في ظل حالة من التوترات الأمنية التي تعيشها محافظة السويداء السورية، كشف خطأ في عملية استهداف أحد الأشخاص، عن خلية اغتيال مشكّلة من قبل رئيس فرع أمن الدولة في السويداء العميد سالم الحوش، وهو ما أثار مخاوف من سعي أجهزة النظام السوري لنقل سياسة الاغتيالات والتصفيات الجسدية من درعا إلى جارتها السويداء في الجنوب السوري.
صراعات في السويداء
ويأتي ذلك في ظل وجود صراعات متعددة في المنطقة، منها بين الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، ومنها بين فصائل محلية ومليشيات تتبع النظام، أبرزها مليشيا "الدفاع الوطني"، التي تتعالى المطالبات في السويداء بحلها.
وأدى خطأ في عملية اغتيال كانت تستهدف عنصراً سابقاً في فصيل "قوات شيخ الكرامة"، إلى مقتل عائلة مدنية مكونة من أب وأم وثلاثة أطفال، لتكشف عن خلية اغتيال مشكّلة من قبل العميد سالم الحوش، تحت اسم "المقاومة الشعبية"، ويتزعمها عنصر في مكتب أمن الفرقة الرابعة يدعى مجدي نعيم بالإضافة إلى خالد نمور.
خطأ في عملية اغتيال يؤدي إلى مقتل عائلة من خمسة أفراد
وأفادت مصادر مطلعة من السويداء لـ"العربي الجديد" بأن عائلة راجي الجرماني تعرضت لإطلاق نار خلال انتقالها بسيارتها على طريق دمشق السويداء بالقرب من مدينة شهبا، ما أدى إلى مقتل الجرماني وزوجته وأطفاله الثلاثة.
وتبيّن بحسب المصادر، أن "مجموعة مسلحة تدعى المقاومة الشعبية، تقف وراء العملية، ويتزعمها خالد نمور، ومجدي نعيم، والأخير يخدم في مكتب أمن الفرقة الرابعة، التي تتبع لرئيس فرع أمن الدولة في السويداء سالم الحوش".
ولفتت المصادر إلى أن "مجموعة مسلحة تتبع الأمن العسكري قامت بملاحقة المجموعة التي نفذت عملية الاغتيال، وتم توقيف منفذي العملية وعُرف منهم أشرف وأيهم عبيد، ووهيب مرشد"، مضيفة أن "هؤلاء اعترفوا بأنهم كانوا ينفذون أوامر الحوش، في حين كان من المفترض أن يستهدفوا عنصراً في فصيل "قوات شيخ الكرامة" يدعى رأفت بالي، نجا من عملية عسكرية جرت في إبريل/نيسان 2020 لتصفية هذا الفصيل، كانت بقيادة الحوش حينها، الذي استخدم ذات المجموعة بدعم من قوات النظام.
وبحسب المصادر، "تم تسليم الموقوفين إلى فرع الأمن الجنائي في السويداء، فيما حاول الحوش التملص من العملية، نافياً أن تكون المجموعة الموقوفة مكلفة بأي مهمة رسمية، على الرغم من وجود مهمة لمدة 24 ساعة، قيل إن هدفها هو نقل أحد الأشخاص من دمشق".
ولا تُعد هذه العملية سابقة للحوش، بحسب الناشط أبو جمال معروف، الذي قال لـ"العربي الجديد" إن "السويداء تعاني منذ سنوات طويلة من تجنيد الأجهزة الأمنية لعصابات مسلحة متهمة بارتكاب أعمال غير مشروعة، إذ توفر لها غطاء أمنيا، وأبرز تلك العصابات تتبع لكل من الأمن العسكري وأمن الدولة، اللذين يتسابقان لتجنيد هذه العصابات".
وسخر الناشط "من ذرائع الحوش عدم امتلاك المجموعة التي نفذت الاغتيالات مهمات رسمية"، قائلاً "منذ متى الأجهزة الأمنية تعطي مهمات أمنية بعمليات الاغتيال والاعتقال، فالجميع يعلم أن الأجهزة الأمنية تعتمد الأوامر الشفهية لكي تكون بعيدة عن وجود أي دليل قانوني، وبالنهاية الأدوات التي يتم اكتشافها يتم تحميلها كامل المسؤولية والتخلص منها".
وأضاف معروف: "أبرز عملية قادها الحوش واستخدم فيها عصابة مهران عبيد شقيق الأخوين عبيد اللذين شاركا باستهداف عائلة الجرماني، وعصابة ناصر السعدي من أبرز مهربي المخدرات إلى الأردن، كانت عملية تصفية أعضاء قوات شيخ الكرامة في النصف الأول من عام 2020".
وأوضح أن "قوات الكرامة التي كانت تتخذ منطقة صلخد مقراً لها، أعلنت وقوفها ضد تهريب المخدرات عبر مناطقها، وعزمها استهداف أي تواجد لإيران وحزب الله في المنطقة، لكن تم إيقاع أبرز أعضاء وقادة هذه القوات في كمين بمدينة صلخد، وتم التمثيل بالجثث وحرقها".
تصفية يحيى النجم في 2020
وتابع "في شهر مارس/آذار 2020 قام فصيل مهران عبيد، بتصفية يحيى النجم في بلدة القريا بالريف الغربي للسويداء، والذي يُشك بأنه شارك بافتعال نزاع بين أهالي القريا واللواء الثامن التابع للفيلق الخامس المدعوم من الروس، تسبب لاحقاً بوقوع عدة صدامات سقط جراءها عشرات القتلى والجرحى".
مسؤول أمن السويداء في النظام يجنّد عصابات لإرهاب الناس
وقال معروف "يبدو أن النظام، بعد فشل الحملة العسكرية التي جند لها قرابة ألفي عسكري من قوات النظام تم استقدامهم منتصف الشهر الماضي، وعدم تحقيق أي من أهدافها التي أعلن عنها وأولها اجتثاث عصابات الخطف والقتل، المرتبطة بالأجهزة الأمنية بالأصل، تم تغير أهدافها حيث عمدت عقب نشر دوريات أمنية في الساحات الرئيسية ومداخل ومخارج مدينة السويداء، إلى التضييق على الأهالي خصوصاً المستنكفين عن الخدمة العسكرية والذين تقدر أعدادهم بالآلاف، إضافة إلى مالكي السيارات غير النظامية، والتي كان يُدخلها حزب الله إلى المحافظة من لبنان وجنى منها مئات آلاف الدولارات".
ولفت إلى أن هذا الأمر "دفع بقوى محلية للطلب منها الانسحاب من النقاط التي تشغلها لما تسببه من إرهاب للمدنيين، وبالفعل تم سحبها، الأمر الذي قد يدفع بها إلى انتهاج سياسة التصفيات والاغتيالات".