تشهد محافظة شبوة، جنوب شرقي اليمن، توتراً عسكرياً جديداً بعد دفع القوات الموالية للحكومة المعترف بها دولياً بعدد من الدوريات إلى محيط ميناء بلحاف الاستراتيجي الخاضع لسيطرة قوات إماراتية وانفصالية منذ سنوات.
وأكد مسؤول في المجلس المحلي بمحافظة شبوة، لـ"العربي الجديد"، أنّ قوات حكومية تحركت، مساء السبت، إلى محيط ميناء بلحاف الاستراتيجي وتمركزت أمام بواباته الخارجية، من دون القيام بأي أعمال عسكرية.
وأشار المسؤول، الذي اشترط عدم كشف هويته، إلى وجود وساطات ومطالب للقوات الحكومية بإلغاء الاستحداثات الأخيرة داخل المنشأة، وانسحاب القوات المدعومة إماراتياً التي تم الدفع بها إلى داخل بلحاف، من دون مزيد من التفاصيل.
وتعود أسباب التوتر إلى قيام القوات الإماراتية بتجهيز أكثر من 400 مقاتل من النخبة الشبوانية التابعة لـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" داخل منشأة بلحاف، ووفقاً للمصدر، فقد سُمعت، قبل أيام، أصوات المدافع والقذائف في ما يشبه مناورة عسكرية لهذه الوحدات.
ولا يُعرف ما إذا كانت القوات الإماراتية التي ترفض الانسحاب من الميناء الاستراتيجي ستقوم بتلبية مطالب القوات الحكومية أم أنّ الوضع سيتجه إلى الانفجار.
وعلى الرغم من سيطرة القوات الموالية للحكومة الشرعية على كامل محافظة شبوة بعد دحر الانفصاليين في أغسطس/آب 2019، فإنّ القوات الإماراتية ما زالت تتمركز في معسكر العلم وميناء بلحاف الخاص بمشروع الغاز الطبيعي المسال، والذي تديره شركة "توتال" الفرنسية، وهو ما أدى إلى توقف الصادرات منذ 2015.
وترفض القوات الإماراتية الانسحاب من ميناء بلحاف والسماح للحكومة بإعادة تصدير الغاز المسال. ودعا محافظ شبوة محمد صالح بن عديو، في وقت سابق، الإمارات للتوقف عن تحويل موارد اليمن إلى بؤر للتمرد، في إشارة إلى القوات الانفصالية الجديدة التي تم الدفع بها.
وقال بن عديو، في بيان صحافي، إنّ "منشأة تصدير الغاز في بلحاف يجب أن تكون شريان حياة للشعب في هذا الوقت العصيب، بينما تحولونها من مصدر لتجميع الغاز وتصديره وإنقاذ العملة واقتصاد البلد إلى تجميع المليشيات وتصدير للتمرد".