قالت مصادر مصرية خاصة، لـ"العربي الجديد"، إنه جرى تمديد مهمة بقاء الوفد الأمني المصري في تل أبيب حتى مساء اليوم، الجمعة، في محاولة للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في الأراضي الفلسطينية، في ظل تعثر الوساطة المصرية حتى صباح اليوم.
وبحسب المصادر، فإن سلطات الاحتلال الإسرائيلي رفضت المقترح المصري بشأن وقف إطلاق النار بشكل تدريجي، في وقت اشترطت فيه حكومة الاحتلال تنفيذ عدة طلعات جوية هجومية على قطاع غزة، دون أن يعقبها رد من فصائل المقاومة، على أن يتم في أعقاب ذلك إعلان وقف إطلاق النار، وهو ما رفضته فصائل المقاومة الفلسطينية.
وشددت فصائل المقاومة على أنها لن تقبل "باتفاق هزيمة"، مشددة في الوقت ذاته على أن الأمر يعتمد على النفس الطويل وهو ما تملكه المقاومة في هذه الجولة، بحسب تعبير المصادر.
وكشفت المصادر أن الإدارة المصرية نقلت رسالة للحكومة الاسرائيلية عبر وفدها الموجود في تل أبيب بأن عدداً من الدول العربية لن يكون بمقدورها الاستمرار في دور الوساطة فقط وتشجيع الجانب الفلسطيني على التهدئة، مؤكدة أنه ستكون هناك إجراءات داعمة إذا ما أعلنت إسرائيل، بشكل نهائي، فشل وساطة وقف إطلاق النار.
وأوضحت المصادر أن هناك حالة من القلق بسبب حالة الغضب في الشارع العربي بشكل عام، كاشفة أن تقرير حالة الشارع الذي رفعته أجهزة سيادية، حذر من مغبة استمرار الأوضاع في غزة والأراضي المحتلة بهذه الوتيرة في ظل تنامي التعاطف مع حركات المقاومة مجددًا، وعلى رأسها حماس، وهو الأمر الذي يزعج "أصدقاء لإسرائيل" أيضاً، على حد تعبير المصادر.
وأوضحت المصادر أن الوفد المصري أبلغ الجانب الإسرائيلي بأنه فور انتهاء الأيام الثلاثة المقررة لغلق معبر رفح غدًا، السبت، ستعلن القاهرة عن استعدادها لإدخال كافة المساعدات العربية لأهالي قطاع غزة عبر المعبر، وكذا استعدادها لنقل المصابين للمشافي المصرية أو خارج مصر، في إشارة لدول داعمة للحراك الفلسطيني.
ورجحت المصادر التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار قبل فجر السبت، في ظل تصاعد التوترات في الداخل الإسرائيلي، والخوف من جانب حكومة بنيامين نتنياهو من اندلاع انتفاضة جديدة.
وقالت المصادر إن رئيس المخابرات العامة المصرية عباس كامل هو الذي تحدث بشكل شخصي إلى ثلاثة من قادة الفصائل الفلسطينية، أمس الخميس، في محاولة لإقناعهم بتصور محدد لوقف إطلاق النار، والذي كان محل رفض من حركة "الجهاد" قبل القبول به بعد الضغط المصري.
وأعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مساء الخميس، عن تلقي رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية "اتصالين هاتفيين من الأشقاء في مصر والمبعوث الأممي للشرق الأوسط".
وقالت حركة "حماس" إن هنية تلقى اتصالاً هاتفياً "من الأشقاء في مصر" تتعلق بآخر التطورات السياسية والميدانية في غزة والقدس وبقية الأراضي الفلسطينية.
كما تلقى هنية، مساء الخميس، اتصالاً هاتفياً من مبعوث الأمم المتحدة في الشرق الأوسط السيد تور وينسلاند، حول التطورات السياسية والميدانية في غزة والقدس وبقية الأراضي الفلسطينية.