ندّد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، اليوم الاثنين، بما سماه "لقاءات التطبيع العربي الإسرائيلي".
وقال اشتيه، خلال افتتاح الجلسة الأسبوعية للحكومة الفلسطينية في مدينة رام الله، إن "لقاءات التطبيع العربي من دون إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ما هي إلا وهم وسراب، ومكافأة مجانية لإسرائيل".
وجاء تصريح اشتية تزامناً مع انطلاق قمة سداسية تضم وزراء خارجية مصر والإمارات والبحرين والمغرب بجانب وزيري الخارجية الإسرائيلي، يئير لبيد، والأميركي، أنتوني بلينكن، في النقب.
كما حذّر رئيس الوزراء الفلسطيني، الاحتلال الإسرائيلي، من "الاستمرار في الاعتداء على أراضي الفلسطينيين ومقدساتهم، والسماح للمستوطنين بالدخول إلى المسجد الأقصى في مدينة القدس".
وقال إن "هذا الأمر لم يعد يحتمل، وأهلنا في القدس سيبقون كما دائماً بالمرصاد لكل هذه المحاولات التي ستؤدي حتما إلى تصعيد غير مسبوق، خاصة أننا على بعد أيام من (ذكرى) يوم الأرض (30 مارس/آذار) ومن شهر رمضان المبارك".
والسبت، ذكرت قناة "كان" العبرية الرسمية أن "تل أبيب قررت السماح للمستوطنين اليهود بمواصلة اقتحام المسجد الأقصى (خلال شهر رمضان) بالوتيرة نفسها كما هو الوضع حالياً".
وبدأت الشرطة الإسرائيلية السماح بالاقتحامات في 2003، رغم رفض دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس.
وفي شأن آخر، رحب اشتية بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، الذي وصل إلى رام الله للقاء الرئيس محمود عباس، وقال: "باسم الرئيس والحكومة نرحب بزيارة الملك عبد الله الثاني بشخصه وبما يمثل وبتوقيت زيارته الهام لمتابعة الحراك الجاري في المنطقة والعالم".
العاهل الأردني يلتقي عباس في رام الله
إلى ذلك، التقى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، اليوم الاثنين، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في مقر الرئاسة الفلسطينية في مدينة رام الله.
وبحسب وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا)، فإن عباس استقبل، في مقر الرئاسة الفلسطينية بمدينة رام الله، الملك عبد الله الثاني وولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني.
وبحث اللقاء الحفاظ على الهدوء الشامل في الأراضي الفلسطينية، وتعزيز الاستقرار، خصوصاً خلال شهر رمضان، واحترام حق المسلمين في ممارسة شعائرهم الدينية في الحرم القدسي الشريف، من دون أي استفزازات أو تدخل.
وركزت المباحثات، وفق بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني، على أهمية العمل مع جميع الأطراف لتفادي أي تصعيد من شأنه إضعاف فرص إحلال السلام والتأثير سلباً على جهود تحقيقه.
كما جرى بحث المشاريع الإقليمية المشتركة وكيفية مشاركة الفلسطينيين فيها، لا سيما تلك المتعلقة بتعزيز الأمن الغذائي والتخفيف من آثار الأزمة الأوكرانية على المنطقة، بحسب البيان الملكي.
وبحسب البيان، قال العاهل الأردني إن بلاده ستبقى على الدوام مع الأشقاء الفلسطينيين ويقف إلى جانبهم أمام التحديات داعماً حقوقهم، قائلاً "نحن والفلسطينيون الأقرب إلى بعض وفي الخندق ذاته".
حديث جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس في مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله اليوم #الأردن #فلسطين pic.twitter.com/ILdIUvBdve
— RHC (@RHCJO) March 28, 2022
ولفت ملك الأردن إلى أن المنطقة لا يمكنها أن تنعم بالأمن والاستقرار من دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، ذات السيادة والقابلة للحياة، على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وشدد على ضرورة وقف كل الإجراءات الإسرائيلية الأحادية، خاصة في القدس والحرم القدسي الشريف، التي تعيق فرص تحقيق السلام الشامل والدائم.
بدوره، أكد عباس أهمية زيارة الملك للتشاور في إطار إدامة التواصل بين الجانبين، مضيفاً "نحن والأردن شعب واحد، والمصلحة والهموم واحدة والآلام والآمال واحدة، لذلك نرحب بالتواصل واللقاء مع جلالتكم بشكل دائم" .
الملتقى الوطني الأردني يدين لقاءات التطبيع
وأدان الملتقى الوطني الأردني لدعم المقاومة وحماية الوطن مشاركة عدد من وزراء الخارجية العرب في قمة التطبيع بالنقب. وقال الملتقى الذي يضم عدداً من الأحزاب السياسية والشخصيات الوطنية ومؤسسات المجتمع المدني، في بيان اليوم الاثنين، إن مشاركة كل من وزراء خارجية مصر والإمارات والبحرين والمغرب في هذا اللقاء المشبوه تمثل استمراراً لحالة هرولة النظام الرسميّ العربيّ للتطبيع مع الاحتلال، وصولاً إلى التحالف معه واعتبار دولة الاحتلال مركزاً أساسياً لترتيبات إقليمية مستقبلية على حساب مصالح الأمة العربية والإسلامية.
واعتبر الملتقى العمليات التي ينفذها الشباب الفلسطيني في الأراضي المحتلة عام 48 تأكيداً على التحامهم في مسيرة النضال والمقاومة ضد الاحتلال رغم عقود من محاولات "الأسرلة"، بما يمثل رسالة للمشاركين في هذا اللقاء التطبيعي بأن الشعوب ستظل عصية على التطبيع وستواصل نهج المقاومة والصمود.
إيران عن مؤتمر النقب: شر وخيانة
من جانبها، نددت الخارجية الإيرانية بعقد المؤتمر الأميركي الإسرائيلي العربي في النقب، معتبرة أنه "مؤتمر الشر والخيانة للقضية الفلسطينية".
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، في بيان، إن "أي إجراء لتطبيع وإقامة العلاقات مع الصهاينة الإرهابيين والمحتلين خنجر على ظهر الشعب الفلسطيني المظلوم، وهدية للكيان الإسرائيلي القاتل للأطفال لاستمرار المجازر بحق الناس واحتلال أرضهم".
ووصف خطيب زاده المشاركين في المؤتمر بأنهم "خونة"، مؤكدا أن "التجربة التاريخية أثبتت أن التسوية والاستسلام لن يفضي إلا إلى الهزيمة ورذالة حماتها".
وأضاف أن فلسطين لن تتحرر إلا بمقاومة الشعوب والدول الإسلامية، محذرا من "أي فتنة وشر يثيرها الصهاينة في المنطقة"، ومعلنا استعداد إيران للتعاون وتوسيع العلاقات مع دول المنطقة والمؤامرات الصهيوأميركية لبث الفرقة وزعزعة استقرار الشرق الأوسط".