شهدت مدينة السويداء جنوبي سورية، مساء أمس الأربعاء، توترات واضطرابات أمنية، وسمعت فيها أصوات انفجارات وإطلاق رصاص كثيف.
وقالت مصادر "العربي الجديد" في مدينة السويداء إن انفجارات وإطلاق نار وقعت في محيط فرع حزب البعث، وفرعي الأمن السياسي وأمن الدولة، في المدينة. ولا تزال أصوات الاشتباكات مسموعة حتى لحظة إعداد هذا التقرير.
وترجح المصادر أن ذلك يأتي في سياق الرد على قيام عناصر أمن وجيش النظام السوري مدعومين بفصيل محلي يشتهر بالخطف والقتل والاتجار بالمخدرات، بالتصدي صباح اليوم لتظاهرة سلمية أمام مركز التسويات في المحافظة، وإطلاقهم النار في الهواء لتخويف المحتجين، ما أسفر عن مقتل متظاهر، وإصابة آخر.
ولم تستبعد الناشطة الحقوقية سلام عباس، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن تكون "الجهات الأمنية قد افتعلت هذه الانفجارات والاشتباكات في محيط الأفرع، بهدف إعطاء ذريعة لجيش النظام لدخول المحافظة وتكرار ما حدث خلال الأعوام الثلاثة عشر الفائتة، ولشرعنة قتل محتجي السويداء المعارضين للنظام.
وساد التوتر عموم المحافظة بعد مقتل المواطن جواد الباروكي برصاص قوات النظام خلال مشاركته بالاحتجاجات السلمية الرافضة للتسوية، التي يعتبرها أهالي المحافظة مجرد "تبيض صفحة عصابات الخطف المدعومة أمنياً والمسؤولين عن جرائم قتل وسلب واختطاف واغتصاب".
وطلب آل الباروكي، وشيخا العقل حكمت الهجري وحمود الحناوي، من المحتجين "ضبط النفس وعدم الانجرار للدم تلبية لرغبة النظام"، ما ساعد على تهدئة الوضع حوالي الساعة العاشرة من هذه الليلة.
وقال أحد سكان مدينة السويداء لـ"العربي الجديد": "لقد تعودنا أن نسهر ليلة من القلق والذعر نحن وأطفالنا بعد كل حدث أمني في السويداء وغالبا ما كنّا نكتشف في اليوم التالي أن عددا من المسلحين التابعين للجهات الأمنية قاموا بإرهاب الناس ليلاً تخوفاً من ردود أفعالهم على الحدث أياً يكن. وأخشى أن يكون ما حصل مقدمة لنزاع مسلح بين بعض الفصائل والجهات الأمنية أو بين الفصائل في ما بينها، موالين ومعارضين، وبالنتيجة ترتد النتائج سلباً على حراكنا السلمي وهذا ما تسعى اليه الأجهزة الأمنية منذ بداية الحراك".
ويعتقد بعض المواطنين الذين تحدثوا لـ"العربي الجديد" أن ما حصل حتى الآن هو ردود أفعال متوقعة على "الجريمة التي ارتكبت اليوم بحق أحد المتظاهرين العزل"، متوقعين مهاجمة فروع أمنية ومراكز شرطة، وربما يحصل اقتحام جزئي لمركز التسويات المغلق أو أي موقع آخر، انتقاماً لما جرى.