توقعات حول الأهداف والأدوات والمخاطر في الردّ الإسرائيلي على إيران

05 أكتوبر 2024
نتنياهو خلال اجتماع للكابينت الإسرائيلي في تل أبيب، 7 يناير 2024 (رونين زفولون/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يتوقع يوسي ميلمان أن يستهدف الرد الإسرائيلي المنشآت النووية أو النفطية الإيرانية، محذراً من تداعيات سلبية مثل تسرب مواد إشعاعية أو كيميائية، مع احتمال استخدام طائرات "إف 35" وهجوم سيبراني.
- تأخر الرد الإسرائيلي بسبب الأعياد اليهودية ورغبة حكومة نتنياهو في التنسيق مع إدارة بايدن، رغم إشارات متناقضة من الإدارة الأميركية حول المشاركة.
- من المتوقع وصول الجنرال مايكل كوريلا إلى إسرائيل لتنسيق الرد، مع تأكيد إسرائيل على التنسيق الكامل مع الولايات المتحدة لتجنب مفاجأة الحلفاء.

قائد القيادة المركزية الأميركية إلى إسرائيل لتنسيق الرد على إيران

قد تستخدم إسرائيل طائرات الشبح من طراز "إف 35" في الهجوم

الفشل بإصابة منشآت إيران النووية سيمسّ بسمعة سلاح الجو الإسرائيلي

في الوقت الذي تأكد فيه أن الرد الإسرائيلي على إيران مسألة وقت فقط، رصد معلّق استخباراتي إسرائيلي الأهداف المتوقع أن يطاولها الردّ والوسائل التي يمكن أن تستخدم في الهجوم الإسرائيلي، إضافة إلى مخاطر الهجوم على الأهداف الإيرانية المحتملة.

ورجّح يوسي ميلمان، معلق الشؤون الاستخبارية في صحيفة "هآرتس" أن يطاول الهجوم الإسرائيلي المنشآت النووية أو المنشآت النفطية في إيران، إلا أنه، في المقابل، حذر من أن استهداف هذه المرافق يمكن أن يفضي إلى تداعيات لا تخدم مصالح إسرائيل.

وفي تقرير نشره موقع الصحيفة اليوم السبت، توقع ميلمان أن قيادة دولة الاحتلال قد واجهت أزمة خيارات، قبل أن تحدد المرافق الاستراتيجية الإيرانية التي يمكن أن يستهدفها الهجوم الإسرائيلي. وأشار إلى أن المرافق النووية الإيرانية، ولا سيما منشآت تخصيب اليورانيوم موجودة في عمق عشرات الأمتار تحت الأرض، ما يقلّص فرص إصابتها بالهجوم، مشيراً إلى أن الفشل في إصابة هذه المنشآت سيمس كثيراً بسمعة سلاح جو دولة الاحتلال. وشدد ميلمان على أن إسرائيل يجب أن تأخذ بالاعتبار مخاطر تسرب مواد إشعاعية من المنشآت النووية الإيرانية، في حال نجاح الهجوم، ما يعني تعرّض عدد كبير من الناس لمخاطر هذه الإشعاعات، ما سيمسّ بمكانة وصورة إسرائيل الدولية.

وبحسب ميلمان، فإنه حتى لو قررت إسرائيل ضرب منشآت النفط والغاز الإيرانية، فإن سيناريو تسرب مواد كيميائية خطيرة من هذه المنشآت قد يفضي إلى "كارثة بيئية" تتمثل باندلاع حرائق هائلة. وفي ما يتعلق بالوسائل التي يمكن أن تلجأ إليها دولة الاحتلال في تنفيذ الهجوم على إيران، تطرق ميلمان إلى ثلاث وسائل:

  • استخدام طائرات سلاح الجو
  • أو شنّ هجوم سيبراني واسع
  • أو استخدام صواريخ "أريحا" بعيدة المدى، والقادرة على حمل رؤوس نووية، التي لم يحدث أن اعترفت إسرائيل بامتلاكها، رغم التقارير الإعلامية التي تؤكد أنها تحوزها.

ورجح ميلمان أن تستخدم إسرائيل سلاح الجوّ في الهجوم على إيران، من منطلق أن استخدام صواريخ "أريحا" خيار يمكن أن تلجأ إليه فقط عندما تكون الخيارات أمامها محدودة جداً. وخشية أن تنجح إيران في إسقاط طائراتها، يتوقع ميلمان أن تستخدم إسرائيل طائرات الشبح من طراز "إف 35"، التي لا يمكن لمنظومات الرادار والإنذار المبكر اكتشافها. ولم يستبعد ميلمان أن يترافق الهجوم الجوي بهجوم سيبراني يفضي إلى تعطيل البنى التحتية المدنية، مثل محطات الوقود، وحركة القطارات، وعمل الموانئ، ومرافق الكهرباء، والمطارات، لافتاً إلى أن إسرائيل سبق أن نفذت هجمات سيبرانية ضد هذه المرافق.

