تتواصل جلسات الحوار التمهيدي التشادي، الذي يجرى في الدوحة برعاية قطرية، لليوم الثاني بمشاركة ممثلين عن المجلس العسكري الانتقالي و52 حركة مسلحة.
وبحسب ما أفادت مصادر تشادية لـ"العربي الجديد"، فإن الوسيط القطري الميسر للحوار يسعى في المشاورات التي تجرى خلف الأبواب المغلقة، إلى الاتفاق مع الحركات التشادية المسلحة على تشكيل وفد تفاوضي موحد يمثل جميع أطياف المعارضة التشادية، تمهيدا لبدء الحوار والمفاوضات مع وفد المجلس الانتقالي العسكري "الوفد الحكومي"، وللاتفاق على أجندة التفاوض، حيث تسعى حركات المعارضة الى إدراج رؤيتها في وثيقة أجندة التفاوض.
وكانت حركة "جبهة الوفاق من أجل التغيير" (فاكت) قد أعلنت في بيان أصدرته أمس، انسحابها ومقاطعتها للحوار التمهيدي في الدوحة، فيما منحت 72 ساعة للاقتراح وتشكيل لجنة من عشرة أشخاص للعودة للحوار، وقالت الحركة "إنها لم تأتِ إلى الدوحة لتطلب من الحكومة التشادية العفو"، مجددة مطالبتها الوسيط القطري بإدارة المفاوضات.
وقال ممثل الجبهة شريف جاكو لموقع "الوحدة إنفو"، التشادي، إن "وفد الحركة سيعلق مشاركته في أعمال الحوار التمهيدي للسلام في الدوحة، إذا لم يتم الإيفاء بشروطه". وأضاف أن اجتماع الدوحة فرصة للتفاوض، إلا أنه عبر عن اندهاشه من كونه "مجرد اجتماع سياسي يقوده رئيس الوزراء الانتقالي ويخاطبهم نيابة عن المجلس العسكري الانتقالي الحاكم في البلاد"، على حد تعبيره.
وذكر جاكو أن من أحد أسباب انسحاب حركته هو أن "غالبية الأحزاب المشاركة في هذه المفاوضات سياسية بحتة، ولا يوجد سوى عدد قليل من العسكريين"، مضيفًا "استغربت أن هناك كيانات سياسية قادمة من العاصمة أنجمينا، بالرغم من أنها تعلم أن المفاوضات التي بادرت قطر بتنظيمها هي مفاوضات عسكرية بحتة".
كما أعلنت "حركة لتغيير من أجل الديمقراطية" التي يقودها حامد عمر حامد، في بيان، مقاطعتها للحوار الذي وصفته بـ"المشلول"، نتيجة لتجاهل وفد الحكومة للحركة، بحسب البيان.
وكان وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري سلطان بن سعد المريخي، قد أكد في كلمة افتتح بها المفاوضات التشادية في الدوحة أمس الأحد، أن "مفاوضات السلام التشادية هي مفاوضات تشادية- تشادية يملكها ويقودها التشاديون"، مؤكدا أن دولة قطر ستعمل ما بوسعها لإنجاحها بصفتها ميسرا ومضيفا لها.
وعبر رئيس المجلس العسكري الانتقالي محمد إدريس ديبي في تصريحات بعد افتتاح جلسات الحوار التمهيدي، عن أمله في إنجاح مفاوضات السلام التشادية في الدوحة، مؤكداً إيمانه الراسخ بالمصالحة بين الفرقاء المختلفين.
وذكر رئيس المجلس العسكري الانتقالي، في تصريحاته التي نشرها موقع الرئاسة التشادية على"فيسبوك"، أنه "يتابع عن كثب الحوار الذي يجمع بين السياسيين والعسكريين، وأن تشاد بحاجة إلى السلام وأن الطريقة الوحيدة لبنائه هي من خلال الحوار بين جميع أبناء البلاد".