تكتيك جديد لقوات النظام السوري للحد من هجمات "داعش" في البادية... ومليشيات "القاطرجي" تواصل استجرار النفط
رافقت مروحيات تابعة للنظام السوري، اليوم الجمعة، قافلة صهاريج محملة بالنفط تابعة لما يُعرف بمليشيات "القاطرجي"، قادمة من مناطق سيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) شمال شرقي البلاد إلى المناطق الخاضعة لسيطرة النظام في محافظة دير الزور، في خطوة وقائية بعد تكثيف تنظيم "داعش" هجماته في الآونة الأخيرة ضمن البادية السورية.
وتركزت هجمات عناصر التنظيم على قوافل المحروقات التابعة لقوات النظام ومليشياته المتعددة، من خلال نصب كمائن وتنفيذ هجمات خاطفة على طرق الإمداد. ونالت مليشيات "القاطرجي" الرديفة لقوات النظام ويقودها عضو مجلس الشعب حسام قاطرجي، نصيباً وافراً من تلك الهجمات.
وقال مصدر عسكري من المعارضة السورية، لـ"العربي الجديد"، اليوم الجمعة، إنّ "اللواء نزار أحمد الخضر قائد الفرقة السابعة عشرة (مشاة) في جيش النظام ورئيس اللجنة الأمنية والعسكرية في محافظة دير الزور أجرى، اليوم الجمعة، جولة تفقدية على طريق دير الزور – تدمر، وأمر بنشر قوات من الفرقة قوامها 400 عنصر على كامل الطريق، مدعومةً بصواريخ حرارية مضادة للدروع والأفراد، وعربات مزودة بمدافع رشاشة متوسطة وثقيلة، بهدف حماية الطريق الاستراتيجي من هجمات خلايا تنظيم داعش".
وأشار المصدر، إلى أن "عمليات الرصد لديهم أوضحت بأن جولة الخضر تزامنت مع سير قافلة مؤلفة من 40 شاحنة وحافلة محملة بالمواد النفطية تابعة لمليشيات القاطرجي انطلقت من المناطق التي تُسيطر عليها قوات سورية الديمقراطية (قسد) بريف الحسكة، إلى مناطق سيطرت النظام السوري في محافظة حماة مروراً بدير الزور، تناوب على مرافقتها مروحيتان أقلعتا من مطاري الشعيرات بريف حمص"، معرباً عن اعتقاده بأنّ ذلك "يأتي كتكتيك عسكري جديد سيتم العمل به، بهدف حماية القوافل ورصد حركة الطريق ومنع أي هجمة من عناصر تنظيم داعش".
وبحسب المصدر ذاته، فإنّ قوات النظام السوري دفعت بتعزيزات ضخمة خلال الأسابيع الأخيرة، قوامها أكثر من 500 عنصر بعتادهم الكامل ومعهم دبابات ومدرعات وأسلحة متوسطة، وجميعهم يتبعون لـ"الفيلق الخامس"، و"الفرقة 25 مهام خاصة"، المدعومتين من روسيا، بالإضافة لقوات من "الحرس الجمهوري" في قوات النظام، بعد سحبهم من جبهات متفرقة في إدلب، وتحديداً من معرة النعمان وسراقب وخان السبل جنوبي إدلب، وزُج بهم إلى البادية عبر طريق طريق إثريا – خناصر، بين ريفي حماة وحلب.
وتزايدت حدّة هجمات تنظيم "داعش" وخلاياه في البادية، في الآونة الأخيرة، ما أوقع العشرات من القتلى للنظام والمليشيات المدعومة من إيران وروسيا، جراء العديد من الهجمات المتفرقة والخاطفة، كما كثفت روسيا من طلعاتها الجوية في البادية لملاحقة عناصر التنظيم، لكن لم تنجح في الحد من قدراتها إلى الآن.
وكان "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، قد وثق، في 4 يناير/ كانون الثاني الماضي، مقتل 15 شخصاً من بينهم 12 عنصراً يتبعون لقوات النظام السوري، في هجوم نفذه عناصر "داعش" استهدف قافلة صهاريج محروقات وحافلات ركاب للنظام السوري على الطريق الرابط بين مدينة الرقة والعاصمة دمشق.
وادّعت وكالة "سانا"، التابعة للنظام، بأنّ الهجوم أسفر عن مقتل تسعة مدنيين وإصابة آخرين بجروح، في هجوم لـ"داعش" استهدف صهاريج لنقل المحروقات وعدداً من الحافلات السياحية على طريق إثريا – سلمية ضمن البادية السورية شرقي محافظة حماة"، قبل أن تنشر صوراً لتشييع عسكريين من مستشفى حمص قضوا خلال الضربة، ما يشير إلى استخدام النظام والمليشيات الحليفة لها، حافلات المدنيين للتنقل بين المحافظات. وأشارت مصادر "العربي الجديد" حينها إلى أن قافلة المحروقات تعود ملكيتها لمليشيات "القاطرجي".
وفي 31 ديسمبر/ كانون الأول العام الماضي، قُتل 30 عنصراً من قوات "الفرقة الرابعة" التي يقودها ماهر الأسد شقيق رئيس النظام السوري، بشار الأسد، جراء تعرض حافلة تقلهم لهجوم مسلح من تنظيم "داعش" في منطقة كباجب، على طريق تدمر – دير الزور ضمن البادية السورية.
وفي خريف العام الماضي، أقدمت مجموعة من "داعش" على نحر خمسة من عناصر مليشيات "القاطرجي"، كانوا يقودون صهاريج محملة بالنفط قادمة من مناطق سيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) شمال شرقي البلاد باتجاه مناطق سيطرة النظام.
وطفت مليشيات "القاطرجي" على سطح الأحداث في سورية منتصف 2013، ويُوصف أفرادها بـ"حيتان الحرب"، ويعتمد عليها النظام بتوريد القمح والمحروقات والقطن والبضائع الأخرى إلى مناطق سيطرته.
وفرضت واشنطن ضمن الحزمة الخامسة من قانون "قيصر"، التي صدرت في نوفمبر/ تشرين الثاني العام الماضي، عقوبات على 19 فرداً وكياناً داعماً للنظام السوري، ضمنهم حسام بن أحمد رشدي القاطرجي زعيم المليشيات، وهو الابن الثاني في العائلة وعضو في مجلس الشعب (البرلمان)، وسبق ذلك عقوبات لوزارة الخزانة الأميركية شلمت محمد القاطرجي شقيق حسام في العام 2018.
وأشارت الوزارة حينها إلى أن للأخير "روابط قوية مع النظام السوري، ويُسهل تجارة الوقود بين النظام وتنظيم داعش، بما في ذلك توفير المنتجات النفطية للأراضي الخاضعة لسيطرة داعش".