عزا "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي عدم رد إسرائيل على إطلاق حزب الله مسيّراته صوب حقل كاريش في البحر المتوسط، إلى حقيقة أنها تتجنب مواجهة معه.
وفي تقدير أعدّه الجنرال المتقاعد أودي ديكل ونشره، مساء أمس الثلاثاء، لفت المركز إلى أنّ نجاح "حزب الله" الكبير تمثل في إجبار إسرائيل على إخراج لبنان من ساحة العمليات التي تنفذها في إطار استراتيجية "المعركة بين الحروب"، والتي تشنها ضد التمركز العسكري لإيران ووكلائها في سورية، وفي تقليص حرية عمل سلاح الجو الإسرائيلي في أجواء لبنان.
وأوصى المركز دوائر صنع القرار في تل أبيب باستغلال الرد على استفزازات "حزب الله"، عبر مهاجمة منظومات الدفاع الجوي التي حصل عليها من إيران، "وذلك للتلميح للتنظيم وراعيته إيران، وإيصال رسالة لهما بأنّ إسرائيل لا تخشى المواجهة، ولن تستمر في ضبط النفس حيال توسيع حدود المعركة وشدتها التي تشنّ ضدها".
ولفت إلى أنّ هدف "حزب الله" من إطلاق المسيّرات تهديد إسرائيل، عبر إظهار قدرته على اختراق "منطقة منصة الغاز، وحتى التهديد بمهاجمتها مستقبلاً"، لا سيما وأنه حرص على عرض الصور الجوية كمواد دعائية للتنظيم، ولإثبات عدم خوفه من إسرائيل، وأنه مستعد لمواجهتها وإحراجها، بإظهار قدرته على مهاجمة منصات الغاز الإسرائيلية في البحر المتوسط.
ورجح التقدير أنّ "حزب الله" انطلق من افتراض مفاده بأنّ احتمال أن ترد إسرائيل على إطلاق المسيّرات "ضئيل"، بسبب ضعف نظامها السياسي، "وتفضيله ضبط النفس واحتواء الأحداث التي قد تقود للتصعيد، خصوصاً قبل زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن المرتقبة إلى إسرائيل والسعودية".
ولم يستبعد أن تكون إيران شاركت من وراء الكواليس، باتخاذ قرار إرسال المسيّرات، لافتاً إلى أنّ طهران وسّعت في السنوات الأخيرة بشكل كبير من صناعة وإنتاج المسيّرات بمختلف أنواعها، بما فيها تلك ذات القدرات الهجومية والتي يصل مداها إلى مئات الكيلومترات.
وزعم أنّ إيران زودت "حزب الله" بمنظومات دفاع جوي متنقلة يمكن حملها على متن شاحنة، "تشمل رادارات كشف وتعقب صغيرة الحجم، وذلك في محاولة لتقليص مجال عمل سلاح الجو الإسرائيلي في أجواء لبنان"، مشيراً إلى أن الحزب استخدم هذه المنظومات في التصدي لطائرات إسرائيلية في الأجواء اللبنانية عبر إطلاق صواريخ أرض - جو عليها.
وأبرز التقدير حقيقة أن قائد سلاح الجو الإسرائيلي السابق عميكام نوركين أكد ما ذكره الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، بأن استخدام الحزب منظومات الدفاع الجوي قلّص من هامش المناورة المتاح للطيران الإسرائيلي في الأجواء اللبنانية.