وبشأن حتمية الرد الإسرائيلي على إيران، شدد ميلمان على أن دعم المعارضة لهذا الخيار لن يترك لحكومة نتنياهو سوى الإقدام على توجيه ضربة قوية رداً على الهجوم الإيراني، الذي استهدف بشكل خاص قواعدها الجوية.

أسباب التأخر في الرد الإسرائيلي على إيران

عزا ميلمان التأخر في الرد الإسرائيلي على إيران إلى سببين:

  • أحدهما فترة الأعياد اليهودية التي يتم إحياؤها في إسرائيل حالياً، ورغبة حكومة وجيش الاحتلال في عدم التأثير بنسق الحياة خلالها.
  • وثانيهما رغبة حكومة بنيامين نتنياهو في تنسيق الرد على إيران مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.

ولاحظ ميلمان أن ممثلي الإدارة الأميركية يرسلون إشارات متناقضة بشأن موقفهم من الرد الإسرائيلي  على إيران المحتمل أن يحصل قريباً. وبحسب ميلمان، فإن كبار المسؤولين في البيت الأبيض يتحدثون عن تداعيات خطيرة للهجوم الإيراني على إسرائيل، وهو ما قد يكرس انطباعاً بأن الولايات المتحدة يمكن أن تشارك في الرد. وأضاف ميلمان أنه من ناحية نظرية، فإن مشاركة الولايات المتحدة في الرد الإسرائيلي على إيران قد تحسّن من فرص نائبة الرئيس كامالا هاريس بالفوز في السباق الرئاسي، فضلاً عن أنها قد تسهم في تعزيز قوة الردع الأميركية "المتآكلة"، وقد تمكن الولايات المتحدة من استعادة مكانتها العالمية في مواجهة كل من الصين وروسيا، فضلاً عن أن المشاركة الأميركية في الرد يمكن أن تسهم في وضع حد لتوسع إيران وتمركزها العسكري في المنطقة.

واستدرك ميلمان أن فرص تحقق هذا السيناريو متدنية، من منطلق أنه لا يوجد ما يشير إلى إمكانية أن يغير بايدن قبل انتهاء ولايته من توجهاته على صعيد العلاقات الخارجية، مشيراً إلى أن ما يعزز هذه الفرضية حقيقة أن بايدن ومساعديه دعوا إسرائيل علانية إلى عدم استهداف المنشآت النووية والنفطية الإيرانية. إلى ذلك، أوضح ألون بن دافيد، محلل الشؤون العسكرية في قناة "13"، أن إسرائيل "في وضع سيئ" على مستوى الإقليم، مشيراً إلى أن هذا ما يجعل دولة الاحتلال في حالة تردد بين الرغبة في الرد على إيران والخوف من تبعات الانجرار إلى مواجهة مباشرة معها.

قائد القيادة المركزية الأميركية إلى إسرائيل لتنسيق الرد على إيران

في غضون ذلك، ذكر موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم السبت، أنّ من المتوقع أن يصل قائد القيادة المركزية في الجيش الأميركي الجنرال مايكل كوريلا في غضون 24 ساعة إلى إسرائيل لعقد اجتماعات مع قادة جيش الاحتلال لتنسيق الرد على الهجوم الإيراني. وأشار الموقع إلى أن كوريلا زار دولة الاحتلال 15 مرة خلال العامين الماضيين. وعلى الرغم مما ذكره الموقع، فإن زيارة كوريلا قد تهدف إلى محاولة التأثير في توجهات دولة الاحتلال بشأن طابع الأهداف التي سيطاولها الرد الإسرائيلي.

ويشار إلى أن شبكة "سي أن أن" الأميركية نقلت الليلة الماضية عن مسؤولين أميركيين قولهم إن إسرائيل لم تسلّم إدارة بايدن تعهدات بعدم استهداف المنشآت النووية الإيرانية. وفي السياق، قالت هيئة البث الإسرائيلية الليلة الماضية، أن إسرائيل تسعى لتنفيذ الرد على إيران بالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة، من منطلق أن الهجوم الإسرائيلي المضاد يمكن أن يتحول إلى حدث "ذي قابلية كبيرة للانفجار، ما يستدعي تنفيذه دون تعرّض حلفاء إسرائيل للمفاجأة". أما القناة "12" فقد نقلت الليلة الماضية، عن وزراء في حكومة نتنياهو، قولهم إن الرد الإسرائيلي "سيجبي ثمناً كبيراً من نظام الحكم في إيران".