استمع إلى الملخص
- **موقف هاريس من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي**: توقعت تقارير أن تكون هاريس أكثر صرامة مع إسرائيل، رغم دعمها لحقها في الدفاع عن نفسها، وانتقدت النهج العسكري الإسرائيلي أحيانًا.
- **الديمقراطيون وجذب الناخبين العرب**: يأمل الديمقراطيون في جذب الناخبين العرب والشباب، حيث يُنظر إلى هاريس على أنها أقل مسؤولية عن سياسات بايدن تجاه إسرائيل، رغم علاقاتها القوية مع الجالية اليهودية.
في الأسبوع الأول من مارس/ آذار الماضي، دعت نائبة الرئيس الأميركي كمالا هاريس إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، ووجهت انتقادات حادة لإسرائيل حيث قالت إنها "لا تفعل ما يكفي لتخفيف الكارثة الإنسانية في غزة". وكانت هاريس في ذلك الوقت أعلى مسئولة رفيعة تدعو علنا إلى وقف الحرب على غزة، ومثلت تصريحاتها "الانتقادات الأكثر حدة" من مسؤول أميركي كبير. وقالت، في تصريحاتها، آنذاك إن الناس يتضورون جوعا في غزة وإن الظروف غير الآدمية وإنسانيتنا تلزمنا بالتحرك، وإنه يتعين على إسرائيل أن تفتح معابر حدودية جديدة، وحماية العاملين في المجال الإنساني، وحماية المساعدات وليس فرض "قيود غير ضرورية".
ولم يكن هذا التصريح الوحيد لنائبة الرئيس الأميركي كمالا هاريس - المرشحة الأبرز لنيل بطاقة الترشح الرئاسية عن الحزب الديمقراطي، بعد تنحي الرئيس الحالي عن السباق- فيما يخص الحرب في غزة، حيث قالت في 28 مايو/أيار الماضي إن كلمة مأساة لا تكفي لوصف الضربة الإسرائيلية في رفح، وفي يوليو/تموز الماضي، قالت إنها تتفهم إحباط المتظاهرين الشباب المؤيدين لفلسطين، وأن هذا ما يجب أن تكون عليه المشاعر الإنسانية".
وفي السياق، توقع تقرير نشر في "رويترز"، أن تبدو هاريس أكثر صرامة فيما يخص التعامل مع إسرائيل، وأن يحتل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي مكانة عالية في جدول أعمالها، خاصة إذا كانت حرب غزة لا تزال مشتعلة، وأشار إلى أنه في الفترة الماضية -بصفتها نائبة للرئيس- كانت كلماتها في الغالب "صدى" لبايدن في دعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها بعد حادث 7 أكتوبر/تشرين الثاني، وأنها، رغم ذلك "تقدمت في بعض الأحيان قليلا على الرئيس في انتقاد النهج العسكري الإسرائيلي"، مضيفا أنها تحافظ على علاقات أوثق مع التقدميين الديمقراطيين، الذين ضغط بعضهم على بايدن لوضع شروط على شحنات الأسلحة الأميركية إلى إسرائيل بسبب القلق من ارتفاع عدد الضحايا المدنيين الفلسطينيين في غزة.
وقال محللون لوكالة رويترز إن مثل هذه اللغة أثارت احتمال أن تتخذ هاريس، حال فوزها بالرئاسة -على الأقل- خطا خطابيا أقوى مع إسرائيل من بايدن، غير أن هالي سويفر، التي عملت مستشارة للأمن القومي لهاريس خلال العامين الأولين لعضو مجلس الشيوخ آنذاك في الكونغرس، من 2017 إلى 2018، قالت إن دعم هاريس لإسرائيل كان بنفس قوة دعم بايدن.
هاريس والتهديد النووي الإيراني
وفيما يخص إيران، توقع التقرير، أن تحافظ هاريس على نفس خطط بايدن في مواجهة إيران، وأنه من غير المرجح أن تقوم هاريس، كرئيسة، بأي مبادرات كبيرة دون وجود إشارات جدية على أن إيران مستعدة لتقديم تنازلات، وقال نائب ضابط المخابرات الوطنية السابق للحكومة الأميركية لشؤون الشرق الأوسط، جوناثان بانيكوف، إن التهديد المتزايد المتمثل في "تسليح" البرنامج النووي الإيراني يمكن أن يمثل تحديا كبيرا مبكرا لإدارة هاريس، خاصة إذا قررت طهران اختبار الزعيم الأميركي الجديد.
الديمقراطيون يتوقعون جذب الناخبين العرب
وعلى جانب آخر، أشار تقرير بموقع "أن بي سي نيوز"، نقلا عن مصدر مقرب من إدارة بايدن، إلى الناخبين الأميركيين العرب والناخبين الشباب والتقدميين الذين يعارضون موقف بايدن بشأن إسرائيل قد يكونون أكثر انفتاحا على ترشيح هاريس، "لأنه لا يُنظر لها على أنها مسؤولة عن سياسات بايدن تجاه إسرائيل"، مضيفا أن الديموقراطيين يأملون أن يساعد ذلك على إعدادها.
وأشار التقرير إلى أنه رغم ذلك، تتمتع هاريس أيضا بعلاقات قوية مع الجالية اليهودية في البلاد، وأن زوجها، دوغ إيمهوف، هو يهودي ويعمل محاميا في شركات لعبت دورا بارزا كحلقة وصل مع الجالية اليهودية الأميركية، حيث تحدث عن جهود الإدارة لمكافحة معاداة السامية. وقال آرون ديفيد ميلر، وهو زميل في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، إن رئاسة هاريس ستؤدي على الأرجح إلى تغيير في اللهجة تجاه إسرائيل، ولكن ليس تغييرا كبيرا في السياسة، مضيفا أنها ستكون أكثر تعاطفا عندما يتعلق الأمر بمسألة الدولة الفلسطينية والحقوق الفلسطينية، لكنها في الوقت ذاته ستدافع عن الدعم الأميركي التقليدي لإسرائيل.
وكشف التقرير أنه في مارس/آذار، خفف مسؤولو مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض من حدة أجزاء من خطاب هاريس حول الحاجة إلى وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع واتفاق إطلاق سراح الرهائن بين إسرائيل وحماس. وقال مسؤولون حاليون وسابقون، إن المسودة الأصلية لتصريحاتها كانت أكثر قسوة على إسرائيل في وصف الوضع الإنساني المتردي للفلسطينيين في غزة والحاجة إلى مزيد من المساعدات.
وعلى جانب آخر، أشارت تقارير إلى أن ابنة زوجها اليهودي الحالي، إيلا إيمهوف، شارك في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في الترويج لحملة التبرع لأطفال غزة، كان قد أطلقها صندوق إغاثة الأطفال الفلسطينيين (منظمة غير ربحية مقرها أوهايو)، كما نشرت ابنة اختها مينا هاريس في 2021 على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي انستغرام صورة للتضامن مع أهالي الشيخ جراح منددة بالظلم الذي يتعرض له أهل فلسطين.
"إيباك" تبرعت لها بـ5.4 مليون دولار
غير أنه في الوقت ذاته، أشار مشروع إيباك "Track Aipac" (اللجنة الأميركية الإسرائيلية التي تدعم إسرائيل وتستخدم العلاقات والأموال من أجل توجيه السياسة الأميركية لدعم الكيان الإسرائيلي)، إلى أن هاريس حصلت من اللجنة على تمويل قدره نحو 5.4 مليون دولار، وأدى ذلك إلى توجيه انتقادات لهاريس في منصات التواصل الاجتماعي بسبب ذلك.