أوقفت الشرطة البريطانية، اليوم السبت، أعضاء بارزين من حركة "جمهورية" المناهضة للملكية، بينهم رئيسها غراهام سميث، أثناء توجههم لساحة الطرف الأغر وسط العاصمة لندن استعداداً للاحتجاج على تتويج الملك تشارلز الثالث.
وكان سميث يسير مع أعضاء مجموعته خلف شاحنة مستأجرة ومليئة باللافتات المناهضة للملكية عندما أوقفتهم الشرطة. وعبّر أحد نشطاء "جمهورية" عن "دهشته" من هذه الخطوة، مؤكّداً أن المجموعة "اجتمعت خلال الأسابيع الماضية مع الشرطة واتّخذت كل المسارات القانونية وحصلت على إذن لتنفيذ الاحتجاج السلمي". كما قال الناشط هاري ستراتون إن "الشرطة رفضت إبلاغهم بأسباب الاعتقال الذي جاء فوراً بعد أن فتّش عناصر الشرطة الشاحنة المرافقة لهم وعثروا على اللافتات المناهضة".
وعلى حسابها الرسمي في "تويتر" أكّدت حركة "جمهورية" التوقيفات ومصادرات اللافتات. وأضافت "هل هذه هي الديمقراطية؟".
Our gilded veneer of a democracy, on show for all the world to see. https://t.co/YsInJZt765
— Clive Lewis MP (@labourlewis) May 6, 2023
ومن المتوقع أن يصل عدد المتظاهرين ضد الملكية اليوم إلى ألفي متظاهر، بمن فيهم ممثلو الحركات الجمهورية السويدية والهولندية والنرويجية، إلا أن وجود أكثر من 11 ألف ضابط شرطة، في أكبر عملية عسكرية احتفالية تشهدها البلاد منذ سبعين عاماً، لن يسهّل مهمة دعاة النظام الجمهوري، لا سيما أن أعداد المؤيدين للملكية والمتجمهرين منذ مساء البارحة تحت الأمطار أكبر بكثير من أعداد المناهضين لها، وبالتالي قد تضيع أعلام الاحتجاجات في زحمة أعلام التأييد وقد يتعرّض "المعارضون" لمضايقات عديدة من الشرطة ومن الجمهور على حدّ سواء.
وانتقدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" توقيف الشرطة البريطانية المتظاهرين، معتبرة أن ذلك "مقلق جداً".
وقالت المنظمة "هذا شيء تتوقع رؤيته في موسكو وليس في لندن" منتقدة الحكومة البريطانية بسبب موقفها "الرافض بشكل متزايد" للتظاهرات العامة.
Arrests for peacefully protesting the coronation & saying #NotMyKing.
— Andrew Stroehlein (@astroehlein) May 6, 2023
Appalling.
“It’s something you would expect to see in Moscow not London.” - @YasmineAhmed001
⚠️ People have a right to protest.
⚠️ People have a right to express their opinion. https://t.co/GcmkVkXq4X
وكان الشاب البريطاني باتريك ثيلويل، الذي أدين الشهر الماضي على أثر إلقائه خمس بيضات على الملك تشارلز الثالث خلال زيارته إلى يورك في سبتمبر/ أيلول الماضي، حاضراً صباح اليوم، لكنه قال إنه "لا يحمل معه أي بيض على الإطلاق". وأكد في تصريح له أنه "سيعتقل مرة أخرى اليوم" لأن سرعة "انحدارنا إلى الفاشية في هذا البلد مدهشة"، على حدّ تعبيره.
وكان الرئيس التنفيذي لمجموعة "جمهورية" غراهام سميث قد قال لـ"العربي الجديد" في وقت سابق إن "وفاة الملكة إليزابيث الثانية بدّلت مشاعر الكثير من البريطانيين تجاه التاج"، مضيفاً "الملكية بالنسبة إليهم هي الملكة، وبالتالي فقدوا أسباب دعمهم لها بعد رحيلها". وتوقع آنذاك أن تنفّذ الشرطة بعض الاعتقالات، لكنه أكّد "أننا نعمل جاهدين لتفاديها، خاصة أننا نعيش في بلد ديمقراطي لا توجد فيه قوانين تعيق التظاهر السلمي ضد الملكية".
وأقرّت وزارة الداخلية البريطانية قبل يومين فقط قانون النظام العام الجديد الخاص بالتظاهر والاحتجاج، وبالعقوبات المرتبطة بالنشاطات المناهضة للحكومة، ما أثار انتقادات عنيفة، مع أن وزارة الداخلية نفت أن يكون إقرارها للقانون مرتبطاً بمراسم التتويج، مؤكدة أن الأمر مجرد "صدفة". ويمنح القانون الجديد الشرطة صلاحيات وسلطات إضافية لتفتيش واعتقال المتسبّبين بـ"اضطرابات خطيرة" من خلال الأداة القانونية التي تتضمنها السلطة التنفيذية والتي لا تخضع لأي تدقيق برلماني، ما يجعل الشرطة قادرة صباح اليوم على اعتقال مجموعة من النشطاء من دون أسباب "وجيهة" أو لأنهم فقط "يسيرون خلف شاحنة مليئة باللافتات"، لا سيما أن الوزارة لم تشرح بدقة ما تعنيه عبارة "اضطرابات خطيرة".