.
وبحسب المسؤول العراقي، فإن "الاجتماع الذي جرى بين وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، ونظيره التركي، أمس السبت، ركّز على بحث ملف العمال الكردستاني"، مشيراً إلى أن الجانبين اتفقا على أن وجود عناصر الحزب يشكّل مصدر تهديد لسيادة العراق ولمصالح وأمن تركيا، وهو "ما يتطلًب موقفاً موحّداً إزاءه".
وأكد المصدر في حديثه مع "العربي الجديد" أن "أوغلو جدّد مطالبته العراق بالعمل على طرد مسلحي (الكردستاني) من أراضيه، وكذلك منع أن تكون الأراضي العراقية مصدر تهديد لدول الجوار"، مشيراً إلى أن الجانبين اتفقا على استمرار بحث الملف للتوصل إلى تفاهمات بشأنه مع وجود تفهم عراقي كامل للموقف التركي.
كذلك كشف عن تحقيق تفاهمات إيجابية فيما يتعلّق بملف المياه والتجارة بين البلدين، خاصة في ما يتعلق بمشروع افتتاح منفذ بري جديد بين البلدين، وكذلك مشاريع إعمار تنفذها تركيا بالعراق.
من جهته، أكد النائب في البرلمان العراقي عن الحزب الديموقراطي الكردستاني نهرو الراوندوزي لـ"العربي الجديد" "أهمية أن تعتمد بغداد الخيارات السياسية لبحث ملف حزب العمال الكردستاني، الذي يشكّل وجوده خطراً على الإقليم وعلى العراق بشكل عام"، معرباً عن أمله في أن "تلجأ حكومة بغداد إلى تشكيل لجان مختصة لمتابعة الملف والتوصل إلى حلول بشأنه، لا سيما أن وجود عناصر الحزب في الأراضي العراقية غير مقبول، ويعدّ مساساً بأمن الدولة".
وتسبب وجود مسلحي الحزب في بلدة "سنجار" التابعة لمحافظة نينوى بمنع تنفيذ "اتفاق سنجار" الذي عقد قبل أقل من عام بين حكومتي بغداد وأربيل، وينص على تطبيع الأوضاع في البلدة وإعادة النازحين لها.
وتخوض القوات التركية عمليات عسكرية واسعة منذ عدّة شهور شمالي العراق تستهدف مسلحي حزب العمال، وقد تسببت تلك العمليات بقتل وجرح العشرات من عناصر الحزب.
ويحظى "العمال الكردستاني" بدعم من قبل الفصائل العراقية المسلحة التي تعمل تحت غطاء "الحشد الشعبي"، والجهات السياسية المرتبطة بها، والتي تقيّد أي قرار حكومي يؤثر على وجود الحزب في الأراضي العراقية.