تقارب أستراليا مع جزر المحيط الهادئ يزعج الصين

26 اغسطس 2024
ولي عهد تونغا وغوتيريس وقادة خلال منتدى جزر المحيط الهادئ، 26 أغسطس 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أبدت بكين انزعاجها من اعتزام أستراليا إبرام اتفاقية شرطية مع دول جزر المحيط الهادئ لاحتواء الوجود الأمني للصين، مما يعكس تدخل كانبيرا في صنع القرار الأمني للدول الإقليمية.
- تهدف المبادرة الأسترالية إلى إنشاء هيئة شرطية في المحيط الهادئ لمكافحة الجرائم خارج الحدود الوطنية، مع تحويل مركز حجر صحي سابق إلى منشأة تدريب إقليمية.
- انتقدت صحيفة غلوبال تايمز الصينية الاتفاقية، معتبرة أنها تخدم استراتيجية الولايات المتحدة أكثر من مصالح أستراليا أو جزر المحيط الهادئ، وتنتهك سيادة هذه الدول في اختيار شركاء التعاون.

أبدت بكين انزعاجها من اعتزام أستراليا إبرام اتفاقية شرطية مع دول جزر المحيط الهادئ أثناء الاجتماع الثالث والخمسين لزعماء منتدى جزر المحيط الهادئ الذي تستضيفه تونغا اليوم الاثنين ويستمر حتى نهاية الشهر الجاري. وقالت وسائل إعلام رسمية صينية، الأحد، إن المسؤولين الأستراليين أعربوا عن ثقتهم في إبرام اتفاقية شرطة طموحة على مستوى المحيط الهادئ، على أمل أن تساعد في احتواء الوجود الأمني للصين في المنطقة. ولفتت إلى أن الاتفاقية تعكس محاولة كانبيرا التدخل في عملية صنع القرار الأمني في الدول الإقليمية، وشددت على أن مثل هذه المناورات تعطي الأولوية للمخطط الاستراتيجي الأميركي بينما تجلب فوائد محدودة، إن وجدت، لاحتياجات أستراليا أو دول جزر المحيط الهادئ.

وكانت صحيفة سيدني مورنينغ هيرالد، قد ذكرت في تقرير نُشر الأحد، أن المبادرة من شأنها أن تخلق هيئة في المحيط الهادئ تشبه اليوروبول لمكافحة الجرائم خارج الحدود الوطنية، وأنه من المتوقع تحويل مركز حجر صحي سابق لكوفيد-19، في بينكينبا بالقرب من مطار بريسبان، إلى منشأة تدريب إقليمية عندما يتم تسليمه إلى الشرطة الفيدرالية الأسترالية. ونقلت عن مسؤولين أستراليين لم تسمهم، قولهم إن المبادرة ستحظى بدعم واسع النطاق، على الرغم من احتمال اتخاذ بعض قادة المحيط الهادئ مواقف سلبية بسبب علاقاتهم الوثيقة بالصين. وحسب التقرير الأسترالي، فإن الاتفاقية، إذا تم تنفيذها، ستمنح أستراليا حق النقض الفعلي على أي اتفاقية أمنية محتملة بين الصين وجزر المحيط الهادئ.

من جهتها، قالت صحيفة غلوبال تايمز الحكومية، "يبدو أن كانبيرا وضعت في اعتبارها المنافسة الجيوسياسية بدلاً من التعاون عندما صاغت هذه الاتفاقية، حيث إن هذا النوع من التعاون لا يفيد جزر المحيط الهادئ ولا مصالح أستراليا كثيراً بل يخدم في المقام الأول استراتيجية الولايات المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ". ونقلت الصحيفة الصينية عن المدير التنفيذي لمركز دراسات آسيا والمحيط الهادئ بجامعة شرق الصين، تشين هونغ، قوله: إنه عندما تتعاون الصين مع جزر المحيط الهادئ، تحدثت أستراليا عن "قوى خارجية"، ولكن حين تكون هذه القوى الولايات المتحدة أو حلفاء آخرين، فإن كانبيرا ستفتح الباب على نطاق أوسع للترحيب بوجودهم في جنوب المحيط الهادئ.

وأضاف بأن مثل هذه الاتفاقية الشرطية لا تنتهك المبادئ العامة في العلاقات الدولية فحسب، بل تنتهك أيضاً سيادة جزر المحيط الهادئ في اختيار شركاء التعاون بشكل مستقل. واستشهد تشين بالتعاون الشرطي بين الصين وجزر سليمان، والذي لا يحمي سلامة وممتلكات المجتمع الصيني المحلي فحسب، بل يضمن أيضاً النظام الاجتماعي والتنمية الاقتصادية في جزر سليمان.

يشار إلى أن جزر المحيط الهادئ تعتبر خط المواجهة في الصراع بين الولايات المتحدة والصين، ولطالما شهدت تجاذبات بين قوى إقليمية ودولية. ففي شهر يوليو/ تموز الماضي، استضافت طوكيو أعمال قمة زعماء جزر المحيط الهادئ التي دعت إليها اليابان لتعميق علاقاتها مع دول المنطقة. واعتبرت بكين في حينه أن القمة تكشف عن أجندة خفية لاستغلال دول جزر المحيط الهادئ ومحاولة لفرض النوايا الاستراتيجية للولايات المتحدة واليابان على هذه الدول، والعمل على جرها إلى الاستراتيجية الأميركية في منطقة المحيطين. أيضاً قالت وسائل إعلام حكومية صينية، إن الولايات المتحدة واليابان وحلفاءهما يريدون فقط تحويل منطقة جنوب المحيط الهادئ إلى قاعدة عسكرية واستغلال دول جزر المحيط بل وحتى تسليحها باعتبارها طليعة استراتيجية واشنطن في المنطقة. وأشارت إلى أنه من غير المرجح أن تنجح هذه الجهود، لأن دول جزر المحيط الهادئ تعلمت منذ قرون من التعاملات مع الولايات المتحدة واليابان وحلفائهما أن هذه البلدان لا يمكن الاعتماد عليها.

المساهمون